تضاربت مواقف ضيفي برنامج “الاتجاه المعاكس” بشأن تحديدهما الجهة التي يفترض أن تراهن عليها الدول العربية في ظل الصراع الجاري بين أميركا وحلفائها من جهة، وروسيا والصين من جهة أخرى، وما يدور عن نظام دولي جديد متعدد الأقطاب آخذ في التشكل.

وتساءلت حلقة (2023/3/28) من برنامج “الاتجاه المعاكس” عن ما إذا كان العالم على أبواب نظام دولي جديد متعدد الأقطاب، وعن موقف مسؤولي الدول العربية من هذا النظام والجهة التي يراهنون عليها، ومدى استفادتهم من ذلك، فضلا عن أسباب “تمردهم” على أميركا التي ظلت حليفة لهم لسنوات.

ويعتقد الخبير الإستراتيجي رياض عيد أن من حق الدول العربية تنويع علاقاتها لأن العالم بات أمام نظام دولي جديد، في حين أن النظام الأحادي القطب انتهى ودفن في أوكرانيا، وعلى أميركا أن تعترف بالقوة الناهضة من الشرق.

وقال إن من مصلحة العالم العربي الاتجاه نحو الشرق كما فعل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لأن الصين متقدمة على أميركا اقتصاديا وتكنولوجيا وفي الذكاء الاصطناعي.

واتهم في المقابل أميركا باستغلال المنطقة العربية وتدميرها وزرع الكيان الإسرائيلي فيها، ولذلك فمن حق المنطقة العربية إقامة علاقات إستراتيجية مع القوة الصينية والروسية، والكلام للخبير الإستراتيجي.

ودافع عن روسيا والصين لأنهما -حسب تعبيره- تقاتلان من موقع الدفاع عن النفس لإقامة نظام دولي أكثر عدالة، في حين أن أميركا تقاتل في حدائق روسيا وتحاول استنزافها من خلال حرب أوكرانيا، وتقاتل أيضا في بحر الصين بدليل تحالفاتها مع جيران بكين ونشرها قواعدها العسكرية في الفلبين.

وأكد أن روسيا الاتحادية تختلف عن الاتحاد السوفياتي الذي انتهى، وتوقعات البنك الدولي تشير إلى أن اقتصادها ينمو بوتيرة أعلى من أميركا التي يعاني اقتصادها من التضخم.

رهان خاسر

وفي الجهة المقابلة، حذر الخبير في الشؤون الدولية مجدي خليل الدول العربية من المراهنة على الصين وروسيا لأنهما تمثلان “الهيمنة والإمبريالية”، قائلا إن النظام الدولي لا يزال قائما رغم ضعفه، وكل ما في الأمر أن هناك مساعي لهدم هذا النظام من قبل بكين وموسكو، وقال إن هذه المساعي بدأت منذ  الاجتماع الذي جميع الرئيسين الصيني والروسي في الخامس من فبراير/شباط 2022 حيث أعلنا عن شراكة بلا حدود وإسقاط هيمنة أميركا، وبعدها بأسابيع غزا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوكرانيا.

وشدد خليل على أن الدول العربية ستخسر إذا راهنت على ما اعتبره الاستبداد والدكتاتورية، وستكون خارج التاريخ وسيتم استعمارها من جديد، مؤكدا أن العرب راهنوا من قبل على الاتحاد السوفياتي وفشلوا، ورأى أن بوتين هو الأخطر لأنه لا يعرف العدل ولجأ إلى المرتزقة والمجرمين في أوكرانيا وسوريا وليبيا، وهو من يهدد مرارا باستخدام الأسلحة النووية.

وأضاف أن النموذج الذي تقدمه الصين في العالم هو الاستبداد والدكتاتورية، ووصفها بسارقة التكنولوجيا الغربية، وأن جيرانها ينفرون منها.

وبينما قال إن النظام الدولي يأخذ سنوات طويلة لكي يتشكل، أكد الخبير في الشؤون الدولية أن أميركا قد استفاقت بعد اجتماع بوتين مع نظيره الصيني شي جين بينغ في فبراير/شباط 2022، وقامت بعدة إجراءات قوية لتأجيل انهيار النظام الدولي، ومنها عقد تحالفات ضخمة وتوسيع حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) والشراكة عبر الأطلسي.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.