تجمع الأطفال والآباء علاقة خاصة، وغالبا ما يكون الآباء والأمهات أبطالا في أعين أبنائهم وقدوة لهم، لذلك تجدهم يقلدون سلوكياتهم بصورة لا إرادية، من هنا يجب أن ينتبه الآباء إلى مجموعة من القواعد التي من شأنها أن تُبقيهم دائما أبطالا في أعين أطفالهم.

  • تعليم التعاطف

وفق تقرير لموقع “أجي بادم” (acibadem) التركي، فإن تعليم التعاطف للأطفال منذ سن مبكرة يجعلهم أكثر حساسية مع محيطهم. ومن بين أفضل الطرق لتنمية التعاطف لدى طفلك جعله يفكر في عواقب أفعاله ويضع نفسه مكان الآخرين عندما يتعلق الأمر بسلوكيات معينة، مثل التساؤل “لماذا فعل صديقك هذا؟”، “وماذا سيحدث إذا فعلنا هذا السلوك أو ذاك؟”.

ويجب أن يتفهم طفلك أنه وإن لم نكن قادرين على تغيير العالم وما به من سلبيات، إلا أننا يمكننا أن نكون إيجابيين ولطفاء في محيطنا وتعاملاتنا اليومية.

  • التعبير عن المشاعر

التعبير عن المشاعر عامل مهم لمنع ميل الطفل إلى العنف. لذلك، ينبغي تعليم طفلك كيفية التعبير عن مشاعره منذ سن مبكرة. ويمكن فعل ذلك بطرح سؤال “كيف كان شعورك؟” عند وصف حدث في المدرسة. لكن تجنب قول عبارات مثل “انسَ الأمر”، “من الممكن حدوث ذلك”، لأن ذلك يعطي الطفل رسالة ضمنية بأنه عليه قمع مشاعره.

ووفقا لكتاب “الطفل كامل الدماغ: 12 إستراتيجية ثورية لتغذية عقل طفلك النامي” لطبيب النفس العصبي، بروس بيري، وخبيرة التربية، تينا باين برايسون، يمر أطفالنا بحالتي التفاؤل والإحباط، كحالتنا بعد يوم سعيد أو يوم شاق في العمل، وهو ما أطلق عليه المؤلفان “المنطقة الحمراء” الغاضبة، و”المنطقة الخضراء” الهادئة.

ينبغي تعليم طفلك كيفية التعبير عن مشاعره منذ سن مبكرة (شترستوك)

يمكن تدريب الطفل على إدراك المنطقة التي يوجد فيها، وإشراكه في الحالة التي نمر بها كقولنا “أنا غاضبة حقا، وأنا الآن في المنطقة الحمراء”، هذا التفاعل بين شخصين يسمح للطفل باستخدامك كمرجع في تلك اللحظة للانتقال “للمنطقة الخضراء”، عن طريق تمرينه على منح نفسه بعض المساحة لتنظيم أنفاسه، والتمدد، والتجول، وشرب الماء لتهدئة نفسه، وتذكيره بأنها حالة مؤقتة، وليست ما يميزه.

  • حماية طفلك من التنمر

التنمر ظاهرة شائعة في المدارس اليوم. ومن المهم لإدارات المدارس والمعلمين اتخاذ تدابير في هذا الصدد لدعم العلاقات الإيجابية بين الأطفال، وتحديد عوامل الخطر والتأكد من تصحيحها. في هذه الحالة، ابق على اتصال مع المعلمين وإدارة المدرسة وتعاون معهم.

وعليك تعليم طفلك الرد بحزم على المتنمر من دون عنف أو ضرب أو تلامس جسدي، فالمتنمر عادة لا يتوقع من الضحية مواجهته، لكن بالرد بقوة عبر كلمات واضحة وبسيطة دون خوف أو غضب مثل “توقفْ عن ذلك”.

bullying تنمر غيتيي
عليك تعليم طفلك الرد بحزم على المتنمر من دون عنف أو ضرب أو تلامس جسدي (غيتي)
  • تجنب استعمال العبارات النمطية

إن استعمال عبارات من قبيل “الرجال لا يبكون” أو “لا تتصرف مثل الفتيات” قد يعتبره الطفل تهديدا؛ مما يجعله أقل انفتاحا على الآخرين. وبدلا من تمرير أفكار على غرار أن الأولاد أشداء وأن الفتيات ضعيفات وحسّاسات، من الضروري ترسيخ فكرة المساواة لدى الطفل.

وعلى الوالدين تجنب تقديم ألعاب البنادق والمسدسات لأولادهم حتى لا يعتاد الطفل على فكرة أن العنف أمر طبيعي.

يتخذ الأطفال من آبائهم قدوةً لهم لذلك يقلدون سلوكياتهم بصوة تلقائية. فإذا رأى الطفل ممارسات عنيفة ضد أفراد الأسرة، فلا مفر من تكراره لتلك السلوكيات تجاه الأصدقاء والأشقاء. وحتى إذا لم يكن هناك عنف في المنزل، ينبغي الحرص على عدم إظهار العنف تجاه الآخرين أو الكائنات الحية.

وبمساعدتك، سيتعلم طفلك تهدئة نفسه عندما يكون غاضبا حتى يتمكن من التعبير عن احتياجاته ورغباته بدون مهاجمة الشخص الآخر، سواء جسديا أو لفظيا. سوف يتعلم أن يرى الجانب الآخر من المشكلة وأن يبحث عن حلول لها، بدلا من مجرد افتراض أنه على صواب والشخص الآخر مخطئ.

  • القراءة مع طفلك

وفقا لموقع “ريدينغ إيجز” (Readingeggs) البريطاني الذي يقدم برامج لتعليم القراءة للأطفال، فإن تعلم القراءة -على عكس ما يعتقده بعض الناس- ليس عملية طبيعية تحدث بمفردها، إنها عملية معقدة تتطلب التدريس المناسب لمختلف المهارات والإستراتيجيات، مثل الصوتيات كمعرفة العلاقة بين الحروف والأصوات، والوعي الصوتي وغيرها.

وعلى الرغم من أن القراءة عملية معقدة فإن الخطوات التي يمكن اتخاذها لبناء هذه المهارة بسيطة ومباشرة إلى حد ما. لذلك تذكر دائما أن أهم شيء يمكنك القيام به هو جعل القراءة ماتعة، وذلك من خلال القراءة بانتظام، واختيار أنشطة القراءة التي يحبها بعناية.

  • تعليم الطفل إدارة الخلافات

الخلافات أمر لا مفر منه في الحياة، لكن يجب أن لا يخاف منها الطفل، ويكون ذلك من خلال تعلم كيفية إدارتها.

وغالبا ما تنتهي الخلافات -التي لم تُحل- بمواقف عنيفة، لذلك من الضروري تعليم الأطفال مهارات النقاش منذ سن مبكرة. ومن المفيد أن تجعل طفلك يدرك أن الخلاف أو الجدال لا يعني القتال، وأن الناس لديهم أفكار وآراء مختلفة.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.