قال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السودانية عبد الرحمن خليل إن اتصالات تجري مع دول غربية أبدت رغبتها في إجلاء رعاياها من الخرطوم، ومن بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، في حين أكد مسؤول غربي لصحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية أنه لا توجد حاليا خيارات جيدة لتنفيذ عمليات الإجلاء.

وقالت وكالة الأنباء الألمانية -نقلا عما وصفتها بمصادر سودانية مطلعة- إن إجلاء رعايا عدد من الدول سيتم خلال الهدنة المعلنة، التي بدأت أمس الجمعة أول أيام عيد الفطر وتستمر 3 أيام.

وأشارت المصادر إلى إجراء مشاورات لتحديد مطار مدينة عطبرة (310 كيلومترات شمال شرقي العاصمة) بديلا مؤقتا لمطار الخرطوم لتسهيل عملية الإجلاء، وذلك بسبب عدم صلاحية الأخير.

وكان الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أعلنا موافقتها على هدنة مدتها 3 أيام لوقف إطلاق النار بعد وساطة أميركية لتمكين السودانيين من الاحتفال بعيد الفطر.

من جهتها، أعلنت قوات الدعم السريع استعدادها لفتح جميع مطارات السودان أمام حركة الملاحة الجوية بشكل جزئي، وذلك لتمكين الدول التي تود إجلاء رعاياها من نقلهم بسلام.

وأضافت قوات الدعم السريع أن الخطوة تأتي تماشيا مع الهدنة الإنسانية التي أعلنتها لمدة 72 ساعة، والتي بدأت صباح أمس الجمعة، سعيا لتسهيل حركة المواطنين والمقيمين، وفق بيان للدعم السريع.

وأضافت قوات الدعم السريع أنها مستعدة للتعاون والتنسيق وتقديم كل التسهيلات التي تمكّن الجاليات والبعثات من مغادرة البلاد بأمان.

عملية خطيرة

وفي واشنطن، رأت وزارة الخارجية أمس الجمعة أن المعارك الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تجعل من أي محاولة لإجلاء طاقم السفارة في الخرطوم عملية محفوفة بالمخاطر.

وسعت الخارجية الأميركية إلى جمع الموظفين الأميركيين في مكان واحد في العاصمة السودانية لتوفير حماية أفضل لهم من المعارك، ولاستكمال الاستعدادات لعملية إجلاء محتملة.

من جانبه، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن ما تركز عليه الإدارة الأميركية هو التأكد من الاستمرار في ما وصفه بالتخطيط الحكيم بشأن السودان، والحفاظ على أكبر عدد ممكن من الخيارات للرئيس جو بايدن في ما يتعلق بإجلاء موظفي السفارة.

وأضاف الوزير أوستن أن وزارة الدفاع (بنتاغون) نشرت قوات “في مسرح العمليات لضمان توفير أكبر عدد ممكن من الخيارات إذا طُلب منها القيام بشيء ما في السودان”.

وفي السياق نفسه، قال البنتاغون إن رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي بحث في اتصال هاتفي مع رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان سلامة المواطنين الأميركيين، وتطورات الوضع في السودان.

وأمس الأول الخميس، صرحت وزارة الدفاع الأميركية بأنها بصدد حشد قوات في المنطقة من أجل عملية إجلاء يعتقد أنها ستدار من قاعدة أميركية في جيبوتي التي تقع على بعد 1126 كيلومترا جنوب شرق الخرطوم.

وجاء في بيان الوزارة “نحن بصدد نشر قدرات إضافية في المنطقة لحالات طوارئ على صلة بضمان أمن الموظفين الأميركيين في السفارة، وتسهيل مغادرتهم المحتملة للسودان”.

من جانبها، أفادت قناة “سكاي نيوز” البريطانية بأن لندن تضع قوات وطائرات في وضع استعداد بقاعدة عسكرية في الخارج في حالة الحاجة إليها لإجلاء موظفي السفارة والرعايا البريطانيين من السودان.

لا خيارات جيدة

بدورها، نقلت “فايننشال تايمز” عن مسؤول غربي يعمل على إجلاء الدبلوماسيين الأوروبيين بأنه لا خيارات جيدة حاليا يمكن الثقة فيها من أجل تنفيذ إجلاء آمن.

وكان مسؤول أوروبي تحدث لوكالة الأنباء الفرنسية عن محاولة تنسيق عملية إجلاء محتملة لمواطنيه من السودان، وأضاف أن الأوضاع الأمنية الحالية لا تساعد في المضي قدما في مثل هذه العملية التي تحتاج إلى وقف إطلاق نار لمدة 3 أيام.

وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي يتابع التطورات عن كثب انتظارا للحظة المناسبة لبدء عملية الاجلاء.

والأربعاء الماضي، تخلت ألمانيا عن محاولة لإجلاء مواطنيها من السودان، وفق أسبوعية “دير شبيغل” الألمانية.

وحسب الصحيفة، كانت 3 طائرات شحن عسكرية قادرة على نقل نحو 150 مواطنا ألمانيا متّجهة إلى السودان، لكن أوامر صدرت بأن تعود أدراجها.

وأمس الجمعة، أعلنت كوريا الجنوبية أنها بصدد إرسال طائرة وجنود إلى القاعدة الأميركية في جيبوتي تحسّبا لإجلاء رعاياها.

كذلك أعلنت اليابان أنها تتهيّأ لإجلاء رعاياها من السودان، حيث يوجد نحو 60 يابانيا، بينهم طاقم السفارة، وفق ما أفاد به المتحدث باسم الحكومة هيروزاكو ماتسونو.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.