اتهمت إيران -اليوم الأحد- الولايات المتحدة بدعم من وصفتهم بـ”مثيري الشغب”، في سياق حديثها عن المتظاهرين الذين خرجوا في عدة مدن إيرانية، احتجاجا على مقتل الشابة مهسا أميني (22 عاما) عقب احتجازها من قبل شرطة الأخلاق في طهران.

في المقابل، أكدت واشنطن أن مباحثاتها النووية مع طهران لن تثنيها، ولو قليلا، عن الدفاع عن حقوق الإيرانيين ومناصرتها.

كما ندد الاتحاد الأوروبي برد فعل إيران على الاحتجاجات، وقال الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد جوزيب بوريل إنه “بالنسبة للاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء، فإن الاستخدام غير المتناسب وواسع النطاق للقوة، ضد محتجين سلميين، هو أمر غير مبرر وغير مقبول”.

وكانت الخارجية الإيرانية قد استدعت في وقت سابق سفيري بريطانيا والنرويج في طهران، في ما يبدو خطوة احتجاجية على موقف البلدين من المظاهرات الشعبية، التي خلفت -وفق حصيلة رسمية- مقتل 41 شخصا على الأقل واعتقال المئات.

وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن الاحتجاج السلمي حق لكل أمة، لكن واشنطن “تدعم مثيري الشغب والأعمال الاستفزازية في طهران”.

وأضاف أن “تدخلات واشنطن في شؤوننا الداخلية تتعارض مع رسائل البيت الأبيض الدبلوماسية لطهران”. بدروره، استبعد مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، أن تثني المفاوضات النووية بلاده عن الدفاع عن حقوق الإيرانيين، قائلا “حقيقة أننا منخرطون في محادثات نووية مع إيران لا تعني بحال من الأحوال عدم التحدث علنًا والتصرف نيابة عن شعب إيران”.

وأردف قائلا “نحن لن نتباطأ في دفاعنا عن حقوق النساء والمواطنين الإيرانيين”.

طهران تحذر

وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أكد -أمس السبت- أن محاولات الولايات المتحدة المتكررة لانتهاك سيادة إيران لن تمر من دون رد، وفق تعبيره.

ورأى كنعاني أن الولايات المتحدة حاولت مرارا تقويض استقرار إيران وأمنها، ولكن بدون جدوى.

وأضاف أن ما وصفه بمخطط واشنطن “الشائن” لتخفيف عقوبات الاتصالات يهدف إلى إثارة عدم الاستقرار في البلاد.

وكانت وزارة الخزانة الأميركية أصدرت -أول أمس الجمعة- إعفاء من العقوبات عن بعض خدمات الإنترنت والتكنولوجيا الموجهة إلى إيران، وذلك من أجل توفير الإنترنت عبر الأقمار الصناعية للمستخدمين الإيرانيين.

وقد استدعت الخارجية الإيرانية -في وقت سابق أمس السبت- السفير البريطاني لدى طهران سايمن شيركليف على خلفية استضافة لندن قنوات ناطقة باللغة الفارسية.

كما أفادت وكالة الأنباء الإيرانية باستدعاء السفير النرويجي لدى طهران بشأن مواقف وصفت بأنها تدخل من رئيس البرلمان النرويجي في الشأن الإيراني.

استمرار الاحتجاجات

ونشر ناشطون على وسائل التواصل مقاطع فيديو تظهر تواصل الاحتجاجات في مناطق شرق وغرب طهران ليلة أمس السبت، إضافة إلى احتجاجات في مدن كرج وشيراز وسنندج ردد فيها متظاهرون شعارات ضد مسؤولي البلاد.

وأفادت وكالة تسنيم الإيرانية بأن طهران شهدت عدة تجمعات احتجاجية وصفتها بالمحدودة، مشيرة إلى أن قوات الشرطة تمكنت من تفريق متظاهرين حاولوا إثارة الشغب والقلاقل، حسب تعبير الوكالة.

وقالت السلطات إن ما لا يقل عن 41 شخصا بينهم عناصر من قوات الأمن قتلوا خلال الاحتجاجات، في وقت تؤكد فيه مجموعات حقوقية أن الرقم الفعلي أعلى من ذلك بكثير.

وبعد تحذيرات أطلقها الحرس الثوري والجيش ووزارة الاستخبارات ضد من وُصفوا بـ”مثيري الشغب”، قالت الداخلية -أمس السبت- إنها ستواجه بجدية ما سمتها ممارسات الإخلال بالأمن العام والإضرار بالممتلكات العامة والخاصة.

وفي بيان عبرت فيه عن أسفها لوفاة الشابة مهسا أميني، أضافت الوزارة أنها تحترم حق التجمع السلمي، لكنها ترفض التجمعات الاحتجاجية في هذه الظروف تحسبا لاستغلالها من جانب مثيري الشغب وأطراف تعارض النظام، وفق تعبيرها.

يشار إلى أن الاحتجاجات الشعبية الحالية اندلعت في 19سبتمبر/أيلول الجاري عقب وفاة مهسا أميني المتحدرة من محافظة كردستان (شمال غربي البلاد) في مستشفى بالعاصمة، بعد 3 أيام من اعتقالها من قبل ما تسمى “دوريات الإرشاد” (شرطة الأخلاق) بدعوى ارتدائها لباسا غير محتشم.

وفي حين قال ناشطون إن الفتاة تلقت ضربة قاتلة على رأسها في أثناء احتجازها، نفى المسؤولون ذلك وأعلنوا فتح تحقيق في الحادثة.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.