قال ملعب “974” المونديالي وداعا لكأس العالم وجماهيره بعد أن احتضنها للمرة الأخيرة بفوز البرازيل على كوريا الجنوبية 4-1 في ثمن نهائي المونديال القطري، وعندما أخبرنا جماهير من المنتخبين تفاجؤوا وفرحوا بالخبر.

فالملعب -الذي احتضن 7 مباريات في المونديال- يحمل “مفتاح اتصال قطر” وأيضا يرمز إلى عدد الحاويات التي استخدمت لتشييده، صُمّم ليُفكك بالكامل بعد المونديال ويُقدّم للدول التي تحتاج للمقاعد في إطار التنمية.

وقبل انطلاق المباراة كانت جماهير المنتخبين تتسابق لالتقاط الصور التذكارية، لأن جماهير أحد الفريقين ستغادر مع نهاية المباراة من الأدوار الإقصائية، ومن بين هؤلاء الكوري الجنوبي بونغ الذي حضر المباراة مع ابنه وصديقه.

بونغ (الأول من اليسار): فكرة الملعب خلاقة وتنفيذه استثنائي (الجزيرة)

ويقول “بونغ” للجزيرة نت متفاجئا “هل هذا صحيح، هذا الملعب شاهدت فيه أكثر من مباراة وأعجبني تصميمه من الحاويات، فالفكرة خلاقة والتنفيذ استثنائي”.

وتابع “ولكن ماذا سيحل به وبالمقاعد وكل شيء في الملعب؟” وبعد أن علم أنه سيتبرع به إلى الدول النامية التي تحتاج لبناء المرافق الرياضية، تحولت المفاجأة والحزن على الملعب -الذي يتسع لنحو 40 ألفا- إلى فرحة وثناء.

وأوضح أن “هناك الكثير من الدول الفقيرة التي تعشق كرة القدم وإمكانياتها لا تسمح لها بتشييد هكذا ملاعب، وهذه هي الاستدامة، وعبر عن سعادته بأن قطر ستترك إرثا عظيما ويتذكرها الجميع لأنها تساعد الدول النامية”.

ويتدخل “سيو هو” نجل “بونغ” ليقول إن “قطر -بحسب ما قرأ في وسائل إعلام محلية- تحاول أن تتجنب الفخ الذي وقعت فيها دول أخرى عبر تشييد ملاعب قد لا تستخدمها مستقبلا، وقررت التبرع بها لمساعدة الدول التي تحتاج لهذه الملاعب”.

فتاة كورية تتحدث عن ملعب 974 ا
“سو هيون”: العطاء شعور لا يمكن وصفه وكيف إذا كنا نساعد الفقراء على ممارسة هوايتهم المفضلة (الجزيرة)

أما الفتاة الكورية “سو هيون” التي كانت تنتظر صافرة بداية المباراة فصدمت بالخبر، واعتبرت أن “الملعب أكثر من رائع وتصميمه فريد وحتى الصور التي التقطتها من أكثر من ملعب كانت عائلتي تسألني عن هذا الملعب بالتحديد ويقولون إنهم لم يروا مثله من قبل”.

وأوضحت أنه “إذا كان يتبرع به إلى الدول الفقيرة فهذا أمر جيد، والمطلوب أن نشعر بالآخرين ونحاول مساعدتهم وهكذا نشعر بقيمة ما نمتلكه، فالعطاء شعور لا يمكن وصفه وكيف إذا كنا نساعد الفقراء على ممارسة هوايتهم المفضلة”.

ويقول كريم الجندي المحاضر في معهد “تشاتام هاوس” والذي عمل سابقا مستشار مناخ لكأس العالم، إن “التصميم من أجل التفكيك هو أحد المبادئ الرئيسية للبناء المستدام”.

وقال “إنه يسمح بالاستعادة الطبيعية لموقع البناء أو إعادة استخدامه لوظيفة أخرى”.

غوستافو واليكس من جماهير البرازيل
غوستافو (يمين): كل شيء في هذه النسخة من المونديال استثنائي (الجزيرة)

بدوره لفت المشجع البرازيلي غوستافو الذي قدم مع صديقه أليخاندرو من ساوباولو، إنه “مبهور بتصميم الملعب وقرأ عنه أنه مبني من حاويات” ولكنه لم يكن يعلم أنه سيفكك بالكامل ولن يكون له وجود بعد انتهاء المونديال.

وتابع “كل شيء في هذه النسخة من المونديال استثنائي، من التنظيم والاستقبال مرورا بالمستوى الكروي في دور المجموعات والمستمر في الأدوار الإقصائية، ناهيك عن المفاجآت الكبيرة التي حصلت ومن بينها تأهل كوريا الجنوبية التي نواجهها في ثمن النهائي”.

ولا تختلف مفاجآت روبرتو وزوجته القادمين من مدينة “فورتاليزا” واللذين كانا يعلمان عن مصير ملاعب المونديال بعد إسدال الستار على العرس الكروي العالمي.

روبرتو وزوجته يشجعان البرازيل
روبرتو (يسار): كل ما قيل في الإعلام كان خلافا للواقع الذين لمسناه (الجزيرة)

وتتدخل “أنجلينا” لتقول “قرأت أن معظم الملاعب ستخفض طاقتها الاستيعابية وتمنح إلى البلدان التي تحتاج لمنشآت رياضية، وتساهم هذه المقاعد في تحسين مستويات كرة القدم في الدول النامية”.

ولكنها أشارت إلى أنها “لم تكن تعلم أن هناك ملعبا سيختفي من الوجود كليا، ويفكك بالكامل ويتبرع به”.

من جهته، يثني روبرتو على كل ما اختبره منذ وصوله إلى قطر، مؤكدا أن “كل ما قيل في الإعلام كان خلافا للواقع الذين لمسناه، وموضوع الملاعب والتبرع بأجزاء منها أمر رائع”.

وبعد انتهاء البطولة سيُفك نحو 170 ألف مقعد لتمنح للدول النامية، مساعدة من قطر لتحسين البنية التحتية الرياضية لتلك الدول.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.