خلال الحظر بسبب جائحة كورونا قبل عامين، تعددت الإبداعات وظهرت الأفكار المسلية في وسائل التواصل الاجتماعي التي كانت ملاذا لصاحبها قبل أن تسرّي عن الجمهور المتابع لها.

خرجت قناة “عائلة أنس” من بريطانيا لتمثل أسرة مصرية في الغربة، هدفها تقديم حياة واقعية عن المسلمين، بعيدا عن الصورة النمطية الخاطئة التي ينشرها الإعلام الغربي.

حلم أسرة أنس

تقول أمل رشاد (الأم) للجزيرة نت “انتقلت مع زوجي للعيش في بريطانيا وأنا عروس، وأنجبت أبنائي الأربعة هناك، حبيبة ويسرا وحمزة وبيبرس. وجاءتنا فكرة إنشاء قناة على يوتيوب في فترة العزل التي فرضت علينا بسبب كورونا، فالضغط النفسي ووجودنا جميعا في مكان واحد ضيق في البيت جعلنا نفكر في طريقة جديدة لإمتاع أطفالنا وتسليتهم”.

والهدف الأساسي وراء قناة “عائلة أنس”، حسب أمل، هو تقديم صورة واقعية عن المسلمين في الغرب، “فنحن أسرة وسطية محتفظة بهويتها الإسلامية، ومندمجة مع كل الفئات والثقافات والأديان الأخرى بشكل معتدل”، وفق تعبيرها.

وجاءت ردود أفعال الناس على المحتوى إيجابية وتشجيعية كما أوضحت أمل، وقالت “وجد المتابعون أن القناة تقدم لهم معلومات جديدة، وكان هذا دافعا لنا للتطوير والاستمرار، رغم ما راودنا من تفكير في غلق القناة أكثر من مرة”.

الكشري المصري وإقبال الإنجليز

تحكي أمل عن مشروع الكشري “أعتقد أن طبخي مميز وشهي، والكشري من الأصناف غير المنتشرة في إنجلترا فهو وجبة نباتية خفيفة، يفضلها الكثيرون، لذا قمت بتجربة بيعه للناس في الشوارع، وعندما نفدت الكمية أرسل لنا الناس طلبات جديدة ظنا منهم أننا مستمرون في بيع الكشري”.

وأضافت “وصلتنا أيضا استفسارات عن كيفية تحضير الكشري، وتحديد الكمية المناسبة، والتغليف والتعبئة، والرخصة المطلوبة للعمل في بريطانيا، لذا صوّرنا حلقة لتوضيح هذه النقاط وغيرها للجمهور”.

وتابعت “قمنا بتوزيع وجبات الكشري على جيراننا الإنجليز في شهر رمضان السابق، من باب الإحسان للجار وتعريفهم بالشهر الكريم، ولاقى ذلك استحسانهم”.

وقالت “رغم نجاحنا في هذا المشروع، فإنني واجهت انتقادات من أقاربي في مصر، بعدما شاهدوا تجربة بيع الكشري في شوارع بريطانيا، وبدؤوا بالاستهزاء والسخرية، وأطلقوا علي اسم (فاطمة كشري)، في إشارة إلى شخصية فاطمة في المسلسل المصري لن أعيش في جلباب أبي”.

أسرار النجاح

وكما تعوّد أنس (الأب) في بداية مقاطع الفيديو الخاصة بأسرته، بدأ حديثه معنا “وبالسلام يحلو الكلام فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، اسمي أنس الفقي، مصري مقيم في بريطانيا منذ عام 2006، وحاصل على بكالوريوس دراسات إسلامية، وماجستير اقتصاد إسلامي في تخصص إدارة المصارف الإسلامية، وأيضا ماجستير في وسائل الإعلام المستقبلية في تخصص التسويق الإلكتروني”.

يعمل أنس مدير شؤون الطلاب في مؤسسة تعليمية في بريطانيا، وبعد انتهائه من ماجستير التسويق الإلكتروني واطلاعه على عالم وسائل التواصل الاجتماعي عن قرب، فكر في إنشاء قناة “عائلة أنس”.

يقول أنس “أطمح أنا وأسرتي أن نكون منارة للجميع، وقدوة للناس في تمثيل أسرة مسلمة متعايشة في الغرب بلا إفراط أو تفريط، في أيام لا نرى فيها سوى فحش الكلام والأفعال في كثير من الفيديوهات والقنوات المنتشرة في وسائل التواصل الاجتماعي”.

مطلب جماهيري

ويروي أنس كيف كانت البداية “أول فيديو قمنا بتصويره، كانت أمل تصور الأولاد وهم يلعبون في البيت، ثم طلبت مني أن أقوم بتمثيل الرجل الشرير الذي يقوم بتخويف الأطفال، ويوما بعد يوم بدأنا تقديم محتوى هادف يستفيد منه الكبار والصغار”.

وأضاف “تعلمت المونتاج وكتابة السيناريو (سكريبت) للحلقات، وطورت من نفسي بجانب وظيفتي، وتقوم أمل بالتصوير هي وحبيبة ابنتنا”.

وكانت سلسلة “رمضانيات في الغربة” من أكثر الحلقات التي لاقت تفاعلا من المتابعين، ويقول “وهي أيضا من أكثرها صعوبة في التصوير، لضغط الوقت وانشغالي في رمضان”.

وأشار إلى أن حلقات “كيف تحصل على بيت بلدية في بريطانيا” و”أرخص المناطق السكنية في برمنغهام” لقيت نجاحا وإقبالا من المتابعين، “بعدما تلقينا كثيرا من الأسئلة من الجمهور عن الحياة في بريطانيا”، حسب قوله.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.