قد لا تعرف كثير من السيدات في العالم أن عبوة القرفة المطحونة أو الأعواد الكاملة التي تقبع في المطبخ هي أكثر من مجرد توابل عطرية تعزز المذاق اللذيذ للوجبات والمشروبات المختلفة.

ومع تنامي العلوم والأبحاث الجديدة في هذا الشأن، تحولت القرفة من مجرد توابل بسيطة تُستخدم لتطييب الطعام إلى بدعة بين مراقبي الوزن والصحة العامة للجسم، وذلك لفوائدها الصحية المتعددة.

لكن ما قد يفاجئ بعض النساء هو أن إضافة هذه التوابل العطرية البسيطة إلى نظامك الغذائي من شأنها التأثير على صحة الحمل، وحتى على الموعد الطبيعي المفترض لوضع الطفل.

في ما يلي نستعرض فوائد القرفة وأضرارها على الحامل، وتأثيرها المحتمل على صحة الحامل والجنين وموعد الولادة.

أنواع مختلفة من التوابل

هناك العديد من أنواع القرفة المختلفة التي تُباع في الأسواق وتُستخدم في أنحاء العالم. وتُعرف القرفة السيلانية، التي تُزرع بشكل أساسي في سريلانكا، باسم “القرفة الحقيقية”.

كذلك قرفة كاسيا، التي تُزرع في جنوب وشرق آسيا في دول مثل الصين وفيتنام وإندونيسيا والصين وغيرها، هي النوع الذي يباع في المقام الأول في الأسواق العالمية.

السيطرة على نسبة السكر في الدم أثناء الحمل من أهم النقاط لضمان حمل صحي وآمن للمرأة والجنين (شترستوك)

هل يمكن للقرفة أن تسبب الولادة المبكرة؟

إضافة القرفة إلى الوصفات، بخاصة المعجنات، تضفي عليها مذاقا طيبا، لكن الخبر السار أنه لا يوجد دليل علمي يحسم إذا كانت تساعد في تحفيز المخاض أو تسريع عملية الولادة، ومن ثم فهي آمنة عند تناولها بجرعات بسيطة أثناء الحمل.

ولا يزال العلماء غير متأكدين إذا كان تناول القرفة بجرعات عالية، أو يومية، أو مركزة يمكن أن يكون ضارًّا أو يؤثر تأثيرا مباشرا على صحة الحمل والمرأة وجنينها.

ومع أن من الآمن تناول القرفة باعتدال، فإن الإفراط في تناولها يمكن أن يسبّب آثارًا جانبية مثل مشاكل الهضم وتلف الكبد وتقرحات الفم.

وحسب موقع “بريغنانسي فوود تشيكر” (Pregnancy Food Checker) لصحة الحامل ونظامها الغذائي الأنسب، فإن فوائد تناول القرفة باعتدال للحامل قد يوفر لها ما يلي:

قد تقلل القرفة مخاطر العدوى

يمكن أن يتسبّب الحمل في إضعاف الجهاز المناعي، فتتعرض المرأة لخطر الإصابة بالزكام والإنفلونزا والالتهابات الأخرى بشكل متزايد.

في المقابل، فإن القرفة يمكن أن تساعد في تقوية جهاز المناعة وتعزيز الصحة الجيدة، إذ تحتوي القرفة على مضادات الأكسدة مثل مركب “البوليفينول” الذي يساعد الجسم على محاربة الجذور الحرة، وهي جزيئات يمكن أن تدمر خلايا الجسم وتسبب الأمراض.

ويمكن لمضادات الأكسدة في القرفة أيضًا أن تعزز وظيفة المناعة، وتساعد في حماية الجسم من الالتهابات البكتيرية والفطرية الناتجة من التلوث.

القرفة تساعد في علاج الالتهابات

يمكن للحمل أن يلحق ضررًا بدنيًّا بالجسم ويزيد من الضغط على المفاصل، وهذا بدوره يمكن أن يؤدي إلى الألم والتورم. لذلك تعمل القرفة كعامل مضاد للالتهابات، فتقلل منها في جميع أنحاء الجسم وتساعد في تخفيف آلام المفاصل وآلام العضلات.

قد تسهم في ضبط ضغط الدم

تشير بعض الدراسات المحدودة، حسب موقع “هيلث لاين” (Healthline)، إلى أن القرفة يمكن أن تحسّن مستويات ضغط الدم الانقباضي والانبساطي.

ووجد الباحثون أن القرفة تسبّبت في انخفاض ملحوظ في ضغط الدم لدى البالغين المصابين بمقدمات السكري ومرض السكري من النوع الثاني، وذلك يجعلها مشروبا أو إضافة مثالية للطعام لخفض وضبط ضغط الدم لدى الحامل التي تعاني من ارتفاع الضغط الطفيف إلى المرتفع.

القرفة تقلل خطر الإصابة بمرض السكري
القرفة يمكن أن تساعد في تقوية جهاز المناعة وتعزيز الصحة الجيدة (شترستوك)

علاقة سكري الحمل بالقرفة

تُعدّ السيطرة على نسبة السكر في الدم أثناء الحمل من أهم النقاط لضمان حمل صحي وآمن للمرأة والجنين.

ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) في الولايات المتحدة الأميركية، يؤثر سكري الحمل على ما يصل إلى 10% من حالات الحمل كل عام تقريبًا.

ويحدث عندما لا ينتج الجسم ما يكفي من الإنسولين أثناء الحمل، فيؤدي ذلك إلى عدم استقرار مستويات السكر في الدم، وهو الأمر الذي يهدد صحة المرأة وطفلها.

لذلك، قد تساعد مادة البوليفينول الموجودة في القرفة على تنظيم مستويات السكر في الدم عن طريق تحسين حساسية الإنسولين، وذلك يسمح للجسم باستخدام الغلوكوز بشكل أكثر فعالية؛ لكن بالطبع عند استهلاك التوابل بطريقة معتدلة.

هذه كلها فوائد محتملة إيجابية لتناول القرفة أثناء الحمل وقبل الولادة، ولأن هذا النوع من التوابل آمن فقط عند دمجه بكميات بسيطة في الطعام أو المشروبات، فلا ينبغي تناولها بكميات زائدة لتجنُّب آثارها الجانبية الخطيرة.

موانع الاستخدام الأكثر شيوعا

كما هو الحال مع أي مكون أو نوع من التوابل، يمكن أن تسبّب القرفة آثارًا جانبية للحامل إذا ما كانت تعاني من الحساسية منها.

ولأنها مادة مضادة لتخثُّر الدم، فمن الأفضل تجنّب القرفة والأطعمة الغنية بها إذا كانت المرأة الحامل تتناول دواء يؤدي إلى سيولة الدم، كما يستحسن تجنُّبها تمامًا عند الولادة للوقاية من النزيف.

ولأنه لا توجد دراسات توضح بالضبط الكمية الآمنة من القرفة للاستهلاك أثناء الحمل، يُنصح ألا تتجاوز الجرعة من 1 إلى 1.5 غرام من لحاء القرفة يوميًّا، وبكميات أقل من القرفة المطحونة لتجنُّب أي آثار جانبية محتملة.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.