في مدرجات جماهير الأرجنتين وهولندا ومقصورة الصحفيين والمنطقة المختلطة ليس هناك حديث سوى عن الحكم الإسباني ماتيو لاهوز وطريقة إدارته قمة “التانغو” و”الطواحين” في ربع نهائي مونديال قطر، والتي انتهت بفوز رفقاء ليونيل ميسي بركلات الترجيح 4-3.

ورغم أن رجل المباراة كان ميسي بتسجيله هدفا وصناعته آخر ونجاحه بترجمة أولى الركلات الترجيحية التي فتحت الباب لفوز الأرجنتين وكان الحارس الأجنتيني إيميليانو مارتينيز بطل المباراة بتصديه لركلتي ترجيح فإن لاهوز كان نجم المباراة دون منازع.

فالحكم الإسباني المثير للجدل رفع 16 بطاقة صفراء في رقم قياسي بمباراة بكأس العالم ولم يسلم منها اللاعبون الموجودون في الميدان أو على دكة البدلاء، ناهيك عن قرارات اعتبرها لاعبو الفريقين مثيرة للجدل واعترضوا عليها وتسببت بصدامات بين لاعبي المنتخبين وصلت إلى حد التضارب في بعض الأحيان.

كل هذا السيناريو استفز قائد منتخب الأرجنتين الذي نال نصيبه من البطاقات الصفراء، وقال إنه “على الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ألا يعين مثل هؤلاء الحكام (لاهوز) لإدارة هذا المستوى من المباريات”، واتهم لاهوز بأنه “تحامل على لاعبي منتخبنا بشكل واضح”.

 

وعندما حضر “البولغا” إلى المنطقة المختلطة حاولنا طرح سؤال مباشر عليه فيما إذا كان يشعر بأن الحكم لاهوز “لديه أمر ما شخصي تجاهه علما أنه قاد عشرات المباريات له عندما كان لاعبا في برشلونة”.

غير أنه رفض الإجابة، وقال “أفضل الاستمتاع باللحظة والاحتفال بالتأهل، لأنني فخور بزملائي وما فعلوه وبردة الفعل الاستثنائية بعد تسجيل هولندا هدف التعادل في وقت صعب”.

أما ألكسيس ماكاليستر لاعب برايتون فأكد أنه “لن يتطرق إلى القرارات التحكيمية، وأن ميسي تحدث بلسانهم جميعا، ولكن عبر عن صدمته بالعدد الكبير للبطاقات الصفراء التي رفعها الحكم، وإن كان هناك تأخير في القرارات وعدم انسيابية في اللعب”.

وأشار إلى أن مواجهة هولندا كانت صعبة ومرهقة، واللعب ضد كرواتيا في نصف النهائي “لن يقل صعوبة، خاصة بعد الفوز الذي حققته على البرازيل”.

بدوره، قال نيكولاس أوتاميندي مدافع بنفيكا البرتغالي إن “المباراة كانت أكبر من الحكم، وما يؤكد ذلك الاحتكاكات الكثيرة بين اللاعبين وعدم تدخله في الوقت المناسب، الأمر الذي تطور إلى صدامات جماعية بين لاعبي المنتخبين ودخول حتى اللاعبين البدلاء في الإشكال”.

وعبر عن ثقته بأن “المنتخب قادر على السير قدما”، ولكنه رفض الحديث عن أنهم مرشحون للتتويج باللقب، معتبرا أن “الفوز في المباراة القادمة يعني التأهل للنهائي، وبعدها تفصلنا عن اللقب مباراة واحدة”.

في المقابل، كان لاعبو منتخب هولندا -الذين نجحوا في العودة بالنتيجة وخطفوا هدف التعادل في الدقيقة 101 (أكثر هدف متأخر سجل في مباريات كأس العالم)- يمنون النفس في مواصلة الانتفاضة والعبور لنصف النهائي، ولكن الأمور توقفت عند ركلات الترجيح.

ورفض معظمهم الكلام، ومن تحدث لم يجب عن موضوع الحكم ومدى تأثيره على نتائج المباريات.

وكما سألنا صحفيين أرجنتينيين عن رأيهم بأداء الحكم لاهوز في المواجهة التي وصفت بأنها “الأفضل حتى الآن في المونديال القطري”.

ويقول بابلو من قناة “دي سبورت” (D. Sport) الرياضية الأرجنتينية إن “الحكم أفسد المباراة، وكان يجب أن تنتهي في وقتها الأصلي، لكنه أصر على إشهار البطاقات الصفراء وكأنه يوزع حلوى، واحتسب 10 دقائق، وكان هذا مبالغا فيه، ناهيك عن احتسابه الخطأ الذي جاء منه هدف التعادل، وهو لم يكن صحيحا”.

بدوره، أشار أوغستين من قناة “إي إس بي إن” (ESBN) الأرجنتينية إلى أن الحكم لاهوز “بدا وكأنه يصر على توتير لاعبي منتخب الأرجنتين، وأكثر من مرة تجادل مع ميسي، والحديث بين الرجلين عقب نهاية الشوط الأول استمر لدقائق، ويبدو أن ميسي كان يعتقد أن الحكم يتحامل على زملائه، وعندما زادت وتيرة الاحتجاج أنذر الحكم ميسي”.

وقال “رغم أن لاعبي الفريقين احتجوا على قرارات الحكم ولكن التي كانت مؤثرة ومثيرة للجدل أكثر كانت ضد منتخبنا”.

وكان لاوتارو مارتينيز سجل ركلة الترجيح الأخيرة وقاد الأرجنتين للفوز على هولندا 4-3 بعد نهاية الوقتين الأصلي والإضافي للمباراة بالتعادل 2-2، وضربت الأرجنتين موعدا مع كرواتيا في نصف النهائي.

وسجل ميسي هدفا ومنح تمريرة حاسمة، ليعزز فرص منتخب بلاده في المنافسة على لقب كأس العالم الغائب عن خزائن بلاده منذ 1986.


المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.