حالة جدل أعقبت الحفل الذي أحياه المطرب المصري محمد منير الجمعة 15 يوليو/تموز 2022، وعاد من خلاله لجمهور مدينة الإسكندرية بعد دام غياب 10 سنوات.

الحضور الشعبي الكبير الذي شهده الحفل فتح نقاشاً حول أسعار التذاكر، والتي بلغت 450 جنيها مصريا (24 دولارا أميركيا) لفئة “في آي بي” (VIP).

أما التذاكر العادية فبلغ سعرها 250 جنيها مصريا (13 دولارا أميركيا)، وهو ما أحدث مقارنة بين منير وحفل الفنان عمرو دياب بمدينة العَلَمين قبل بأيام، والذي تراوحت أسعار التذاكر الخاصة في حفله بين 1500 جنيه (80 دولارا أميركيا) وحتى 10 آلاف جنيه (529 دولارا أميركيا).

منير نجم الشعب

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي منشورات انتقدت عمرو دياب (الملقب من جمهور بالهضبة)، اتهمته بالاقتصار على الغناء لطبقة الأثرياء بعد أن تخطى من العمر الـ60 عاما، إلى جانب وضع منظمي الحفل شرطا للجمهور بارتداء ملابس بيضاء فقط.

كما اتهم البعض “دياب” بالرغبة في عدم الاحتكاك بالجمهور العام الذي كان سببا بالأساس في نجاحه وجماهيريته العريضة.

وفي المقابل، امتدح الكثيرون اختيارات محمد منير، الذي قرر أن يغني للجمهور المصري الأصلي  بعيدا عن سكان المنتجعات والمجمعات السكنية الفاخرة.

ولم يتوقف أمر الانتقاد عند هذا الحد، بل أيضًا تصدر المشهد بكاء منير أكثر من مرة خلال الحفل، حزنا على وفاة صديقه الموسيقار وأحد أعضاء الفرقة الخاصة به، رومان بونكا، والذي وافق أول أمس موعد دفنه ببلده ألمانيا، وهو ما جعل الجمهور يتعاطف مع منير.

فقد كتبت رشا الرشيد على صفحتها على الفيسبوك: “حفلة منير في سيدي جابر بالإسكندرية كانت مليونية. منير أثبت أنه الفنان المصري الحقيقي لكل المصريين وليس لطبقة معينة أو مناظر معينة”.

وكتب علي الألفي عبر حسابه على فيسبوك “منذ أسبوع نتابع إعلانات حفلات الساحل بفلوس كثيرة، وهى رسالة غبية بأنه إذا أردت أن تسمع مزيكا لا بد أن تكون غنيا جدا أو تستمع للمهرجانات وهى المتاحة. لكن منير دون أي تحديات وفي ظروفه الصحية ووضع نفسي صعب قال إن المزيكا للجميع وليس فقط لمن يرتدي الأبيض أو يدفع ثمن تذكرة من الممكن أن تسدد ديونه”.

عمرو دياب يوازن بين حفلات الأثرياء والشعبية

لم يقف محبو عمرو دياب مكتوفي الأيدي أمام هذه الانتقادات التي طالته، والتي جاء جزء منها مؤيدًا لما تم تداوله من أن “منير”، اختار الجمهور على حساب الأموال قائلين “الشعب في حضن منير”.

أما النصف الآخر فدافع عن عمرو دياب بأنه من حين لآخر يقوم بتقديم حفلات بأسعار مخفضة للجمهور، وهذا ما فعله عمرو بالفعل في آخر حفل له في مركز المنارة للمؤتمرات بمدينة القاهرة في فبراير/شباط 2022، حيث وصلت أسعار التذاكر المميزة 800 جنيه (42.31 دولارا أميركيا)، وتبعتها تذاكر متوسطة بسعر 500 جنيه (26.45 دولارا أميركيا).

وكتب الناقد أمجد جمال عبر صفحته على الفيسبوك “الناس بقالها (منذ) 30 سنة لا تستمتع بأي مطرب أو تجربة موسيقية دون إدخال اسم عمرو دياب في مقارنة حفلاته وملابسه والمزيكا الخاصة به وأسعار التذاكر”.

ودافع عنه أيضا الناقد الموسيقي محمد شميس عبر صفحته، مؤكدا أنه “من الطبيعي أن يحيي عمرو دياب حفلات لفئات أعلى، ويتغافل الحفلات الشعبية التي يقوم بتقديمها في أكثر من مكان في مصر، وأن قلة عدد تلك الحفلات يأتي نتيجة إجراءات أمنية ليس إلا”.

الفارق بين عمرو دياب ومحمد منير

يعد الفارق بين عمرو دياب ومحمد منير، عمريًا، 7 سنوات، لكن فنيا كانت بداية منير بأواخر السبعينيات من القرن الماضي، أما عمرو دياب فكان في بداية الثمانينيات.

لكن الاختلاف بينهما جاء واضحًا في عالم السينما، حيث إن منير كان صوت النيل وجذوره كما أُطلق عليه، وذلك لتنوع أغنياته التي كان ولا يزال يقدمها حتى الآن، والتي جعلته قريبا من الجمهور، كما أن رصيده بالسينما جاء كبيرًا، ووصل إلى 19 عملا ما بين أعمال سينمائية ودرامية ومسرحية، منها “دنيا” و”المصير” و”الملك هو الملك” و”حكايات الغريب” وآخرها مسلسل “المغني”.

أما عمرو دياب فقدم عددا أقل من الأعمال السينمائية (10 أعمال فقط)، منها ضحك ولعب وجد وحب، والسجينتان، والعفاريت، وآيس كريم في جليم.

ومع حلول كل موسم رمضاني تنتشر شائعة عن قيام “الهضبة” بتجسيد مسلسل عن قصة حياته ولكن لم يتحقق هذا بعد.

وسط حالة المقارنة التي أقامها الجمهور بين الطرفين، بشكل فاجأ البعض وأثار حفيظة البعض الآخر، نجد أننا أمام نجمين في عالم الغناء لكل منهما نمط غنائي مختلف وتاريخ ومشوار فني.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.