بدلا من التركيز على السلبيات، دربي نفسك على التركيز على الأمور الإيجابية مهما بدت تافهة.

يدخل كثير من الناس في علاقة، ويتوقعون منها أن توفر إشباعا أبديا وشاملا لهم وأن تزيل كل مشاكلهم، ويمكن أن يتحول هذا بسرعة إلى حالة للبحث عن السعادة بشكل حصري مع شريك حياتك.

ولكن الحقيقة أن المشاكل تبدأ في الظهور عندما يدرك الناس أنه على الرغم من وجودهم مع شخص ما، فإن الشعور بعدم الرضا يظل باقيا. وقد يؤدي ذلك إلى استيائك من زوجك سواء بشكل علني أو خفي، مما يؤدي إلى تراكم الإحباط والاستسلام لشعور عام بعدم الرضا والعجز.

تعتمد سعادة المرء على عدة عوامل، ولا تعتمد كليا على عامل واحد. السعادة هي ما يريد كل شخص الحصول عليه دائما، إنها رغبة مغروسة بعمق في قلب الإنسان.

وفقا لموقع “نيو تايمز” (New Times) فإنه لا يمكنك الاعتماد على الآخرين من أجل سعادتك، لقد أقنعنا أنفسنا بأن لدينا الحق في السعادة، وأن أزواجنا ملتزمون بتوفيرها لنا. إلا أن هذه كذبة خطيرة، ويكمن خطرها في أنه عندما لا نجد السعادة التي نتوقعها منهم، فإننا نلقي اللوم كله على فشلهم في القيام بالأمر الصواب.

الخبر السار، وفقا لموقع “لايف هاك” (lifehack)، هو أنه يمكنك الهروب من هذه الحالة الذهنية بالبدء من إدراك بسيط أنه لا يمكن العثور على سعادتنا الحقيقية لدى الآخرين، بل علينا أن ننظر داخل أنفسنا لإيجادها. ويمكن تقسيم طريق استعادة سعادتك وربما إنقاذ علاقتك إلى عدة خطوات:

اختبري نفسك

انظري إلى داخلك للتحقق مما إذا كنت قد أصبحت معتمدة عاطفيا على زوجك من خلال سؤال نفسك عددا من الأسئلة: هل تنتظرين أفعالا معينة يقوم بها شريكك كي تشعري بالسعادة؟ هل يزعجك إذا لم يتصرف زوجك أو يستجب بطريقة معينة؟ هل علاقتك هي مركز كونك؟ هل ينهار عالمك عندما لا تفعلين أنت وشريكك الأشياء معا؟

إذا أجبت بنعم على هذه الأسئلة، فقد تكون علامة على أنك تعتمدين بشكل مفرط على علاقتك من أجل السعادة. هذا لا يعني أنك شخص سيئ، ولكن يمكن أن يكون مؤشرا على أنك بحاجة إلى التغيير.

البحث عن السعادة بداخلك وليس خارجك

غالبا ما نسعى وراء السعادة بشكل خاطئ في الأشياء أو الناس المحيطين بنا، ولكن الناس ليست مهمتهم أن يجعلونا سعداء، فهم على الأرجح يكافحون بالقدر نفسه من الصعوبة للوصول إلى قدر معقول من الرضا والسعادة.

استكشاف إمكاناتك

من المألوف أن يختبئ الناس في علاقاتهم، خائفين من بذل كل ما لديهم وتحقيق إمكاناتهم. يكمن مفتاح السعادة في كسر هذه الحلقة، والبدء في نشاط جديد مثل تعلم الطبخ أو  الموسيقى أو لغة جديدة أو قراءة كتب يجذبك محتواها. بمجرد تجربة متعة القيام بشيء ما بشكل جيد والتعلم من أخطائك، ستكونين أقل عرضة للاعتماد على الآخرين.

شكوى أقل

بدلا من التركيز على السلبيات، دربي نفسك على التركيز على الأمور الإيجابية مهما بدت تافهة. وسرعان ما ستقل شكواك لزوجك والاعتماد على نفسك في التخلص من المشاعر السلبية. وهذا يحتاج في البداية إلى مراقبة نفسك جيدا وبمجرد أن تبدأي في الأنين أن تتوقفي على الفور.

دربي نفسك على التركيز على الأمور الإيجابية مهما بدت تافهة (بيكسلز)

التوقف عن الحاجة

انتبهي إلى اللحظات التي تكونين فيها محتاجة إلى شريكك ليخرجك من وضع لا ترغبين فيه. كوني على دراية بكيفية تكرار هذا النمط، ثم دربي نفسك على تخطيه في المرة القادمة. لا تستسلمي إذا لم يحدث ذلك على الفور، المفتاح يكمن في المثابرة.

قبول المسؤولية

يقال إنه إذا كنت لا تستطيع أن تحب نفسك، فلا يمكنك أن تحب شخصا آخر، وربما لا يستطيع شخص آخر أن يحبك. هذه حقيقة بسيطة، لذا تأكدي من أن لديك وحدك المسؤولية والقوة للتأثير على مدى شعورك بالرضا والسعادة. استمتعي بها واعتبريها هدية متاحة لك دائما، بغض النظر عن الموقف الذي تجدين نفسك فيه.

خطوات تجعلك سعيدة

يقدم موقع “سيكولوجي توداي” (psychologytoday) بعض الاقتراحات لمساعدتك على أن تكوني أكثر سعادة في علاقتك وحياتك اليومية دون إشراك شريك حياتك:

استدعاء الذكريات السعيدة

تظهر الأبحاث أن الأشخاص السعداء يستدعون ذكرياتهم السعيدة في كثير من الأحيان وعلى مدار اليوم. لذا اختاري الذكريات التي تفكرين فيها واجعليها حقيقة تسعدك.

كافئي نفسك بشيء صغير

في بعض الأحيان، في خضم الحياة اليومية، نحتاج فقط إلى استراحة صغيرة. الأمهات على وجه الخصوص يعرفن مدى أهمية بضع لحظات للاسترخاء، لذا خصصي بعض الوقت لنفسك أو كافئي نفسك.

مساعدة الآخرين

أكدت نتائج العديد من الدراسات البحثية أنه حينما نساعد الآخرين نساعد أنفسنا في الوقت نفسه، لأن مساعدة الآخرين تمنحنا السعادة. يمكنك الاهتمام بشريك حياتك في المقام الأول، مما سينعكس عليك في كل الأحوال.

الالتزام بالتفكير الإيجابي

أفضل ما يمكنك القيام به كي تشعري بالرضا هو أن تتحكمي في أفكارك وتركزي على التفكير الإيجابي لما له من العديد من الفوائد. فهو يحسن نظام المناعة لدينا، ويقلل من القلق واحتمال الانخراط في سلوك غير صحي، ويجعلك أكثر سعادة.

وجد الباحثون أن التفاعلات خارج الإنترنت، مثل المكالمات الهاتفية، تزيد من المشاعر الإيجابية للمشاركين. (ناستيا جيب - بيكسابي).
أفضل ما يمكنك القيام به كي تشعري بالرضا هو أن تتحكمي في أفكارك وتركيزي على التفكير الإيجابي (بيكسابي)

التخلص من التوقعات المبالغ فيها

من قال إن علاقتك يجب أن تكون مثالية وإن أطفالك يجب أن يتصرفوا بشكل جيد طوال الوقت ولا يعودون إلى المنزل سوى بأفضل الدرجات المدرسية. قد تشعرين أنك تستحقين الكمال، ولكن الاستمرار في ذلك سيتسبب في إصابتك بخيبة الأمل.

السعادة لا تعني أن حياة المرء خالية من المشاكل، لكنها القوة للتغلب على المشاكل التي تعترض طريقنا. كما أنها تعتمد على كيفية التعامل مع مشاكلنا. لذلك فإن الأمر متروك للمرأة لتحديد سعادتها لأنها تأتي من الداخل، على الرغم من وجود الرجل المحب في حياتها.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.