الإعلامي البالغ من العمر 95 عاما هو خامس شخص يحصل على هذا التكريم العالمي المرموق والذي يمنح لمن كرس حياته لمعالجة قضايا الأرض والمناخ.

أعلنت الأمم المتحدة فوز الإعلامي البريطاني “ديفيد أتينبارا” (David Attenborough) بجائزتها المرموقة “بطل الأرض” لعام 2022. وتعد الجائزة أعلى تكريم بيئي تمنحه الأمم المتحدة لأولئك الذين كرسوا حياتهم لمعالجة قضايا الأرض مثل تغير المناخ وانقراض الأنواع والتلوث.

ويعد السير ديفيد أتينبارا خامس شخصية عالمية تحصد هذه الجائزة المرموقة عن فئة “إنجاز العمر”. وقد فاز بهذه الجائزة من قبل كلا من روبرت بولارد المدافع عن العدالة البيئية عام 2020، وجوان كارلينغ المدافعة عن البيئة والحقوق البيئية للسكان الأصليين عام 2018. كما فاز وانغ وينبياو بالجائزة عام 2017 لريادته مجال الصناعة الخضراء، وخوسيه ساروخان كيرمز عالم الأحياء النباتية عام 2016 لاهتمامه بقضايا التنوع البيولوجي.

تكريم مستحق

ويعد أتينبارا، البالغ من العمر 95 عاما، أشهر إعلاميي التاريخ الطبيعي في العالم. إذ كتب وقدم -خلال مسيرته المهنية التي بزغت مع شروق شمس الإذاعة المرئية- عددا من أكثر الأفلام الوثائقية تأثيرا عن حالة الكوكب الأزرق؛ والتي من بينها سلسلة “الحياة” (Life) الوثائقية المكونة من 9 أجزاء.

ويأتي هذا التكريم الخاص من الأمم المتحدة للإعلامي البريطاني أتينبارا اعترافا بالتأثير الذي أضفته أعماله على الحركة البيئية العالمية. إذ أمضى أتينبارا 70 عاما من حياته المهنية لتعقب جمال الطبيعة وكشف التهديدات التي تواجهها. وقد قدم خلال مسيرته رؤيته لمستقبل أكثر استدامة.

ويذكر تقرير الأمم المتحدة الصادر في هذا الشأن أن أتينبارا قد تعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة لمدة 4 عقود على الأقل، قدم خلالها بصوته سلسلة من الحملات والأفلام القصيرة التي سلطت الضوء على جهود المنظمة لمواجهة أزمة المناخ وفقدان التنوع البيولوجي والتلوث.

ديفيد أتينبارا قدم عددا من أكثر الأفلام الوثائقية تأثيرا عن حالة الكوكب الأزرق (الأوروبية)

وقد ذكرت إنغر أندرسن، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة في تقرير الأمم المتحدة الخاص بالإعلان عن الجائزة أن “أتينبارا كان مصدر إلهام غير عادي لكثير من الناس. إذ ناقش قضايا الأرض قبل غيره من البشر”.

وتضيف أندرسن في بيان صحفي صادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن “السير ديفيد أتينبارا قد كرس حياته لتوثيق قصة الحب بين الإنسان والطبيعة، ومن ثم نشرها إلى العالم”.

وتقول أندرسن قائلة “لو أن أمامنا فرصة لتجنب انهيار المناخ والتنوع البيولوجي، فإن ذلك يرجع إلى افتتان الملايين منا بحب الكوكب الأزرق الذي عرضته لنا أعمال أتينبارا على شاشة التلفاز”.

أتينبارا بدأ مسيرته المهنية مبكرا بعد تخرجه عندما التحق بهيئة الإذاعة البريطانية (الأوروبية)

مسيرة حافلة

تخرج ديفيد أتينبارا في جامعة كامبردج عام 1947، وسرعان ما بدأ حياته المهنية عندما التحق بهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” (BBC) في الوقت الذي كانت شاشات التلفاز تتسلل فيه إلى المنازل.

وقد اشتُهر أتينبارا بعمله مع وحدة التاريخ الطبيعي التابعة لهيئة الإذاعة البريطانية والتي أنتج خلالها عددا من الأفلام الوثائقية التي شاهدها مئات الملايين من المشاهدين حول العالم مثل “كوكب الأرض” (Planet Earth) و”الكوكب الأزرق” (Blue Planet) و”الحياة على الأرض” (Life on Earth) و”كوكبنا (Our Planet). وبذلك يعد أتينبورو من الرواد المدافعين عن حماية العالم الطبيعي، والذي أدان بضراوة تقاعس قادة العالم عن اتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ.

وإضافة لذلك، فإن دعوة أتينبارا للحفاظ على التنوع البيولوجي واستعادته، والانتقال إلى الطاقة المتجددة، والحد من تغير المناخ وتعزيز النظم الغذائية الغنية بالنباتات تسهم في تحقيق العديد من أهداف التنمية المستدامة.

David Attenborough
أتينبارا دافع في العقود الأخيرة عن عدد من القضايا البيئية من بينها تغير المناخ (مواقع التواصل)

جهد عالمي دؤوب

ووفقا لتقرير نشره موقع “لايف ساينس” (Live Science)، يعد أتينبارا ذا تأثير كبير على العلماء ودعاة الحفاظ على البيئة. ففي عام 2016 قامت هيئة المسح البريطانية للقارة القطبية الجنوبية بتسمية سفينتها البحثية باسمه تكريما له.

كما دافع أتينبارا في العقود الأخيرة عن عدد من القضايا البيئية، من بينها تغير المناخ وإزالة الغابات والصيد الجائر والتلوث بالمواد البلاستيكية، فضلا عن حملات أخرى قام بها تتعلق بالطاقة المتجددة.

وقد حذر أتينبارا -في أثناء حديثة بمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في بولندا المنعقد عام 2018- من مغبة تغير المناخ والذي قد يؤدي إلى “انهيار حضارتنا” إذا استمر التغير بلا هوادة.

كما ألقى أتينبارا خطابا حماسيا في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي “قمة كوب 26” (COP26 summit) الذي انعقد في غلاسكو عام 2021 سأل فيه قادة العالم عما إن كانت “هذه هي الطريقة التي ستنتهي بها قصتنا؛ قصة أذكى الأنواع المحكوم عليها بالإخفاق بسبب عجزها عن رؤية الصورة الكبرى والسعي وراء أهداف قصيرة المدى”.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.