تداول التسجيل يأتي في وقت يعيش العراق منذ نحو 9 أشهر أزمة سياسية جراء خلافات حادة على تشكيل الحكومة

|

تتوالى في العراق التسريبات المنسوبة إلى نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي الأسبق وزعيم ائتلاف “دولة القانون”، والتي أثارت تفاعلا وردود فعل داخلية، وفي التسريب الرابع يحذر المالكي في الشريط المنسوب إليه من أن المرحلة المقبلة ستكون مرحلة قتال في العراق، ويهاجم مجددا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.

وقال المالكي -في المقطع الذي نشره الإعلامي العراقي المقيم في أميركا علي فاضل أمس السبت- إن ”المرحلة المقبلة هي مرحلة قتال، وإن الصدر يريد الدم كما يتحدث هو بذلك، وأخبرت رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي أني لا أثق بالجيش والشرطة، وكل واحد سيدافع عن نفسه، وأنا سأدافع عن نفسي وأنا أعمل لها ولدينا دبابات ومدرعات ومُسيّرات، وهناك إحساس من قبل الناس، وأول عشيرة استعدت لذلك هي عشيرة بني مالك (قبيلة المالكي) التي ستعلن في مؤتمر صحفي بالبصرة وبغداد أنه في حال التحرش به (المالكي) فإننا سنتدخل، لذلك أتمنى على أمة الأخيار أن نكون مستعدين، فالمسألة ليست إعلاما، وإنما استعداد نفسي وعملي بالسلاح وتوفير الغطاء”.

وأضاف المالكي أن “العراق مقبل على حرب طاحنة لا يخرج منها أحد إلا في حال إسقاط مشروع مقتدى الصدر، ورئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني، ورئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، فإذا أسقطنا مشروعهم نجا العراق، وفي حال عدم استطاعتنا ذلك فإن العراق سيدخل في الدائرة الحمراء”.

وفي الجزء الأول من التسجيل المسرب اتهم المالكي رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني بـ”ضرب الشيعة” عبر احتضان “السنة”، واختراق الوضع الشيعي باستخدام مقتدى الصدر، وفق قوله.

وفي التسجيل الثاني قال المالكي “أنا أعرفهم (الصدريين).. ضربتهم في كربلاء وفي البصرة وفي مدينة الصدر.. جبناء، والآن صاروا أجبن لأن أيديهم صارت متروسة دهن وفلوس وحرام”، حسب تعبيره.

وتساءل المالكي “كم قتل مقتدى الصدر من بغداد؟ وخطف بسيارات البطة (تويوتا كراون)”، وقال “أردت جعل الحشد الشعبي مشابها للحرس الثوري الإيراني”.

وقال المالكي -وفق التسجيل المنسوب إليه- إن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر “جاهل” و”لا يفهم بالسياسة”، وإن إيران دعمته من أجل جعله “نسخة ثانية” من زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله، محذرا من تسلم الصدر السلطة في العراق.

أما التسجيل الثالث فقد أشار إلى أن “منظمة بدر (التي يتزعمها هادي العامري) لديهم قوة ويأخذون رواتب لـ30-40 ألف مقاتل، كما أن مقتدى الصدر لديه ألفا جندي في سامراء، لكنه يتسلم رواتب لـ12 ألفا”.

ووفق ما زعم القائمون على تسريب التسجيل، فإنه جرى خلال اجتماع المالكي مع عدد من كوادر وأعضاء حزب الدعوة قبل عدة أشهر.

نفي

بدوره، نفى المالكي صدور هذا الكلام عنه، وقال في تغريدة على تويتر إن “ما نشر في مواقع التواصل الاجتماعي من كلام بذيء منسوب لي وفيه إساءة للسيد مقتدى الصدر غير صحيح”، مضيفا “أنا أعلن النفي والتكذيب، وأبقى متمسكا برغبة العلاقات الطيبة مع الإخوة الصدريين وباقي الشركاء في العملية السياسية”.

وحذر المالكي من عمليات “التزوير والتزييف واستخدام أجهزة التقنية الحديثة في نسب تصريحات لي ولغيري”.

من جهته، وجّه الصدر أتباعه بعدم الاكتراث لها، وقال “لا نقيم له وزنا”، في إشارة إلى المالكي.

يشار إلى أن المالكي قاد عندما كان رئيسا للوزراء حملة عسكرية سميت “صولة الفرسان” في مدينة البصرة جنوبي العراق في مارس/آذار 2008 ضد جيش المهدي الذي يقوده الصدر.

ويأتي تداول التسجيل في وقت يعيش العراق منذ نحو 9 أشهر أزمة سياسية جراء خلافات حادة على تشكيل الحكومة بين “الإطار التنسيقي” الذي يضم القوى الشيعية البارزة والكتلة الصدرية التي فازت بالمرتبة الأولى بـ73 نائبا من أصل 329، لكنها انسحبت من البرلمان في 12 يونيو/حزيران الماضي بعد عدم تمكنها من تشكيل الحكومة.

وبعد 11 يوما أدى 64 نائبا جديدا اليمين الدستورية، ومعظمهم من قوى “الإطار التنسيقي” أو مقربين منها، وبينهم مستقلون، وهو ما يضمن لـ”الإطار التنسيقي” النصاب البرلماني المطلوب لتشكيل الحكومة.


المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.