شكّلت الحرب في أوكرانيا والعلاقة بروسيا ورئيسها فلاديمير بوتين محور مواجهة غير مباشرة بين مرشح الوسط للانتخابات الرئاسية الفرنسية إيمانويل ماكرون، ومرشحة أقصى اليمين مارين لوبان والمرجح عبورهما للدور الثاني من الانتخابات.

فقد رفض ماكرون -لدى ظهوره ولوبان بشكل متتابع في برنامج “عشر دقائق للإقناع” على القناة الفرنسية الأولى (TF1)- اتهامه بإبقاء قناة حوار مفتوحة مع الرئيس الروسي بوتين رغم استمرار الحرب على أوكرانيا، ودافع عن توجهه الدبلوماسي إزاء الحرب الروسية على أوكرانيا، وقال إنه كان يعبر عن سياسة فرنسا الساعية إلى تجنب الحرب وبناء السلام.

وقال ماكرون “أؤيد بالمطلق التحدث باستمرار وباسم فرنسا، مع رئيس روسيا لتجنّب الحرب وبناء هيكل جديد للسلام في أوروبا. لقد فعلت ذلك منذ بداية ولايتي. في وقت مبكر من صيف عام 2017 قلت إن السيد بوتين تدخل في الحملة الرئاسية وهاجمني، لذلك لم أكن ساذجا. ولم أكن يوما ساذجا، خلافا لآخرين، ولم أكن يوما متواطئا، خلافاً لآخرين”.

وأما المرشحة لوبان التي تُتهم ببناء علاقات وثيقة مع نظام بوتين، فقد انتقدت ما اعتبرته مواقف حادة لماكرون تجاه الرئيس الروسي، وقالت إنها تريد أن “تلتحم روسيا مجددا بأوروبا”.

لوبان وأحداث بوتشا

وقالت مارين لوبان إن الصور القادمة من مدينة بوتشا القريبة من العاصمة الأوكرانية “محزنة لكن روسيا لن تختفي أو تبتعد عن القارة الأوروبية، ومن المقلق أنها ستذهب بالتأكيد إلى حضن الصين، ومن المحتمل أن تشكل خطرا على أوروبا وهي القوة العظمى”.

وبعد أن بدا أن الحرب الروسية على أوكرانيا أربكت أجندات المترشحين للرئاسيات الفرنسية في مستهل حملاتهم، سرعان ما تحولت الحرب إلى جزء من السجالات الانتخابية، بين التحذير من تداعياتها الاقتصادية والتوجس من أبعادها العسكرية، وما تشكله من تهديد لأوروبا، وخلصت استطلاعات الرأي إلى أن هذه الحرب وتداعياتها هي ثاني موضوع يشغل الناخبين الفرنسيين، وقد يؤثر في قرارهم.

وما تزال الاستطلاعات تمنح مرشح الوسط ماكرون ومرشحة أقصى اليمين لوبان المرتبتين الأولى (26.5%) والثانية (22.8%) في الدور الأول، وثالثا يأتي جون لوك ميلانشون عن حزب “فرنسا الأبية” (16.3%)، وهو حزب من أقصى اليسار، في حين يأتي مرشح أقصى اليمين إيريك زمور رابعا (9.7%).

اقتراع بجولتين

وسيجري الاقتراع الرئاسي الفرنسي في جولتين، وذلك يومي العاشر والـ24 من أبريل/نيسان الجاري، وكان ماكرون قد هزم لوبان في آخر انتخابات رئاسية جرت في فرنسا، وذلك في عام 2017.

ويكثف المرشحون الـ12 للانتخابات الرئاسية في فرنسا اليوم تحركاتهم في اليوم ما قبل الأخير من الحملة مع اقتراب اقتراع يشهد يوميا تراجع الفارق بين المرشحين الأوفر حظا بالفوز، الرئيس المنتهية ولايته ماكرون ومرشحة أقصى اليمين لوبان.

وتخيّم على الاقتراع الرئاسي مخاوف من نسبة امتناع عن التصويت عالية قد تقارب النسبة القياسية المسجلة في رئاسيات عام 2002 (28.4%) أو تتجاوزها، كما يحاول المرشحون استمالة الناخبين المترددين، وهم يشكلون ثلث الكتلة الناخبة.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.