الرباط – تضع نجوى أم طه اللمسات الأخيرة على حلويات العيد، بعجينة واحدة صنعت 4 أصناف من الحلويات تفننت في تزيين كل صنف منها بطريقة مختلفة.

وتحضير الحلويات جزء من طقوس استقبال المغربيات لعيد الفطر، فلا تخلو مائدة الإفطار أيام العيد من أطباق متنوعة من الحلويات والفطائر وكؤوس الشاي المغربي، حيث يفطر أفراد العائلة مجتمعين وتظل المائدة طوال الصباح ممدودة لاستقبال المهنئين والزوار.

ورغم أن عيد الفطر هذا العام يأتي في ظروف تتسم بغلاء أسعار جميع المواد الغذائية الأساسية والتكميلية، فإن النساء لم يتخلين عن الطقوس الاحتفالية، بل يتحايلن على موجة الغلاء ويحرصن على الاستعداد لهذه المناسبة وفق العادات المتوارثة عن الأمهات والجدات من تحضير الحلويات واقتناء اللباس التقليدي.

طبق حلويات مغربية محشوة باللوز (الجزيرة)

حلويات بمكونات في البيت

في الأسبوع الأخير من رمضان، بدأت أم طه إعداد الحلويات ضمن الطقوس التي تحرص النساء المغربيات على القيام بها في هذه الفترة استعدادا لاستقبال عيد الفطر أو “العيد الصغير” كما يطلق عليه المغاربة.

تقول هذه الشابة -للجزيرة نت- إن ظروف الغلاء دفعتها إلى إعداد حلويات اقتصادية بمكونات متوفرة في البيت.

وتضيف “عدت إلى وصفات أمهاتنا وجداتنا اللواتي كن يحضّرن حلويات بسيطة لها مذاق مميز، إلى جانب كون تكلفتها منخفضة وتعتمد على مكونات تتوفر في المطبخ”.

وأعدّت نجوى 4 أصناف من الحلويات بعجينة واحدة تكونت من الدقيق والزيت والسكر والخميرة والبيض والزبدة، قسمت العجين إلى 4 قطع ووضعت في كل منها نكهات مختلفة (مسحوق الشوكولاتة، النوكا، نكهة الكراميل)، وزينتها بطرق مختلفة.

أما لبنى آيت عامر فقد كانت منذ زواجها تقتني 5 أصناف من الحلويات من عند الحلوانيات (سيدات محترفات في صناعة الحلويات يبعنها تحت الطلب)، تتنوع بين حلويات اللوز والفول السوداني و”سابلي” بالشوكولاتة، فهي ليست خبيرة في تحضير الحلويات التي تتطلب -حسب تعبيرها- مهارات خاصة وإتقانا لا تتوفر عليهما.

هذا العام غيرت لبنى خططها بسبب الغلاء، فقررت شراء صنفين فقط من حلويات اللوز والشوكولاتة بسبب ارتفاع أسعارها، في حين عملت على إعداد 3 أصناف بنفسها.

لهذا الغرض لجأت لبنى إلى قنوات الطبخ على اليوتيوب للبحث عن وصفات سهلة واقتصادية، ولا تتطلب مكونات غالية ويمكنها إعدادها بنفسها، ووقع اختيارها على أصناف “الغريبة” (حلوى بسيطة من الدقيق والسكر والخميرة) وحلوى بجوز الهند والفقاص (من أنواع الحلويات التي تعد بمكونات بسيطة مثل الدقيق والسكر والفول السوداني).

تقول للجزيرة نت “هذه الأصناف كانت تزين موائدنا في أعياد ومناسبات الأيام الخالية، لذلك اخترتها لأن مذاقها يذكرني بطفولتي”.

وفي الأيام الأخيرة من رمضان، تتنافس قنوات الطبخ على اليوتيوب لتقديم حلويات اقتصادية وبسيطة وحلويات الجدات (حلوى زمان) لجلب أكبر عدد من المتابعات الباحثات عن وصفات تراعي قدرتهن الشرائية وظروفهن المادية.

حلوى البوق وهي من حلويات زمان ومكوناتها بسيطة واقتصادية/ مصدر الصور: سناء القويطي
حلوى البوق من حلويات زمان ومكوناتها بسيطة واقتصادية (الجزيرة)

تأثر الأسر بالغلاء

من جهتها، لم تجد جيهان المسكاوي الموظفة في القطاع الخاص من خيار أمامها سوى شراء الحلويات من المحلات التجارية الكبرى كعادتها كل سنة، فهي لا تجد الوقت الكافي لتحضيرها بسبب ظروف عملها، غير أنها اكتفت هذا العام بشراء كيلو واحد من الحلويات “مشكل” من 3 أصناف مختلفة تكفيها للإفطار مع أبنائها صباح اليوم الأول من عيد الفطر ولاستقبال الضيوف في أيام العيد.

وتأثرت الأسر المغربية بموجة الغلاء التي شملت جميع المواد الغذائية وغير الغذائية. وحسب نتائج بحث حديث للمندوبية السامية للتخطيط حول ظروف الأسر، فقد صرحت 51.2% من الأسر، خلال الفصل الأول من سنة 2023، أن مداخيلها تغطي مصاريفها، بينما استنزفت 45.4% من مدخراتها أو لجأت إلى الاقتراض.

وحسب نتائج الدراسة، فإن معدل الأسر التي تمكنت من ادخار جزء من مداخيلها لا يتجاوز 3.4%. وخلال الفترة نفسها، صرحت أغلب الأسر (98.7%) بأن أسعار المواد الغذائية قد عرفت ارتفاعا خلال 12 شهرا الأخيرة.

أما بخصوص تطور أسعار المواد الغذائية خلال 12 شهرا المقبلة، فتتوقع 74.5% من الأسر استمرارها في الارتفاع في حين لا يتجاوز معدل الأسر التي تنتظر انخفاضها 4.7%.

الحلويات سيدة المناسبات

تعدّ الحلويات سيدة المطبخ المغربي، إذ تبدع النساء المغربيات في صناعتها بأشكال ونكهات متعددة، منها بالعسل واللوز والسمسم والجوز والفستق والفول السوداني والتمر. وتتنوع الوصفات بين حلويات بمكونات غالية الثمن وأخرى منخفضة التكلفة لتتناسب مع الأوضاع الاجتماعية المختلفة لكل الأسر، ولتكون حاضرة في كل البيوت في المناسبات السعيدة والأعياد.

ومن أشهر الحلويات التقليدية المغربية كعب الغزال (حلوى محشوة باللوز بشكل هلالي) وتلقب بملكة الحلويات، والغريبة، والفقاص، وحلوى السميد والكوك، وحلوى البوق، وحلوى ريشبوند، وهي حلويات تقليدية تعلمها الأمهات لبناتهن وتتناقلها الأجيال.

وتحرص النساء المغربيات على استقبال الضيوف أيام العيد بالحلويات التقليدية، كما يحرصن على أخذ طبق يضم أصناف حلويات متنوعة إلى بيت العائلة في طقس يحيل على معاني المشاركة.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.