|

حصل الموسيقار المصري هاني شنودة على جائزة الدولة التقديرية في مجال الفنون، التي أعلنت عنها وزيرة الثقافة المصرية نيفين الكيلاني في مؤتمر صحفي أقيم أمس الثلاثاء.

الكيلاني كشفت عن أسماء المبدعين الفائزين في مجالات الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، إذ حصل عليها في مجال الفنون كل من هاني شنودة ونقيب المهن التمثيلية الفنان أشرف زكي، بعد وصولهما إلى القائمة القصيرة التي أُعلن عنها قبل أيام قليلة، ونافس فيها أيضا الفنان يحيى الفخراني.

“صنع في مصر”

ووجه شنودة الشكر لكل من هنأه على نيل الجائزة، عبر حسابه على تويتر، وكتب “أشكر وطني الحبيب مصر، وأشكر جمهوري صاحب الفضل، وهو مستحق الجائزة الذي يعطي أي فنان دفعة للأمام”.

وعن تكريمه، قال الموسيقار هاني شنودة -خلال مداخلة هاتفية لبرنامج “مصر جديدة” الذي تقدمه الإعلامية إنجي أنور عبر فضائية “إي تي سي” (ETC)- إنه كُرم من عديد من الدول، منها السعودية وأميركا، وإنه يقدر بالتأكيد كل هذه التكريمات، “لكن هاني شنودة صنع في مصر”، حسب وصفه.

كذلك أشار الموسيقار المصري إلى أن الجائزة دافع لمزيد من المشروعات الفنية، مؤكدا أنه سيعمل على استكمال مشروعه “قافلة السعادة” الذي يقوم من خلاله بالتعاون مع صندوق التنمية الثقافية بترتيب فعاليات لكبار السن، حيث يقومون بالغناء لهم والترفيه عنهم.

وأكد استمراره في دعم المواهب الشابة، واستشهد بعمر بن الخطاب الذي وجد شخصا يزرع نخلة فطلب منه أن يفعل ذلك، رغم أنها لن تؤتي أكلها قبل 10 سنوات، وأن المواهب أيضا “نعتني بها ونرعاها من أجل الأجيال المقبلة”.

احتفاء وتقدير

وقد تفاعل عدد كبير من الفنانين والنقاد مع الخبر فور الإعلان عن اسم الموسيقار شنودة ضمن الفائزين بجائزة الدولة التقديرية، فكتب السيناريست محمد أمين راضي، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، “فوز هاني شنودة بجائزة الدولة التقديرية حركة معلمين.. عاش”.

وحرص الفنان حمزة العيلي على تهنئة شنودة وعدد من الفائزين -في منشور له عبر فيسبوك- قائلا: “مبروك لكل من نفتخر بهم”.

أما الكاتب الصحفي مصطفى حمدي صاحب كتاب “مذكرات هاني شنودة”، فكتب عبر صفحته: “مبروك لأستاذي الموسيقار الكبير هاني شنودة… مشوار عظيم وعطاء فني شكّلا وجدان أجيال من فنان مصري أصيل عاشق لوطنه وهويته”.

ريادة وفضل

ولد الموسيقار هاني شنودة في مدينة طنطا سنة 1943، وتخرج في كلية الموسيقى منتصف الستينيات، ليدرس بعدها في المعهد العالي للموسيقى “الكونسرفتوار”.

ويعد من المهتمين بالفرق الموسيقية في مصر، فبدأ العمل خلال فترة دراسته بالالتحاق مع فرقة “لي بيتي شاه” التي أسسها وجدي فرنسيس عام 1967، وبعدها بـ10 سنوات أسس فرقة خاصة به، وهى “فرقة المصريين” بعد أن نصحه الكاتب الكبير نجيب محفوظ بتأسيس فرقة للغناء باللغة العربية، كما نصحه أيضا عبد الحليم حافظ بأن يؤسس فرقته، وذلك بعد أن أحضر العندليب أحد الأجهزة الموسيقية ودعاه ليعزف على ذلك الجهاز في حفل نادر شارك فيه شنودة مع عبد الحليم. ومن هنا، أصبحت “فرقة المصريين” بعدها بوابة عبور لكثير من النجوم للانطلاق في عالم الغناء.

وإلى جانب الفرقة أيضا، أصبح هاني شنودة العراب الذي تمكن من اكتشاف عدد من المواهب الشابة وقتها، الذين أصبحوا من كبار نجوم الغناء اليوم، فقد حمل الفنان محمد منير في انطلاقته الأولى بصمة شنودة الموسيقية الذي قام بتوزيع ألبوم “علموني عنيكي” بالكامل، وبعدها ألبوم “بنتولد”.

وبعد اكتشاف منير بفترة بسيطة، تعرف شنودة بالصدفة على الفنان عمرو دياب في حفل بمدينة بورسعيد، وآمن بموهبته ونصحه بالانتقال إلى القاهرة، ليقدما معا أول ألبوم غنائي لدياب وهو “يا طريق”. الذي قام شنودة بتلحين عدد من أغنياته إلى جانب توليه مهمة توزيع الأغنيات بالكامل، وهو الألبوم الذي وضع دياب على بداية طريق الغناء الاحترافي، وعرّفه في ذلك الوقت بكبار الشعراء والملحنين، ومنهم صلاح جاهين وعبد الرحيم منصور وشوقي حجاب وعزيز الناصر.

تكريم سعودي

ومارس/آذار الماضي، تم تكريم هاني شنودة في السعودية خلال حفل كبير حمل اسم “ذكريات”، وضم عددا من المطربين ومنهم أنغام، ومحمد منير، وأحمد عدوية، وفرقة كايروكي، ومصطفى حجاج، ومي فاروق.

وحينها، كتب عمرو دياب -عبر حسابه الرسمي على إنستغرام- “مبادرة محترمة ومهمة، الموسيقار هاني شنودة صاحب رؤية وبصمة فنية مميزة على الصعيد الغنائي والسينمائي، وفضله كبير عليّ وعلى غيري من النجوم”.

نجاحات هاني شنودة ومزجه الموسيقى الشرقية مع الغربية أيضا جعلته محط أنظار نجوم الزمن الجميل، فتعاون مع عدد منهم، مثل نجاة الصغيرة في “بحلم معاك” و”أنا بعشق البحر”، وفايزة أحمد في “دنيا جديدة” و”على وش القمر”.

وكان له فضل أيضا في تغيير شكل الموسيقى الشعبية، وذلك بتعاونه مع المطرب أحمد عدوية في أغنية “زحمة يا دنيا زحمة”، التي شكّلت بداية مرحلة موسيقية مختلفة في الأغنيات الشعبية.

كما قدم هاني شنودة أيضا موسيقى تصويرية لعدد من الأفلام المهمة، منها “المشبوه” و”الحريف” و”غريب في بيتي” و”الغول”.


المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.