الدوحة – أجمع مسؤولون دوليون خلال منتدى الدوحة على تأثر منطقة الشرق الأوسط بالجغرافيا الأمنية المضطربة المتمثلة في المتغيرات الجيوسياسية الناجمة عن الحرب الروسية على أوكرانيا، وانعكاسها على بلدان المنطقة التي تسعى بدورها إلى الحفاظ على أمنها القومي ومكانتها الإقليمية في مواجهة الآثار المتتالية للصراع.

واتفق المسؤولون في جلسة بعنوان “التداعيات الجيوسياسية للحرب الروسية الأوكرانية على الشرق الأوسط” خلال فعاليات منتدى الدوحة في دورته الـ20، على ضرورة إقرار نظام عالمي للتعايش السلمي يخدم حقوق الإنسان ويقوم على مبادئ الديمقراطية، ومطالبين بتنفيذ القوانين الدولية ومواثيق الأمم المتحدة في جميع الأزمات وليس بشكل انتقائي.

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية الدكتور ماجد الأنصاري أن العالم أصبح في حاجة ملحة لإستراتيجيات جيوسياسية لتحقيق الأمن والسلام في كل العالم، خاصة وأن القوى العظمى حافظت على صمتها لفترات طويلة خلال الأعوام الماضية التي شهدت الكثير من الأزمات، التي راح ضحيتها أعداد تفوق ضحايا ما يحدث في أوكرانيا.

ورأى الأنصاري أن هناك انعدام ثقة في القوى العظمى وقدرتها على الالتزام بالقوانين الدولية والمواثيق الصادرة عن الأمم المتحدة، إذ إنه لا يمكن تطبيقها في أزمة وتجاهل أزمات أخرى، وهو الأمر الذي يحتاج إلى الاستماع لجميع الدول من أجل الوصول لحلول شاملة.

الأنصاري يؤكد انعدام الثقة في القوى العظمى وقدرتها على الالتزام بالقوانين الدولية (الجزيرة)

جهود وساطة

قطر أعلنت مرارا عبر جميع قيادتها أنها ضد التصعيد العسكري في أوكرنيا، وأنها تبذل كل جهودها من أجل تسهيل الوساطة والوصول إلى الحوار بين الطرفين، فضلا عن تقديمها المساعدات الإنسانية في أوكرانيا.

ومصلحة قطر الوطنية تقوم على عدم استمرار وتيرة هذه النزاعات إلى فترات طويلة الأمد، ومن ثم انتقالها إلى مناطق أخرى، وفقا للأنصاري.

أما عضوة الكونغرس الأميركي جين هارمان فأعربت عن أملها في الوصول إلى نظام عالمي للتعايش السلمي يخدم حقوق الإنسان والديمقراطية، ويشمل جميع مناطق العالم بما فيها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

هارمان التي ارتدت وشاحا بلون علم أوكرانيا، تمنت أن تنتهي هذه الأزمة سريعا عبر التوصل إلى حل في أقرب وقت، خاصة وأن إطالة هذه الأزمة تنتج عنها تداعيات مختلفة في منطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع.

ورأت أن العالم يواجه حاليا تحديين كبيرين، التحدى الأبرز يتمثل في الأزمة القائمة بعد شن روسيا الحرب على أوكرانيا، أما التحدي الثاني فهو تعزيز حقوق الإنسان بما يضمن للعالم الحياة في أمن وسلام.

ولفتت إلى أن الولايات المتحدة تتحدث مع إيران من أجل التوصل إلى حلول ترضي الطرفين فيما يتعلق بالاتفاق النووي.

نائب وزير الخارجية الإيراني يرى أن الأزمة الروسية الأوكرانية ستؤثر بشكل سلبي على البيئة الأمنية في منطقة الشرق الأوسط
نائب وزير الخارجية الإيراني يرى أن الأزمة الروسية الأوكرانية ستؤثر بشكل سلبي على المنطقة (الجزيرة)

تطبيق القانون

أما محمد حسن شيخ الإسلامي نائب وزير الخارجية الإيراني فاستغرب الحديث حاليا عن تطبيق القانون الدولي ومواثيق الأمم المتحدة بشأن الأزمة الأوكرانية، وعدم تطبيق هذا الأمر في جميع الأزمات في منطقة الشرق الأوسط، خاصة وأن هذه القوانين يجب أن تطبق على جميع الأزمات في العالم وليس بشكل انتقائي.

وأكد المسؤول الإيراني أن الأزمة الحالية في أوكرانيا قد تؤثر بشكل سلبي على البيئة الأمنية في منطقة الخليج والشرق الأوسط، وهو الأمر الذي يجعلنا نتعامل مع هذه الأزمة بحذر، متوقعا تراجع الدور الروسي المفصلي في منطقة الشرق الأوسط الذي لعبته خلال الفترة الأخيرة.

من جهته، أكد إبراهيم قالين المتحدث الرسمي وكبير مستشاري رئيس الجمهورية التركية، أن بلاده تسعى للحد من الأزمة الأوكرانية، خاصة وأن الهيكل الأمني لمنطقة الشرق الأوسط سيتأثر بشدة جراء تداعيات هذه الأزمة.

وطالب المسؤول التركي بضرورة التعامل مع هذه الأزمة بحذر، ودراستها بشكل مفصل لأنها ستؤثر على جميع بلدان المنطقة بشكل عام في مختلف القطاعات وخاصة الناحية الأمنية.

كبير مستشاري الرئيس التركي يقول إن بلاده تأمل التوصل لحل سريع للأزمة في أوكرانيا (الجزيرة)
كبير مستشاري الرئيس التركي يقول إن بلاده تأمل التوصل لحل سريع للأزمة في أوكرانيا (الجزيرة)

وأوضح أن تركيا تقوم بدور مهم من أجل الوصول إلى حل للأزمة في أوكرانيا وإعادة العلاقات الشاملة بين الدولتين، معربا عن أمله في أن تسفر المفاوضات إلى حل سريع لهذه الأزمة.

جميع بلدان منطقة الشرق الأوسط في حاجة للشعور بالأمان، وذلك في ظل محاولة بعض الدول زعزعة الاستقرار الأمني الذي سيؤثر على الأسواق العالمية، وفقا لقالين.

تأثر الصين

بدوره، رأى دكتور الاقتصاد الصيني جون جونغ أن الصين من الدول التي تأثرت بشدة بالحرب الروسية الأوكرانية، خاصة وأنها تربطها حدود طويلة بروسيا تبلغ حوالي 4 آلاف كيلومتر، فضلا عن أن زيادة أسعار النفط كبدت بلاده أموالا ضخمة في ظل استيرادها كميات كبيرة من النفط.

وشدد على أن الصين تقف على الحياد في الأزمة الروسية الأوكرانية، وهو الحياد القائم على المبادئ، بحيث تكون بعيدة عن كلا الطرفين، وكذلك بعيدة عن أي أمر يؤدي إلى إطالة أمد هذه الأزمة.

والحياد الصيني في هذه الأزمة يندرج تحت مساعدة المدنيين في الدولتين، وكذلك المحافظة على علاقاتها التجارية بالدولتين، وتقديم المساعدات الإنسانية أيضا، حيث لا يتعلق الأمر بالانحياز إلى جانب على حساب آخر، وفقا لجون.

وأكد أن الصين من الدول القليلة في العالم التي تجمعها علاقات مميزة مع جميع دول منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي، إذ إنها أكبر شريك تجاري مع دول المنطقة، ولذلك فإن هدفها الأساسي هو إرساء السلام والأمن في الشرق الأوسط.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.