لندن- بعد وصول الملك تشارلز إلى عرش المملكة المتحدة، سيتغير شكل الأسرة الملكية بشكل جذري، بخروج عدد من الأمراء من الصورة بشكل نهائي، وخطة الملك لحصر المهام الملكية على عدد محدود من الأسماء لن تتعدى سبعة.

وجاء قرار الملك الذي تم الإعلان عنه حتى قبل توليه المنصب، بعد سلسلة من الأحداث التي عرفتها الأسرة الملكية، خلال السنوات القليلة، أبرزها تورط الأمير أندرو في تُهَم جنسية، دفعت الملكة الراحلة لإبعاده عن المشهد العام، إضافة للضجة التي خلقها انسحاب الأمير هاري من الأسرة الملكية واتهامه لأفراد من الأسرة بالعنصرية.

وستحدث تغييرات كبيرة في التسميات التي يحملها الأمراء، ذلك أن الأمير ويليام سيصبح ولي العهد في بريطانيا، كما أن الأميرة كاميليا، زوجة الملك تشارلز الثالث، سيصبح اسمها عقيلة الملك (Queen Consort).

دائرة ضيقة

وستنحصر الأسرة الملكية البريطانية والتي ستكون لها أدوار أساسية في 7 أشخاص فقط، ويتعلق الأمر بعقيلة الملك كاميليا، وولي العهد ويليام وزوجته كيت ميدلتون، والأخ الأصغر للملك الأمير إدوارد وزوجته صوفي رايس، وأخت الملك الأميرة آن والتي كانت الأكثر قربا من الملكة الراحلة إليزابيث الثانية، وسيكون على رأس هؤلاء الملك تشارلز الثالث.

والغرض من هذا التحول هو وضع حد لتوزيع المهام الكثيرة بين أفراد الأسرة الملكية، وكذلك تحديد تحركات الأسرة، مع التركيز وبشكل كبير على ولي العهد ويليام وزوجته كيت، باعتباره ملك المستقبل.

في المقابل، سيخرج الأمير أندرو تماما من المشهد، وذلك رغم إسقاط الدعوى التي كانت مرفوعة ضده بتهم الاعتداء الجنسي، إضافة لخروج الأمير هاري وزوجته ميغان، ذلك أن موقف الملك تشارلز كان حاسما منذ البداية ونقلت تقارير إعلامية غضب تشارلز العارم من تصرفات ابنه هاري واتهامه للأسرة الملكية بالعنصرية.

وفاة ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية عن 96 عاما وتشارلز يخلفها على العرش (غيتي)

عقيلة الملك

ستحمل زوجة الملك تشارلز الثالث لقب “عقيلة الملك” (Queen Consort)، وهو اللقب الذي يختلف عن لقب الملكة الحاكمة (Queen regnant) والتي تتمتع بنفس صلاحيات الملك كما كانت الحال بالنسبة للملكة الراحلة إليزابيث الثانية.

ولن تتمتع عقيلة الملك بصلاحيات الملك، ولن يكون لها أي سلطة سياسية ولا عسكرية، علما أنه يتم تقليدها في نفس الحفل الذي يتم فيه تقليد الملك، وستكون عقيلة الملك حاضرة معه في كل المناسبات الرسمية.

وتعتبر كاميليا حاملة سر تشارلز عندما كان وليا للعهد، ولهذا تتوقع العديد من التقارير أن دورها سيكون محوريا في عهد الملك تشارلز، خصوصا فيما يتعلق بترتيب البيت الداخلي.

وقبل وفاة الملكة إليزابيث الثانية بأشهر، قامت بتتويج كاميليا بلقب “عقيلة الملك”، وقالت في خطاب موجه للبريطانيين، إنها تعلن تأييدها لحمل كاميليا لهذا اللقب في حال تقلد تشارلز للعرش.

وأمضت كاميليا 17 سنة زوجة لتشارلز، وهي تعرف جيدا المهام الملقاة على عاتقها، خصوصا أن زوجها تكفل بالكثير من المهام نيابة عن والدته في الآونة الأخيرة، وكانت كاميليا ترافقه، إضافة إلى إشرافها على عدد من الجمعيات الخيرية.

ولي العهد وملك المستقبل

خلال فترة الملك تشارلز، ستكون كل الأنظار موجهة إلى الأمير ويليام الذي سيحمل لقب ولي العهد، وزوجته كيت، كما أنهما سيحملان الآن لقب دوق ودوقة كورنوال، الذي كان يحمله والده عندما كان وليا للعهد.

ويوصف الأمير ويليام (40 عاما)، بأنه ملك المستقبل، ويتم تقديمه على أنه الوجه الشاب والمنفتح للملكية في بريطانيا ويحظى بشعبية كبيرة هو وزوجته في بريطانيا.

وكانت للأمير ويليام مواقف قوية من الأزمات التي هزت الأسرة الملكية، بإصراره الكبير على إبعاد عمه الأمير أندرو من النشاط العام وتجريده من كل المهام ومن ألقابه الملكية، كما أنه خرج للدفاع عن الأسرة الملكية ضد الاتهامات بالعنصرية من جانب ميغان زوجة أخيه، وقال للصحفيين في تصريح مقتبض وغير اعتيادي إن “الأسرة الملكية أبعد ما تكون عن العنصرية”.

وقرر الأمير ويليام الابتعاد رفقة زوجته وأطفاله الثلاثة عن ضغط العاصمة لندن، والاستقرار قرب قلعة “وندسور” وهي القلعة التي من المتوقع أن يسكنها الملك تشارلز، وهكذا سيكون ولي العهد قريبا من والده.

الأمير ويليام وزوجته كيت ميدلتون (غيتي – أرشيف)

الأميرة القوية

تعتبر الأميرة آن وهي الابنة الثانية للملكة إليزابيث الثانية، من أكثر أفراد الأسرة الملكية شعبية، وحسب موقع “يو كوف” فهي خامس شخصية محبوبة في الأسرة الملكية.

كما أنها صاحبة حضور قوي، بالنظر للعلاقة الوثيقة التي ربطتها بوالدتها، التي كانت تعتمد عليها في الكثير من الأحيان، وستزيد مهام الأميرة آن بعد تولي أخيها العرش.

وتتمتع الأميرة بعلاقة جيدة مع أخيها تشارلز، ورغم أنها توصف بكونها “أميرة الظل”، فإن لها كلمة مسموعة في الأسرة الملكية، وستحافظ على لقب الأميرة، غير أنه من المتوقع أن يتم منحها مهام أكثر في عهد أخيها، وتشرف حاليا على رعاية 300 جمعية خيرية.

الأخ الأصغر

الأمير إدوارد هو الابن الأصغر للملكة الراحلة إليزابيث الثانية، وظل هو وزوجته صوفي، يعيشان في الظل ولا يتمتعان بنفس قوة الحضور، الذي كانت عليه الأميرة آن أو الأمير تشارلز عندما كان وليا للعهد.

إلا أن خروج كل من الأمير أندرو والأمير هاري من المشهد، جعلهما يتقلدان الكثير من المهام، وفي سنة 2021 قاما بأكثر من 500 نشاط ملكي داخل المملكة وخارجها.

ومن المتوقع أن يحمل الأمير إدوارد لقب “دوق أدنبره” وهو اللقب الذي كان يحمله والده الأمير فيليب.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.