بعد 5 سنوات من النجاح الذي حققته مجموعة القصص القصيرة “نمط غير شائع” (uncommon type) الأكثر مبيعا لعام 2017 (بيع منها 234 ألف نسخة بالمملكة المتحدة وحدها) وفي ثاني “غزو” منه لعالم الخيال الأدبي، فاجأ الممثل الأميركي توم هانكس الجمهور بتأكيده إضافة وظيفة “كاتب روائي” لسيرته الذاتية، في مقابلة مع موقع “بيبول” (People) للترويج لروايته المُقرر نشرها في 9 مايو/أيار 2023.

تحمل الرواية عنوان “صناعة تحفة سينمائية جديدة” (The Making of Another Major Motion Picture Masterpiece) وتحكي قصة طفل تأثر بعمه الجندي العائد من الحرب العالمية، فعبر عن هذا التأثر برسوم كثيرة وجدت في الأخير مخرجا يحولها إلى فيلم سينمائي ضخم ومثير.

وقد وصفتها سارة شافي، في صحيفة “غارديان” (TheGuardian) البريطانية بأنها “قصة طموحة للغاية” وقالت مديرة النشر آيلة أحمد “إنها ملحمة عن الناس العاديين، في عالم غير عادي”.

وقد استلهم هانكس (66 عاما) الفكرة من “دروس مهمة” استفادها من تجاربه الشخصية أثناء مشواره في هوليود، وأخبر بيبول أن “كل شخصية في الرواية تقوم بدور قمت به في أحد أفلامي، وتكتشف فلسفة أو تتعلم درسا مما تعلمته بل وتكرر حماقاتي أيضا، سواء كانت حيلة قمت بها، أو خطأ نجوت منه”.

4 أفلام فقط يعتبرها هانكس جيدة

لقناعته أن “الشغف البشري لا يتأثر بمرور الزمن” تمتد أحداث رواية هانكس إلى قُرابة 80 عاما، في سياق “مدروس ومؤثر وممتع للغاية” -كما تقول شافي- وتُسلط خلاله الضوء على ما لحق بالثقافة الأميركية من تغيرات منذ الحرب العالمية الثانية.

يدور جزء منها عام 1947، حول جندي مضطرب عائد من الحرب، ترك انطباعات مؤثرة على ابن أخيه البالغ من العمر 5 سنوات، وكان سببا في تفجير موهبته فألف قصة مصورة (comic) عن عمه عام 1970، ليأتي أحد المخرجين، ويقرر تحويل القصة إلى فيلم ضخم بميزانية كبيرة، يضم بين شخصياته نجما سينمائيا صاعدا “صعبا للغاية” وممثلة رائدة “رائعة” بالإضافة إلى مخرج مُلهَم “غريب الأطوار” وأعضاء طاقم أكثر غرابة.

كما تتخلل الرواية كتابات ساخرة لهانكس رسمها فنان الكاريكاتير والقصص المصورة الشهير روبرت سيكوراك. يقول هانكس “ما زلت مُندهشا من كيفية تجميع معظم الأفلام معا في هذا العمل، من مجرد وميض فكرة، فالتجربة برمتها معجزة”.

ورغم أنه ممن يعتقدون أن “صناعة الأفلام عمل شاق للغاية، وأعظم وظيفة في العالم، وأكثر الأعمال المُربكة” فإن النجم -الفائز بجائزتي أوسكار أفضل ممثل عن أدواره بفيلمي: “فيلادلفيا” (Philadelphia) 1993، و”فورست غامب”(Forrest Gump) 1994 الذي لعب دور البطولة بفيلم “ألفيس” (Elvis) في يونيو/حزيران الماضي- يعترف ساخرا ويقول “لقد صنعت الكثير من الأفلام، ولكنني أعتقد أن 4 منها فقط هي الجيدة جدا”.

آراء صريحة وجريئة وصادمة

يُبدي الناقد ستيوارت هيريتدج استغرابه من قول هانكس “الممثل الجبار الذي صنع كثيرا من الأفلام الجيدة، وحقق نجاحات على مدار عقود من الزمن، تجعل أي ممثل آخر على وجه الأرض يشعر بالغيرة منه” إنه يرى 4 من أفلامه فقط هي الأفضل من البقية، مُعتبرا أن هذا يدفعه للغوص العميق “في محاولة للوصول إلى تلك المجموعة المفضلة التي يتحدث عنها هانكس”.

ويضيف أن هانكس أخبر صحيفة غارديان، أن فيلم “إنقاذ الجندي ريان” (Saving Private Ryan) 1998 الذي حصد 5 جوائز أوسكار، بالإضافة إلى 79 فوزا، و75 ترشيحا آخر. وجاء ترتيبه الـ 24 ضمن قائمة أفضل 250 فيلما على موقع “آي إم دي بي” (IMDb) “كان بالنسبة لهانكس، فظيعا فظيعا، وتمنى لو كان يفعل شيئا آخر”.

كما أذهل هانكس الجميع -في مقابلة مع “بيل سيمونز بودكاست” العام الماضي- عندما طُلب منه تصنيف أفلامه المفضلة، فاستبعد فيلم “فورست غامب” الذي أهداه الأوسكار، باعتبار أنه “غير مؤهل”.

أيضا، سبق أن أعلن استياءه من أعمال أخرى، مثل فيلم “الرجل ذو الحذاء الأحمر” (The Man with One Red Shoe) 1985 وهو أحد الأفلام التي لم يخفِ هانكس ازدراءه لها في تصريحه للصحافة، حيث قال “إنه ليس فيلما جيدا، ولم يُحقق أي إيرادات على الإطلاق (حقق أقل من 9 ملايين دولار مقابل ميزانية بلغت 16 مليونا)”.

وكذلك فيلم “نار الغرور” (The Bonfire of the Vanities) 1990 الذي فشل بشدة، وبعد عقدين من إطلاقه، قال هانكس عنه “الجميع كان مُخطئا، وأنا على وجه الخصوص” (حقق أقل من 16 مليون دولار مقابل ميزانية 47 مليونا).

الأفلام الأربعة المفضلة

قد تفاجئك الأفلام الجيدة التي يقصدها هانكس الذي يقول إن تصنيفاته لها تستند إلى الخبرة الشخصية، والدروس التي تعلمها أثناء تصويرها والتي لا تُنسى.

ففي لقائه مع بيل سيمونز، اختار قائمة تشمل فيلم “دوري خاص بهم” (A League of their Own) 1992، قائلا “لأن كل ما فعلته طوال الصيف هو لعب البيسبول”. وفيلم “كاست أواي” (Cast Away) 2000، قائلا “لأننا خضنا مغامرات جريئة عندما كنا نصنع هذا الفيلم” وفيلم “كلاود أطلس” (Cloud Atlas) 2012، قائلا “لأنه منحنا أملا وحلما، ولا شيء سوى دائرة من الحب” وقال عنه في مقابلة مع “غارديان” عام 2017، إن كلاود أطلس “غيّر وعيي بالكامل، وهو الفيلم الوحيد الذي شاركت فيه وشاهدته أكثر من مرتين، إنه رائع جدا”.

ليبقى فيلم واحد فقط غامضا، يصنفه هانكس فوق كل الأفلام الأخرى “فيلم لم يكتبه ويُخرجه فحسب، بل مَثّلَ فيه أيضا، وأصبح أحد الأفلام التي يحضرها بشكل منتظم” بحسب هيريتدج، إنه فيلم “هذا شيء تفعله”! (That Thing You Do) 1996 الذي تناقش حوله باستفاضة أثناء ظهوره في بودكاست العام الماضي ووصفه بأنه “أعظم تجربة عمل في حياته”.


المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.