تصل قافلة جديدة للأمم المتحدة إلى ماريوبول لإجلاء آخر المدنيين المتحصنين في مجمع آزوفستال من دون أي ضمان بوقف للقتال، وبينما أعلنت لندن وبرلين عزمهما تزويد أوكرانيا بأسلحة نوعية، أكد الرئيس الأوكراني تضرر المنشآت الصحية بشكل كبير.

وكانت قيادة الأركان الروسية قد أعلنت فتح ممرات آمنة لخروج المدنيين من مجمع آزوفستال لصناعة الصلب -آخر جيب يتحصن فيه الجنود الأوكرانيون في مدينة ماريوبول (جنوبي شرقي أوكرانيا)- وذلك لمدة 3 أيام، ابتداء من الساعة الثامنة صباحا وحتى الساعة السادسة مساء بتوقيت موسكو (أيام الخميس والجمعة والسبت).

ورغم الغموض المتعلق بوقف القتال، أعلن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث أمس، أن هذه القافلة الجديدة في طريقها إلى المدينة المنكوبة التي أصبحت أحد رموز الغزو الروسي الذي بدأ في 24 فبراير/ شباط الماضي.

وقال غريفيث في وارسو “هناك قافلة في طريقها إلى آزوفستال (تصل صباح الجمعة) على أمل إخراج المدنيين الباقين من هذا الجحيم القاتم الذي يعيشون فيه منذ أسابيع وأشهر، وإعادتهم إلى بر الأمان”.

يأتي ذلك في حين أكّدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها تشارك في هذه العملية.

عمليات الإجلاء لا تزال متواصلة من مجمع آزوفستال (الأوروبية)

معلومات وتناقض

يشار إلى أن المعلومات متناقضة عن الوضع في مصانع الصلب في ماريوبول حيث لجأ مدنيون ومقاتلون إلى أقبية ضخمة.

وقد أعلن أندري يرماك مدير مكتب الرئيس الأوكراني، عن إجلاء نحو 500 مدني حتى الآن من ماريوبول، مؤكدا أن العملية مستمرة، يأتي ذلك بينما تتبادل موسكو وكييف الاتهامات بشأن التصعيد في مجمع آزوفستال بالمدينة.

وفي حين تمسكت موسكو بالتأكيد على أن قواتها وقوات دونيتسك ستوقف إطلاق النار خلال 3 أيام، لإخراج المدنيين من المجمّع، اتهمت كييف القوات الروسية باستهداف المجمع في سعي لاقتحامه.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء الخميس في رسالته اليومية بالفيديو، إن القوات الروسية واصلت قصف مصنع الصلب رغم وعد روسيا بهدنة مدة 3 أيام بدأت صباح الخميس.

وقال في رسالة على صفحته على فيسبوك إن القصف الروسي مستمر “بينما يجب إجلاء مدنيين ونساء وأطفال”.

وأضاف زيلينسكي “تخيلوا هذا الجحيم. هناك أطفال. أكثر من شهرين من القصف المتواصل والموت يقترب باستمرار”.

People remove the debris of a theatre building in Mariupol
دمار في مدينة ماريوبول المنكوبة (رويترز)

استعداد روسي

من جهته أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مساء الخميس أن “الجيش الروسي مستعد دائما لضمان إجلاء المدنيين” من آزوفستال حيث ما زال نحو 200 منهم محاصرين مع المقاتلين الأوكرانيين في هذا المجمع.

في الوقت نفسه، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن الجيش الروسي يحترم وقف إطلاق النار حول المصنع، مؤكدا تشغيل الممرات الإنسانية حول آزوفستال.

لكن المقاتلين الأوكرانيين في الموقع نفوا ذلك. وأكد سفياتوسلاف بالامار نائب قائد كتيبة آزوف التي تدافع عن هذه المنشآت، في تسجيل فيديو أن “معارك دامية” تدور داخل الموقع نفسه وأن الروس “لم يفوا بوعدهم” بالهدنة.

وسيشكل الاستيلاء على ماريوبول بأكملها انتصارا كبيرا لروسيا مع اقتراب التاسع من مايو/ أيار، اليوم الذي تقيم فيه موسكو عرضا عسكريا كبيرا في ذكرى الانتصار على ألمانيا النازية عام 1945.

ويؤكد الأوكرانيون أن القوات الروسية تستعد أيضا لتنظيم عرض في ذلك اليوم في ماريوبول، المدينة الساحلية التي كان عدد سكانها يبلغ قبل الحرب نحو 500 ألف نسمة ودمرت خلال شهرين من الحصار والقصف الروسي.

ومنذ بدء غزو أوكرانيا، لم تتمكن موسكو من إعلان سيطرتها سوى على مدينة واحدة مهمة هي خيرسون، في الجنوب.

دعم وأهداف

واعترف ديمتري بيسكوف الخميس بأن الدعم الغربي أبطأ “العملية العسكرية الخاصة” الروسية. وقال إن “الولايات المتحدة وبريطانيا وحلف شمال الأطلسي بأكمله يتقاسمون باستمرار بيانات استخباراتية مع القوات المسلحة الأوكرانية”.

وفي تطور ميداني آخر، أفاد مراسل الجزيرة بسماع دوي انفجارات عنيفة في مدينة كراماتورسك الأوكرانية، وصفارات الإنذار تدوي في عموم مدن إقليم دونباس.

وأفاد مراسل الجزيرة بأن منطقة ميكولايف تتعرض لقصف روسي عنيف براجمات الصواريخ؛ ودعت سلطات المدينة السكان للبقاء في الملاجئ.

وقد قال زيلينسكي في كلمته اليومية عبر الفيديو في وقت متأخر من أمس الخميس إن الجيش الروسي استخدم 2014 صاروخا ضد أهداف متنوعة في الحرب على أوكرانيا.

وبالإضافة إلى ذلك، تم تسجيل 2682 غارة جوية بالفعل منذ بداية غزو الجيش الروسي لأوكرانيا في أواخر فبراير/شباط الماضي.

وشدد زيلينسكي “على أن كل تلك العمليات تعني الموت لشعبنا، والدمار لبنيتنا التحتية”، موضحا أن المنشآت الصحية الأوكرانية وحدها تضررت بشكل كبير.

وأوضح “حتى الآن، دمرت القوات الروسية أو ألحقت أضرارا بـ 400 منشأة صحية تقريبا”.

تسليح وشكوك

وفي سياق متصل بالحرب الدائرة، أعلنت وزيرة الدفاع الألمانية كريستينه لامبرشت أن ألمانيا توصلت إلى اتفاق لتزويد أوكرانيا بـ7 مدافع هاوتزر ذاتية الدفع.

وأضافت الوزيرة الألمانية أن تدريب العسكريين الأوكرانيين على استخدام هذه المدافع سيبدأ في ألمانيا الأسبوع المقبل.

وستقدم ألمانيا التدريب على نظام المدفعية “بانتسرهاوبيتسن 2000″، الذي يتميز بمدفع مثبت على مركبة مجنزرة ويشبه دبابة.

وباستخدام ذخيرة قياسية، يمكن لمدافع هاوتزر إطلاق قذائف لمسافة تصل إلى 30 كيلومترا؛ وبذخيرة معززة للمدى، من الممكن أن تصل المسافة إلى 40 كيلومترا، بحسب بيانات الجيش الألماني.

وأعلنت لامبرشت عن التعهد الجديد بالأسلحة أثناء تفقدها لقوات بلادها في سلوفاكيا، المتاخمة لأوكرانيا، والتي تم نشرها لمساعدة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في تعزيز جناحه الشرقي.

من جهته، بحث رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، في اتصال هاتفي مع الرئيس زيلينسكي، إمكانية تزويد أوكرانيا بأسلحة بعيدة المدى.

كما ناقش الزعيمان تطورات المعارك، ومتطلبات الجيش الأوكراني، بما في ذلك أسلحة بعيدة المدى، لمنع قصف المدنيين.

وفي تطورات سياسية أخرى، قال وزير الخارجية النمساوي ألكسندر شالينبيرغ إن بوتين أبعد كل جيرانه عنه، وجعل الناتو أقوى من ذي قبل.

وفي تصريح للجزيرة أضاف وزير الخارجية النمساوي أن هناك شكوكا في مساعي روسيا الدبلوماسية، مؤكدا أن الروس يستخدمون كل الوسائل العسكرية لتحقيق المكاسب على الأرض.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.