قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن جهودا دبلوماسية تجري لإنقاذ من تبقى من المقاتلين المتحصنين داخل مجمع آزوفستال للصلب في مدينة ماريوبول، ومن جانبه أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن عن حزمة جديدة من المساعدات العسكرية التي ستقدم لأوكرانيا.

وذكر الرئيس زيلينسكي، في كلمة مصورة في وقت متأخر أمس ليلا، أن بلاده تقوم بجهود دبلوماسية لإنقاذ المدافعين المتحصنين داخل آخر معقل للقوات في مدينة ماريوبول جنوب شرقي البلاد.

ولم يتضح عدد المقاتلين الأوكرانيين الذين ما زالوا في المصنع، والذين رفضوا عدة عروض روسية للاستسلام مقابل الحفاظ على حياتهم.

وقال الرئيس الأوكراني “الوسطاء المؤثرون يشاركون، وكذلك دول مؤثرة” لكنه لم يذكر أي تفاصيل.

وخلال عمليات الإجلاء السابقة التي تمت بوساطة أممية، سمحت روسيا للمدنيين فقط -ومعظمهم من النساء والأطفال وكبار السن- بمغادرة مجمع آزوفستال المترامي الأطراف، والتوجه صوب المناطق التي تسيطر عليها أوكرانيا.

وتردد أن الجنود الأوكرانيين والعديد من المصابين عالقون داخل المجمع، ولعدة أيام، بعد أن قامت القوات الروسية بقصف آزوفستال التي يضم خنادق وأنفاق.

أوكرانيون خلال احتجاج بمدينة لفيف غربي البلاد رفضا لما يجري في ماريوبول (الأوروبية)

ويخشى المسؤولون الأوكرانيون أن تكون القوات الروسية تسعى للقضاء على المقاتلين المتحصنين داخل آزوفستال بحلول بعد غد الاثنين، والذي يوافق إحياء ذكرى انتصار الاتحاد السوفياتي السابق على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية. وحذر الرئيس الأوكراني أمس الجمعة من أن بلاده لن تجري مزيدا من المحادثات مع موسكو إذا قامت بقتل المدنيين والجنود في آزوفستال.

عمليات الإجلاء

وذكرت السلطات الأوكرانية أنه جرى إجلاء 50 مدنيا في ماريوبول أمس، واتهمت كييف موسكو بانتهاك هدنة تهدف إلى السماح لعشرات آخرين لا يزالون محاصرين تحت الأرض بالمغادرة بعد أسابيع من الحصار.

وذكرت إيرينا فيريشتشوك نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إن عملية الإجلاء ستستمر اليوم، مشيرة إلى أن الأمر يتم بوتيرة بطيئة للغاية جراء انتهاك الجانب الروسي باستمرار وقف إطلاق النار في المنطقة.

وذكرت وسائل إعلام روسية أنه جرى أمس إجلاء دفعة ثالثة من المدنيين المحاصرين في مصنع آزوفستال، تضم 23 شخصا، ليصل بذلك عدد المدنيين الذين غادروا المصنع إلى 48 مدنيا.

وكان الانفصاليون في دونيتسك، قد أعلنوا سابقا عن إجلاء 12 مدنيا، بينهم 4 أطفال من المصنع.

وردا على سؤال حول خطط روسيا للاحتفال بالذكرى السنوية للحرب العالمية الثانية في أجزاء من أوكرانيا تسيطر عليها، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف “سيأتي الوقت للاحتفال بيوم النصر في ماريوبول”.

جبهات القتال

وعلى صعيد جبهات القتال، قالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية صباح اليوم إن الأمور ظلت هادئة نسبيا في إقليمي دونيتسك ولوغانسك، مضيفة أن تم رصد 8 هجمات روسية أمس، مما أسفر عن تدمير 3 دبابات و8 أنظمة مدفعية، و7 مركبات مدرعة، وسيارة واحدة و3 وحدات معدات هندسية.

وقالت أولغا بابيتش رئيسة بلدية سيفيرودونيتسك أمس إن مدينتها من إحدى المدن الرئيسية في دونباس التي لا تزال تخضع لسيطرة الأوكرانيين، وقد باتت “شبه محاصرة” من القوات الروسية وقوات الانفصاليين.

وأضافت بعدما غادرت مدينتها، وبلغت زابوروجيا بالجنوب الأوكراني لوكالة الصحافة الفرنسية “عمليات القصف تتواصل يوميا في الصباح وبعد الظهر والمساء. لم يمر يوم من دون قصف”.

وفي خاركيف شرقي أوكرانيا، قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم إنها دمرت كميات ضخمة من المعدات الأميركية والأوروبية في الإقليم.

ومساء أمس سقط صاروخان في مدينة أوديسا الساحلية الكبيرة على البحر الأسود، من دون أن يوقعا ضحايا على ما أعلنت القيادة الجنوبية للقوات الأوكرانية.

وأعربت السلطات الأوكرانية عن قلقها من تصاعد عمليات القصف مع اقتراب موعد التاسع من مايو/أيار الحالي، والذي تحتفل فيه روسيا بالانتصار على ألمانيا النازية عام 1945. وقال فيتلي كليتشو رئيس بلدية كييف أمس “رجاء لا تتجاهلوا الإنذارات، وانزلوا فورا إلى الملاجئ، فخطر حدوث قصف عال جدا في كل مناطق أوكرانيا” وأضاف أن المدينة لن تشهد احتفالات بذكرى التاسع من مايو/أيار.

الجنسية الروسية

وفي مدينة خيرسون جنوبي أوكرانيا، قال كيريل ستريمووسوف نائب رئيس اللجنة العسكرية المدنية الروسية لإدارة المنطقة إنه خلال العام الجاري سيكون بإمكان سكان المقاطعة الحصول على الجنسية الروسية.

بدوره، قال سكرتير المجلس العام لحزب روسيا الموحدة الحاكم أندريه تورتشاك إن بلاده دخلت منطقة خيرسون وستبقى فيها إلى الأبد، ولا ينبغي أن يكون هناك شك في ذلك، وفق تعبيره.

كما قال تورتشاك -خلال زيارته لمدينة خيرسون ولقائه بعض سكان المدينة- إنه لن تكون هناك عودة إلى الماضي، وإن بلاده ستعمل على تطوير منطقة خيرسون الغنية حسب وصفه.

وعلى الصعيد السياسي، قال الرئيس الأميركي أمس إن بلاده ستقدم أسلحة ومعدات بقيمة 150 مليون دولار، سمح الكونغرس بإرسالها مباشرة إلى ما قال إنها “الخطوط الأمامية للحرية في أوكرانيا”.

وتشمل المساعدات الأميركية الجديدة 25 ألف قذيفة مدفعية من عيار 155 ملليمترا، وأجهزة رادار مضادة للقصف المدفعي الروسي، وأجهزة تشويش على الاتصالات.

وقال بايدن إنه يتعين على الكونغرس تقديم التمويل المطلوب بسرعة لدعم أوكرانيا في ميادين المعركة وعلى طاولة المفاوضات، مشيرا إلى أن إدارته أوشكت على استنفاد التمويل الذي يمكن استخدامه لإرسال المساعدة الأمنية.

وفي سياق متصل، يعقد قادة مجموعة السبع غدا قمة عبر الفيديو مع الرئيس الأوكراني للبحث في الدعم الغربي لكييف في مواجهة الهجوم الروسي، ووصف البيت الأبيض القمة بأنها دليل على فشل روسيا.


المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.