توالت تحذيرات المسؤولين والقوى الفلسطينية من مغبة السماح للجماعات الاستيطانية باقتحام المسجد الأقصى غدا الخميس ورفع العلم الإسرائيلي في ذكرى ما تسميه تل أبيب “يوم الاستقلال”، وهو ما عده الفلسطينيون تصعيدا جديدا في أعقاب شهر حافل بالمواجهات.

وقالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اليوم الأربعاء في بيان إن “سماح الاحتلال للمستوطنين باقتحام الأقصى غدا لعب بالنار وجر للمنطقة إلى تصعيد يتحمل الاحتلال مسؤوليته”.

وجددت الحركة دعوتها جماهير الشعب الفلسطيني إلى الاحتشاد في الأقصى والاستنفار في القدس “دفاعا عن هويتنا وديننا وقبلتنا الأولى”.

من جهتها، طالبت الخارجية الفلسطينية مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته في وقف التصعيد الإسرائيلي ضد الفلسطينيين ومقدساتهم، كما استنكر مسؤولون فلسطينيون تهديد جماعات من المستوطنين برفع العلم الإسرائيلي في المسجد الأقصى.

وقالت الخارجية الفلسطينية في بيان صدر مساء أمس الثلاثاء إن مجلس الأمن عليه أن يتخذ “ما يلزم من الإجراءات الكفيلة بالضغط على الحكومة الإسرائيلية، لوقف عدوانها وتصعيدها ضد الفلسطينيين وإجبارها على الالتزام بالقانون الدولي”.

وأدانت الخارجية الفلسطينية أفعال جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين في عموم الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، خاصة دعوات الجماعات الاستيطانية لاقتحام الأقصى ورفع العلم الإسرائيلي داخله وأداء صلوات تلمودية في باحاته.

كما أدانت تجريف الجيش الإسرائيلي مساحات واسعة من أراضي الفلسطينيين واقتلاع مئات أشجار الزيتون والاعتداء على رعاة الأغنام كما حصل في منطقة مسافر يطا وقريتي دوما وكفر مالك، والشروع في بناء كنيس يهودي في وادي الربابة في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى في القدس.

ورأت أن “هذه الانتهاكات والاعتداءات تعكس إصرارا رسميا إسرائيليا للاستمرار في تصعيد الأوضاع وإمعانا في تنفيذ مخططاتها لتكريس الاحتلال وتعميق أبنية منظومة الفصل العنصري وتصعيد الاستهداف للمسجد الأقصى لتكريس تقسيمه الزماني على طريق تقسيمه مكانيا”.

وحمّلت الخارجية الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية برئاسة نفتالي بينيت المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذا التصعيد المتواصل.

وقد استنكر مسؤولون فلسطينيون الثلاثاء تهديد جماعات استيطانية برفع العلم الإسرائيلي خلال اقتحام المسجد الأقصى في ذكرى ما يسمونه “يوم الاستقلال”.

وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ في تغريدة على تويتر إن “رفع العلم الإسرائيلي وغناء النشيد الوطني في الحرم الشريف تحد صارخ لمشاعر الفلسطينيين والعرب والمسلمين”.

وأضاف أن “تهديد المستوطنين بذلك هو استمرار لحملات متطرفة عنصرية تسعى لتكريس التقسيم في الحرم الشريف، وإشعال حرب وطنية دينية في المنطقة”.

من جهته، قال قاضي قضاة فلسطين، والمستشار الرئاسي للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش إن تهديد المستوطنين هو اعتداء صارخ على مقدسات المسلمين.

وأضاف أن سياسات الاحتلال “ستقود لإشعال الحرب الدينية في المدينة المقدسة، بسبب محاولات فرض معادلات جديدة على أرض الواقع، مثل التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى”.

كما أكد وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني حاتم البكري أن ما يجري هو “إساءة لمقدساتنا واعتداء صارخ عليها، وتحد صارخ لمشاعر المسلمين في فلسطين والعالمين العربي والإسلامي”.

ودعا البكري المجتمع الدولي إلى وضع حد لهذه الاعتداءات، التي قال إنها تزداد بشكل منهجي ومخطط له.

ومن بين تلك الجماعات الاستيطانية، قالت جماعة “نشطاء لأجل الهيكل” إنها تدعو إلى “الاحتفال بالاستقلال في جبل الهيكل (في إشارة إلى المسجد الأقصى) والتلويح بالعلم وترديد النشيد الإسرائيلي”.

وشهد المسجد الأقصى خلال شهر رمضان توترات شديدة مع اقتحامات إسرائيلية متعددة لباحاته، خلفت عشرات الجرحى والمعتقلين الفلسطينيين.

وتحتفل إسرائيل في الخامس من مايو/أيار من كل عام بذكرى تأسيسها عام 1948 التي تمثلت في نكبة الشعب الفلسطيني إثر الحرب التي أدت لتهجير الفلسطينيين وطردهم من قبل العصابات الصهيونية المسلحة.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.