رفض مئات من عناصر حفظ السلام التابعين للأمم المتحدة المنحدرين من إقليم تيغراي الإثيوبي العودة إليه خوفا على سلامتهم وطلبوا اللجوء في السودان، ما يسلّط الضوء على الانقسامات العرقية العميقة.

وحتى العام الماضي، كانت القوات الإثيوبية تمثّل غالبية عناصر البعثة المكوّنة من 4 آلاف عضو في منطقة أبيي المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان.

وتم الاستغناء عن القوة الإثيوبية بأخرى متعددة الجنسيات على وقع تدهور العلاقة بين أديس أبابا والخرطوم على خلفية نزاع على الأراضي وسد النهضة الذي شيّدته إثيوبيا على النيل الأزرق ويخشى السودان من أنه سيهدد قدرته على الوصول إلى المياه.

وقال ناطق باسم قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في نيويورك إن معظم القوات الإثيوبية عادت، لكن بعض أفرادها طلبوا اللجوء.

وأوضح المصدر أن “عددا من عناصر قوات حفظ السلام قرروا عدم العودة ويسعون للحصول على حماية دولية. تتولى الأمم المتحدة حمايتهم في مكان آمن”.

وتابع أن “مسؤولية منحهم اللجوء السياسي تقع على عاتق السلطات السودانية التي تحصل على مساعدة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في استقبال هؤلاء الأفراد”.

وتقدّم 528 جنديا إثيوبيا من تيغراي بطلبات لجوء في السودان، وفق الماجور غيبري كيداني، وهو عنصر حفظ سلام سابق من تيغراي. وأكد اثنان من رفاقه العدد لوكالة الصحافة الفرنسية.

وفي تفسيره لقراره التقدّم بطلب للجوء في مطلع مارس/آذار الماضي، قال كيداني (40 عاما) في مكالمة هاتفية مع الوكالة بينما كان في أبيي “العودة إلى إثيوبيا ليست آمنة ونريد أن نكون صوت شعب تيغراي” أمام المجتمع الدولي.

ومنذ أرسل رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد قوات إلى تيغراي في نوفمبر/تشرين الثاني 2020 ردا على ما قال إنها هجمات نفّذها المتمردون على معسكرات للجيش، أحدث النزاع انقساما في البلد متعدد العرقيات.

وأعقب النصرَ المبكر الذي حققته السلطات ضد “جبهة تحرير شعب تيغراي” -التي حكمت إثيوبيا لنحو 30 عاما حتى العام 2018- صعودٌ للمتمرّدين في يونيو/حزيران الماضي، عندما استعادوا السيطرة على تيغراي وتوسّعوا في مناطق مجاورة.

وتواصلت الحرب منذ ذلك الحين، بينما توقفت الخدمات الأساسية في تيغراي لعدة أشهر، فيما تصل المساعدات ببطء شديد بعدما اتفق الجانبان على هدنة إنسانية مشروطة أواخر مارس/آذار الماضي.

وتم تطهير صفوف الجيش الفدرالي من الضباط المنحدرين من تيغراي بعد وقت قصير من اندلاع الحرب، بينما أفاد سكان تيغراي عن تعرّضهم لعمليات توقيف تعسفية في أديس أبابا.

وقال غيبري كيداني، الذي يقيم في أبيي منذ يوليو/تموز 2020، “عاد عناصر من قوات حفظ السلام من تيغراي في الماضي إلى إثيوبيا. تم توقيف بعضهم وقتل البعض الآخر”.

وتابع “يعيش أهالي تيغراي في الظلام بينما يراقبهم المجتمع الدولي بصمت. نريد أن نلفت انتباه.. المجتمع الدولي”.

وأفاد ضابط آخر من تيغراي بأنه طلب أيضا اللجوء على غرار رفاقه، لكنه رفض الإدلاء بأي تصريحات أخرى خشية تعرّض أفراد عائلته إلى أعمال انتقامية.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.