جوهانسبرغ – دانت حكومة جنوب أفريقيا اغتيال الصحفية في شبكه الجزيرة شيرين أبو عاقلة على يد القوات الإسرائيلية، وأشار المدير العام لدائرة العلاقات الدولية والتعاون في الحكومة زين دانور إلى أن استهداف الصحفيين في الأراضي المحتلة وفي مناطق الصراع مثل أوكرانيا وأفغانستان جزء من سياسة إسكات الصحافة الحرة ومخالفة صريحة للقانون الدولي.

وأكد دانور، في بيان لوسائل الإعلام، أن العمل الاحتجاجي في حالة الاحتلال يعدّ أحد الطرق القليلة التي يمكن للفلسطينيين بها إيصال أصواتهم، مشيرا إلى أن “القانون الدولي لحقوق الإنسان يُلزم سلطة الاحتلال بالسماح بحرية التعبير والاحتجاجات”.

زين دانور يتسلم وثيقه الاحتجاج على اغتيال شيرين أبو عاقله من قبل المتظاهرين الجنوب أفريقيين (الجزيرة)

ذكريات الفصل العنصري

في هذا السياق يشير مدير مركز الدراسات الجنوب أفريقية والشرق أوسطية نعيم جينا إلى أن الهجوم على جنازة شيرين أبو عاقلة أعاد لذاكرة العديد من مواطني جنوب أفريقيا مهاجمة قوات الأمن في جنوب أفريقيا جنازات الناشطين السود في سبعينيات القرن الماضي وثمانينياته.

ويوضح جينا، في حديثه للجزيرة نت، أن هذا مثال آخر على الكيفية التي يرى بها سكان جنوب أفريقيا الفصل العنصري في تصرفات إسرائيل ضد الفلسطينيين.

ويضيف أنه “عندما ينظر السود في جنوب أفريقيا إلى معاملة الاحتلال الإسرائيلي للفلسطينيين يتذكرون كيف كانوا هم منذ عقدين أو ثلاثة، لكن يبقى أن القمع الإسرائيلي للفلسطينيين أسوأ مما واجهه السود في بلادنا”.

وعبّرت الكاتبة والناشطة زبيدة جعفر عن استيائها بسبب الهجوم الفظيع على جنازة الصحفية شيرين أبو عاقلة.

وتؤكد الكاتبة في منشوراتها على مواقع التواصل الاجتماعي أن الحادثة ذكّرتها بالناشط الجنوب أفريقي ضد نظام الفصل العنصري آشلي كرييل؛ عندما أطلقت الشرطة النار على التابوت، وحاولت إزالة علم حزب المؤتمر الوطني الأفريقي عن التابوت بالقوة في عام 1987.

في حين غرد الكاتب توني كارون قائلا إن الشرطة هاجمت عام 1987 نعش آشلي كرييل للاستيلاء على علم حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الذي لفّه؛ مثلما هاجمت شرطة الاحتلال الإسرائيلي اليوم نعش شيرين أبو عاقلة، في محاولة للاستيلاء على الأعلام الفلسطينية، مبيّنا أن “أنظمة الفصل العنصري تشنّ الحرب على ضحاياها حتى بعد الموت”.

وكان رجل الدين الجنوب أفريقي ومدير لجنة الكنائس للشؤون الدولية في مجلس الكنائس العالمي فرانك شيكاني ذكر أن اغتيال شيرين أبو عاقلة في رأيه “لا يقارن إلا بجرائم اغتيال القيادات السياسية في جنوب أفريقيا لفظاعته”.

ويوضح شيكاني، في حديثه للجزيرة نت، أن اغتيال شيرين ما هو إلا تذكير له بطمس الهوية والتعتيم على الحقيقة.

نعيم جينا يلقي كلمة في مظاهره احتجاجية على اغتيال الزميلة شيرين أبو عاقلة (الجزيرة)

اعتداء على الحرية

وأصدر المنتدى الأفريقي المتخصص بالفكر التقدمي لعموم أفريقيا بيانا شديد اللهجة حول اغتيال شيرين أبو عاقلة، واصفا ما حدث بـ”الاعتداء الحقير على الحرية”.

ويشير المتحدث الرسمي باسم المنتدى الأفريقي ديفيد مونياه إلى أنه يجب تحميل قوات الأمن الإسرائيلية المسؤولية عن الاعتداءات “الإجرامية” العنيفة المتزايدة على الشعب الفلسطيني.

ويقول مونياه، للجزيرة نت، إن “المنتدى مجبر على التحدث علنا ضد الاغتيال المخزي للصحفية شيرين أبو عاقلة، وإن أشكال العنف السادية التي وجّهت ضد المعزّين، بما في ذلك اقتحام منزل الأسرة الثكلى، ما هي إلا تذكير صادم لأبناء جنوب أفريقيا بأهوال وحشية الفصل العنصري”.

ويضيف أن “الأدلة الدامغة على أن الرصاصة التي قتلت شيرين أطلقها قناص إسرائيلي تشير إلى مؤامرة خُطّط لها من قبل لإزالة صوت العدالة عن الحقوق الفلسطينية، الذي سلط الضوء منذ مدة طويلة على العدوان المفرط للاحتلال الإسرائيلي لإسكات المعارضة وإخضاع الشعب الفلسطيني”.

من صفحه الكاتبة زبيدة تحكي فيها عن تجربتها في دعم القضية الفلسطينية (مواقع التواصل الاجتماعي)

مساءلة واجبة

ويبيّن مونياه أن “هذه الاعتداءات الشائنة على النضال الفلسطيني من أجل مطالب الحرية والعدالة هي اعتداء على كل مواطن من شعب جنوب أفريقيا”، مضيفا أن “هزيمة نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا علّمتهم أنه ما لم يتم إنهاء سياسة الإفلات من العقاب بالمساءلة فسوف يستمر الشر في الانتصار”.

وقال ناشطون في البلاد -في بيان لهم- إنه “يجب عزل دولة الفصل العنصري الإسرائيلية وكشفها، فقد أدى مقتل المناضل ستيف بيكو على يد النظام الجنوب أفريقي إلى تحفيز قوى التحرير المناهضة للفصل العنصري”، ودعوا الناشطين الفلسطينيين إلى تكثيف جهودهم لوضع حد حاسم للفصل العنصري الإسرائيلي.

في حين ذكر امتياز كاجي ابن شقيق أحمد تيمول (قُتل على يد شرطة أمن الفصل العنصري في جنوب أفريقيا بإلقائه من الطابق العاشر من مركز شرطة جون فورستر سكوير في جوهانسبرج) أن “إسرائيل مثال آخر تطبيقي عن دولة الفصل العنصري التي عايشوها في جنوب أفريقيا”.

ويشير كاجي، للجزيرة نت، إلى أن الصور المؤلمة التي شاهدها العالم ذكّرته بالظلم الذي حدث مع عمّه أثناء الفصل العنصري وأن هذا لا ينبغي أن يستمر”.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.