أدانت دول عربية وإسلامية اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى واعتداءها على المصلين داخله، في حين دعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى ضبط النفس واحترام الوضع الراهن للأماكن المقدسة في القدس المحتلة.

فقد صدرت الجمعة بيانات تنديد بالاعتداءات الإسرائيلية عن كل من السعودية وقطر والكويت وسلطنة عمان ومصر والجزائر ولبنان، كما صدرت إدانة مماثلة من مجلس التعاون الخليجي ومنظمة التعاون الإسلامي.

وصدرت هذه المواقف بعيد عملية الاقتحام الجديدة للمسجد الأقصى التي أسفرت عن إصابة أكثر من 150 فلسطينيا واعتقال نحو 500 آخرين.

وفي أبرز المواقف، أعربت الخارجية السعودية عن إدانة واستنكار المملكة لإقدام قوات الاحتلال الإسرائيلي على اقتحام المسجد الأقصى، معتبرة هذا التصعيد الممنهج اعتداء صارخا على حرمة المسجد الأقصى ومكانته في وجدان الأمة الإسلامية.

كما نددت الخارجية القطرية بشدة اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين، مؤكدة موقف دولة قطر الثابت من عدالة القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بما في ذلك الحق الكامل في ممارسة شعائره الدينية دون قيد.

بدورها، أدانت الخارجية المصرية اقتحام القوات الإسرائيلية المسجد الأقصى، وأكدت ضرورة ضبط النفس وتوفير الحماية الكاملة للمصلين المسلمين.

وفي مصر أيضا، ندد الأزهر بالسماح للقوات الإسرائيلية باقتحام المسجد الأقصى وانتهاك ساحاته.

من جانبها، اعتبرت الخارجية الجزائرية الاعتداءات الإسرائيلية انتهاكا فاضحا لقدسية وحرمة المسجد وتعديا سافرا على كل القرارات والمواثيق الدولية ذات الصلة.

وفي السياق ذاته، أدانت الخارجية الأردنية بشدة اقتحام الشرطة والقوات الخاصة الإسرائيلية المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين.

وبينما قال مجلس التعاون الخليجي إن الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى تشكل انتهاكا صارخا وتصعيدا خطيرا، قالت منظمة التعاون الإسلامي إن الاحتلال مسؤول بشكل كامل عن أي تداعيات قد تحدث خلال الأيام المقبلة.

وقد شارك مئات الأردنيين الجمعة في وقفة احتجاجية قرب سفارة تل أبيب بالعاصمة عمان تنديدا بالانتهاكات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى والمصلين فيه.

وفي موريتانيا، شارك المئات في وقفة احتجاجية بالعاصمة نواكشوط للتنديد بالاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة، استجابة لدعوة “المبادرة الطلابية لمناهضة الاختراق الصهيوني والدفاع عن القضايا العادلة”.

وفي تونس، استنكرت حركة النهضة ما وصفتها بالجرائم الإسرائيلية بحق المدنيين الفلسطينيين، وخاصة استباحة المسجد الأقصى في شهر رمضان، ودعت المجتمع الدولي لفرض احترام المقدسات، ووقف الاعتداءات على المسجد الأقصى والمصلين داخله، وفق ما جاء في بيان أصدرته الحركة الجمعة.

مواقف إسلامية

وفي إطار ردود الفعل أيضا، أكدت الخارجية التركية أهمية عدم السماح بالاستفزازات والتهديدات ضد مكانة وروحانية المسجد الأقصى.

من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن ما يجري في المسجد الأقصى يؤكد عجز إسرائيل أمام مقاومة الفلسطينيين الحية.

وأضاف عبد اللهيان خلال اتصال مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية أن الاعتداء على المسجد الأقصى هو أحد نتائج تطبيع بعض دول المنطقة مع إسرائيل.

وفي السياق، ندد المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان الأفغانية باعتداءات الاحتلال على الفلسطينيين في المسجد الأقصى، داعيا المجتمع الدولي لاتخاذ خطوات عملية لوقف الفظائع الإسرائيلية.

أميركا وأوروبا والصين

على صعيد المواقف الدولية، أصدرت الخارجية الأميركية الجمعة بيانا عبرت فيه عن قلقها الشديد مما وصفته بالعنف في القدس.

ودعت الخارجية الأميركية جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتجنب الأفعال والخطابات الاستفزازية، كما دعت جميع الأطراف إلى الحفاظ على الوضع التاريخي في القدس.

وفي وقت سابق الجمعة، أصدرت السفارة الأميركية في إسرائيل بيانا حثت فيه جميع الأطراف على العمل سويا لضمان الهدوء والاستمتاع بجميع الأعياد الدينية، ودعت لتفادي تصعيد التوترات.

من جانبه، قال الاتحاد الأوروبي إنه يتابع بقلق بالغ التصعيد في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية والمواجهات في المسجد الأقصى.

ودعا لوقف فوري “لأعمال العنف”، وحث على احترام الوضع الراهن للأماكن المقدسة.

كما دعت كل من ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا -في بيان مشترك- إلى احترام الوضع الراهن التاريخي للأماكن المقدسة في القدس، وأكدت أهمية دور الأردن الخاص في هذا الصدد.

من جهتها، عبرت الخارجية الصينية عن قلقها بشأن الخسائر المدنية الناجمة عن تصاعد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وطالبت جميع الأطراف المعنية بممارسة الهدوء وضبط النفس لمنع التصعيد وخروج الوضع عن السيطرة.

بدوره، عبر المنسق الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند عن القلق العميق إزاء تدهور الوضع الأمني في القدس، وحث سلطات الطرفين على الحد من التصعيد فورا وتهدئة الأوضاع ومنع المزيد من استفزازات المتشددين.

وفي نيويورك، قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن الأمين العام أنطونيو غوتيريش جدد التأكيد على ضرورة ممارسة القوات الإسرائيلية لأقصى درجات ضبط النفس، مشيرا إلى أنه يجب التحقيق بسرعة وبشكل شامل في كل حالة استخدام للقوة.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.