بدأت عدد من دول العالم خطوات عملية لإجلاء رعاياها من السودان خلال الهدنة المعلنة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي بدأت أمس الجمعة أول أيام عيد الفطر وتستمر 3 أيام.

في اليابان، غادرت طائرة نقل عسكرية نقل من طراز “سي- 130 جيه” (C-130J) تابعة لقوة الدفاع الذاتي الجوية اليابانية قاعدة كوماكي الجوية متوجهة إلى جيبوتي استعدادا لإجلاء المواطنين اليابانيين من السودان.

ورجح وزير الدفاع الياباني ياسوكازو هامادا إرسال طائرة نقل أخرى وطائرة تزود بالوقود للغرض نفسه. مضيفا أن 5 من “منسقي الاتصال” التابع لقوات الدفاع الذاتي، توجهوا إلى جيبوتي على متن رحلة تجارية لجمع المعلومات وتحديد طرق الإخلاء وتفاصيل أخرى عن المهمة.

وقال هامادا إن الحكومة تدرس خيارات متعددة، بما في ذلك استخدام مركبات قوات الدفاع الذاتي لنقل المواطنين اليابانيين في السودان إلى مطار آخر، خصوصا أن هناك تقارير تفيد بأن المطارات المدنية تعرضت لأضرار بالغة إلى جانب القواعد العسكرية، مما يصعّب على الناس الهروب من أعمال العنف.

وللغرض نفسه، توجهت طائرة عسكرية كورية جنوبية من طراز “سي- 130 جيه” وعلى متنها 50 فردًا من أفراد الطواقم الأمنية والطبية إلى جيبوتي، إذ تم إغلاق مطار العاصمة السودانية الخرطوم حاليا.

وقالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية -في بيان لها- “بينما تخطط طائرات النقل وأفراد الطاقم للبقاء على حالة استعداد في قاعدة عسكرية أميركية في جيبوتي ومراقبة الوضع، فإنهم سيعطون الأولوية لدعم عملية الإجلاء”.

وفي وقت سابق أمس الجمعة، أمر الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول باتخاذ إجراءات سريعة لحماية الكوريين الجنوبيين في البلاد، ومن بين ذلك إرسال طائرات عسكرية.

وقالت وزارة الخارجية في سول أيضا إنها قررت رفع مستوى التحذير من السفر إلى السودان إلى المستوى 4، وهو أعلى مستوى في نظام التحذير من السفر الحكومي ذي المستويات الأربعة.

وحسب وكالة يونهاب الكورية الجنوبية، كان إجمالي عدد الكوريين الجنوبيين في السودان 25 شخصا اعتبارا من الثلاثاء الماضي.

نزوح داخلي في الخرطوم باتجاه مناطق بعيدة عن بؤر المعارك بين الجيش والدعم السريع (الأوروبية)

ترتيبات أميركية وأوروبية

وفي الخرطوم، قال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السودانية عبد الرحمن خليل إن اتصالات تجري مع دول غربية أبدت رغبتها في إجلاء رعاياها من السودان، ومن بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر سودانية القول إن إجلاء رعايا عدد من الدول سيتم خلال الهدنة المعلنة، التي بدأت أمس الجمعة أول أيام عيد الفطر وتستمر 3 أيام.

وأشارت المصادر إلى إجراء مشاورات لتحديد مطار مدينة عطبرة (310 كيلومترات شمال شرقي العاصمة) بديلا مؤقتا لمطار الخرطوم لتسهيل عملية الإجلاء، وذلك بسبب عدم صلاحية الأخير.

من جهتها، أعلنت قوات الدعم السريع استعدادها لفتح جميع مطارات السودان أمام حركة الملاحة الجوية بشكل جزئي، وذلك لتمكين الدول التي تود إجلاء رعاياها من نقلهم بسلام.

وفي واشنطن، ذكرت وزارة الخارجية الأميركية -أمس الجمعة- أن المعارك الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تجعل من أي محاولة لإجلاء طاقم السفارة في الخرطوم “عملية محفوفة بالمخاطر”.

وسعت الخارجية الأميركية إلى جمع الموظفين الأميركيين في مكان واحد في العاصمة السودانية لتوفير حماية أفضل لهم من المعارك، ولاستكمال الاستعدادات لعملية إجلاء محتملة.

من جانبه، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن ما تركز عليه الإدارة الأميركية هو التأكد من الاستمرار في ما وصفه بالتخطيط الحكيم بشأن السودان، والحفاظ على أكبر عدد ممكن من الخيارات للرئيس جو بايدن في ما يتعلق بإجلاء موظفي السفارة.

وأضاف الوزير أوستن أن وزارة الدفاع (بنتاغون) نشرت قوات “في مسرح العمليات لضمان توفير أكبر عدد ممكن من الخيارات إذا طُلب منها القيام بشيء ما في السودان”.

وفي السياق نفسه، قال البنتاغون إن رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي بحث في اتصال هاتفي مع رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان سلامة المواطنين الأميركيين، وتطورات الوضع في السودان.

وأول أمس الخميس، صرحت وزارة الدفاع الأميركية بأنها بصدد حشد قوات في المنطقة من أجل عملية إجلاء يعتقد أنها ستدار من قاعدة أميركية في جيبوتي التي تقع على بعد 1126 كيلومترا جنوب شرق الخرطوم.

وجاء في بيان الوزارة “نحن بصدد نشر قدرات إضافية في المنطقة لحالات طوارئ على صلة بضمان أمن الموظفين الأميركيين في السفارة، وتسهيل مغادرتهم المحتملة للسودان”.

من جانبها، أفادت قناة “سكاي نيوز” (Sky News) البريطانية بأن لندن تضع قوات وطائرات في وضع استعداد بقاعدة عسكرية في الخارج في حال الحاجة إليها لإجلاء موظفي السفارة والرعايا البريطانيين من السودان.

بدورها، نقلت “فايننشال تايمز” (Financial Times) -عن مسؤول غربي يعمل على إجلاء الدبلوماسيين الأوروبيين- أنه لا خيارات جيدة حاليا يمكن الثقة بها من أجل تنفيذ إجلاء آمن.

وكان مسؤول أوروبي تحدث لوكالة الأنباء الفرنسية عن محاولة تنسيق عملية إجلاء محتملة لمواطنيه من السودان، وأضاف أن الأوضاع الأمنية الحالية لا تساعد على المضي قدما في مثل هذه العملية التي تحتاج إلى وقف إطلاق نار لمدة 3 أيام.

وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي يتابع التطورات عن كثب انتظارا للحظة المناسبة لبدء عملية الإجلاء.

والأربعاء الماضي، تخلت ألمانيا عن محاولة لإجلاء مواطنيها من السودان، وفق أسبوعية “دير شبيغل” (Der Spiegel) الألمانية التي ذكرت أن 3 طائرات شحن عسكرية -قادرة على نقل نحو 150 مواطنا ألمانيا- كانت متّجهة إلى السودان، لكن أوامر صدرت بأن تعود أدراجها.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.