بعد نحو أسبوع من الحرب على قطاع غزة، قضى الطبيب مدحت صيدم جميع أيامه في المستشفى يداوي الجرحى والمصابين، قرر العودة إلى أسرته لقضاء بعض الوقت معهم ويطمئن عليهم، لكن الموت كان ينتظره هو وكل أفراد اسرته، بعد أن استهدف القصف الإسرائيلي منزلهم الذي يقع قرب المستشفى.

ويعمل صيدم جراح تجميل وحروق، وحسب زميله الطبيب أحمد مخللاتي، فإنه موجود في الخدمة منذ 25 سنة، وشهد أغلب الحروب والتصعيدات السابقة في القطاع، وكان متفانيا في عمله.

ويقول مخللاتي إن صيدم كان دائما في المستشفى طيلة أيام الحروب، ويوم استشهاده أوقفوا غرفة الترميم والحروق، فاستأذن للذهاب إلى منزله لرؤية أهله بعد أن غاب عنهم أسبوعا، وقرر المبيت تلك الليلة معهم فقصف المنزل واستشهدوا جميعا.

وتحدث مخللاتي عن روح زميله الفقيد الإيجابية في العمل، ودعمه الدائم لهم في قسم التجميل والحروق، حيث كان يمثل 50% من طاقة القسم، معتبرا رحيله يمثل فقدا لقيمة كبيرة في الكادر ومستشفى الشفاء بشكل كامل.

واعتبر مخللاتي استهداف الأطباء في الحرب على قطاع غزة عمل ممنهج ومتعمد من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، وهو مستمر ومعتاد في كل الحروب، ومن ثم فإنه يرى أن الطبيب مدحت لم يكن الأول ولن يكون الأخير، لافتا إلى أنه تم استهداف 10 أطباء على الأقل خلال هذه الحرب.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.