قبل أيام، نشر مارك زوكربيرغ، المدير التنفيذي لشركة ميتا، صورة عائلية تجمعه بزوجته وبناته ماكسيما وأوغست وأوريليا.

كانت الصورة العائلية الدافئة تقليدية إلى حد كبير، تجمع أبا وأما مثاليين و3 أطفال، غير أن زوكربيرغ أخفى وجهَي ابنتيه من خلال إضافة الرموز التعبيرية (إيموجي).

وتعرض الملياردير الشاب للانتقادات، لا سيما أنه قرر إخفاء وجهَي ابنتيه لمخاوف تتعلق بالخصوصية وأضرار مشاركة صور الأطفال عبر الإنترنت، بينما أنشأ منصات اجتماعية تسمح للآباء بنشر صور أطفالهم بلا رقابة.

لكن زوكربيرغ ليس الوحيد من بين المشاهير الذين يحظرون نشر صور أطفالهم على الإنترنت. بريانكا شوبرا، وكريس برات، وجيجي حديد، اختاروا أيضا لأطفالهم الابتعاد عن الشهرة من خلال حجب صورهم، حتى إن الممثلة الأميركية جينفر غارنر قالت في تصريح سابق لها “اخترت الحياة العامة، لكن أطفالي لم يختاروها”.

وتقول ألكسندرا هاملت -وهي مختصة نفسية- لشبكة “سي إن إن” (CNN) “إن زوكربيرغ كان حريصا على عدم مشاركة موقع عائلته أو هويات أطفاله في الصورة (…) وهو ما يعني أن مسؤولية حماية أطفالنا على الإنترنت تقع على عاتق الآباء”.

وقد لا يدرك بعض الآباء أن عرض صور أطفالهم ربما يسبب لهم مشكلات جوهرية على مر السنين، فالصورة التي تبدو مرحة وعفوية اليوم؛ قد تكون محرجة للطفل بعد سنوات، كما أن الخطر الناجم عن نشر صور الأطفال على الإنترنت لا ينتهي فقط عند المواقف المحرجة، فقد أثار عدد متزايد من الآباء والخبراء مخاوف بشأن مخاطر مشاركة هذه الصور على وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك إمكانية تعريض الأطفال للخطر الاختطاف والسرقة والتنمر وجمع المعلومات، ومخاطر تقنية التعرف على الوجه.

ويتفهم كيفن راوندي، كبير المديرين الفنيين والباحثين في شركة “نورتون” (Norton)، وهي علامة تجارية للسلامة عبر الإنترنت تابعة لشركة “جين” (Gen)، الرغبة في نشر اللحظات العائلية والمناسبات المميزة التي تتضمن صور الأبناء، لذا فهو ينصح الآباء بعرض مجموعة من الأسئلة على أنفسهم قبل نشر الصور: من سيرى ما تشاركه من معلومات حول أطفالك؟ وما الهدف من النشر؟

إذا كنت تشعر بعدم الارتياح من مشاهدة شخص واحد من قائمة أصدقائك لهذه الصور، فلا تنشرها، وفق راوندي.

قد لا يدرك بعض الآباء أن عرض صور أطفالهم ربما يسبب لهم مشكلات جوهرية على مر السنين (بيكسلز)

لا تجعل أطفالك فريسة للغرباء

ننبه دائما أطفالنا بعدم التحدث إلى الغرباء، لكننا نعرضهم لخطر تعرف الغرباء على تفاصيل حياتهم، بداية من ملامح الوجه، أفراد العائلة، الحالة المادية للعائلة، محل السكن، اسم المدرسة والنادي وأماكن الأنشطة الرياضية التي يمارسونها، ومناسباتهم الخاصة كعيد الميلاد، ودوائر الأصدقاء وأماكن التنزه والسفر.

قد تشعر للوهلة الأولى أن صورة بسيطة على إنستغرام أو فيسبوك قد لا تمنح المتلصصين كل هذه المعلومات عن طفلك، لكن تخيل أن شخصا ما قرر تتبع حياتك من خلال ما تنشره على مواقع التواصل بهدف خبيث، فيكفي مجموعة صور لمناسبة عائلية للكشف عن معظم التفاصيل السابقة، من خلال خلفية الصورة، وبعض الأشخاص الحاضرين بالمناسبة، وربما توقيت ومكان المناسبة، التي بالضرورة قد ترمز إلى المستوى الاجتماعي والمادي للعائلة.

ضحايا التنمر

يصاب 37% من الأطفال بالاكتئاب نتيجة تعرضهم للتنمر عبر الإنترنت، وقال 19% من الطلاب الذين تعرضوا للتنمر عبر الإنترنت إن التجربة أثرت سلبا على مشاعرهم تجاه أنفسهم. لذا فلا تكن سببا في تعرض أطفالك للإيذاء النفسي من خلال تعليقات بعض الخبثاء على صور أو مقاطع فيديو أو منشورات متعلقة بأطفالك، لا سيما في المنشورات العامة التي تتيح للجميع إبداء الرأي أو التعبير عن المشاعر السلبية، كالسخرية من مظهر أو ملامح طفلك.

يصاب 37% من الأطفال بالاكتئاب نتيجة تعرضهم للتنمر عبر الإنترنت (بيكسلز)

اعرف حقوق طفلك

قبل 20 عاما، تم إنشاء “قانون حماية خصوصية الأطفال على الإنترنت” (COPPA) لمنح الآباء السيطرة على المعلومات التي يتم جمعها من أطفالهم عبر الإنترنت. ويشترط هذا القانون من مواقع الويب والخدمات عبر الإنترنت الحصول على موافقة الوالدين قبل جمع المعلومات الشخصية من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 13 عاما.

وبموجب القانون، يحق للآباء مراجعة معلومات أطفالهم وحذفها. ولذلك لا تساعد طفلك على تغيير بياناته وسنة ميلاده ليتمكن من الدخول على منصات التواصل الاجتماعي ومواقع الألعاب.

أفضل الممارسات للوالدين عبر الإنترنت

الرغبة في توثيق اللحظات الخاصة لأفراد عائلتك قد لا يمكن مقاومتها في بعض الأحيان، لذا هناك بعض النصائح التي ينبغي وضعها في الاعتبار إذا نشرت صور أطفالك.

احترم خصوصية طفلك: عندما تشارك صورة أو مقطع فيديو لطفلك، فأنت تختار نيابة عنه بدون موافقته. ابنِ الثقة مع طفلك من خلال ضمان احترامك وإدراكك لما تشاركه عنه.

اطلب من الأصدقاء والعائلة تقييد نشر صور طفلك: امنع الآخرين من نشر صور أطفالك بوضوح، خاصة إذا كانت منشوراتهم عامة ومتاحة للجميع، ويمكن أن تطلب منهم إخفاء وجوه الأطفال، كحد أدنى من الخصوصية.

توقف عن تحديد موقعك: لست بحاجة إلى تنبيه الناس إلى المكان الذي يمكنهم العثور فيه على طفلك في تلك اللحظة بالذات. إذا كنت تريد توثيق موقع ما، فانتظر حتى تغادر. والأفضل ألا تحدد موقعك على الإطلاق.

حدد دائرة الأصدقاء: إذا كان الهدف هو توثيق المناسبات السعيدة، فعليك مشاركة تلك اللحظات مع المقربين فقط، إما من خلال تحديد الأشخاص المسموح لهم بمشاهدة الصور، أو إنشاء حساب شخصي آخر يتضمن قائمة محدودة من الأصدقاء.

ربما لا يستطيع أطفالنا حماية أنفسهم بأنفسهم، وهو ما يلقي على الأبوين مسؤولية وقايتهم من التعرض لمخاطر العالم الافتراضي، تماما مثل مسؤولية حمايتهم في الواقع.


المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.