نقلت صحيفة روسية عن مجلة فوربس الأميركية أن القوات الأوكرانية تكبدت خسائر كارثية خلال محاولتها تجاوز حقول ألغام روسية في مالايا توكماتشكا بجنوب أوكرانيا، وأن المراقبين تفاجؤوا بتلك الخسائر، وهو ما حاولت الصحيفة تفسير أسبابه.

وأوضحت صحيفة غازيتا الروسية (Gazeta) في تقرير لها أن فوربس أوردت أن الألغام الروسية دمرت في بداية المعركة 3 دبابات “ليوبارد آر 2” وعددا من كاسحات الألغام البريطانية “ويسانت 1إم سي”، وكذلك عدة مركبات “برادلي إم-2” الأميركية، كما تم تحييد القوات التي دخلت حقول الألغام وتعرضت لنيران المدفعية الروسية على الفور، مضيفة أن الجنود الأوكرانيين قفزوا من مركباتهم المعطلة وحاولوا جرّ القتلى والجرحى، وانتشلت فرق الإنقاذ على متن مركبات “برادلي إم-2” الناجين.

وأضافت غازيتا أن القوات الأوكرانية التي حاولت عبور حقل الألغام في الثامن من يونيو/حزيران خسرت ما يقارب 5 مركبات مشاة قتالية أميركية من طراز برادلي إم-2 و5 مركبات من طراز ليوبارد 2 إيه 6 ونصف مركبات ليوبارد 2 آر خلال ساعة أو ساعتين من بدء القتال.

خسارة تعادل كتيبة كاملة

وأشارت الصحيفة الروسية إلى أن هذا الهجوم الفاشل أسفر عن خسارة تعادل كتيبة كاملة، وقالت إن إصلاح المركبات المدرّعة سيستغرق أسابيع إن لم يكن أشهرا، وإن بعضها لن يعود إلى الخدمة مجددا، كما أن الخسائر البشرية بلغت عشرات القتلى من القادة والجنود الأوكرانيين.

وأورد التقرير أن حقل الألغام يُعتبر من أكبر أنواع حواجز التفجير، وهو عبارة عن قطعة أرض تزرع فيها ألغام من نوع واحد أو أكثر بترتيب معين أو بشكل عشوائي، ومن أبرز خصائصه أنه يكون كثيف العوائق. وقد كان حقل الألغام في منطقة مالايا توكماشكا مليئا بألغام “تي إم-62 إم” المضادة للدبابات المنتشرة على بعد “بضعة أقدام” (أقل من متر) من بعضها البعض.

ألغام فتاكة وشديدة الانفجار

وأضافت أن هذه الألغام شديدة الانفجار تم تطويرها في ستينيات القرن الماضي، ويمكن تثبيتها يدويا أو آليا. وهذا السلاح القديم الفتّاك يضمن تعطيل أي مركبة تصطدم به سواء كانت سيارة مصفحة أو دبابة. بالإضافة إلى ذلك تم استخدام ألغام “تي إم-89” التراكمية شديدة الانفجار المضادة للدبابات التي دخلت الخدمة في عام 1993، وهي قوية لدرجة أنها قادرة على اختراق درع بسماكة 200 مليمتر، وتستهدف جوانب المركبات المدرعة حيث تكون الدروع أضعف بكثير.

وأوضح التقرير أن الجيش الروسي يستخدم آلية زراعة الألغام “جي إم زد-3” التي تقوم بتثبيتها على سطح الأرض دون تمويه أو في باطنها بالتمويه، كما يستخدم تقنية زراعة الألغام عن بعد للتشكيل السريع لحقول الألغام في المناطق الخطرة بشكل خاص على مسافة 5 إلى 15 كيلومترا عن طريق صواريخ خاصة.

الألغام من العقبات الرئيسية

ووفقا لخبراء غربيين، تعتبر كثافة حقول الألغام وجودتها وبراعة تثبيتها من بين العقبات الرئيسية التي حالت دون نجاح العملية الهجومية الأوكرانية. وقد وعدت الولايات المتحدة بأن تتضمن الحزمة التالية من المساعدة العسكرية عددا إضافيا من المركبات القتالية برادلي إم-2 تعويضا عن الخسائر التي تكبّدتها القوات الأوكرانية في الهجوم الأخير. لكن الحلفاء الأوروبيين لن يتمكنوا في هذه المرحلة من توفير دبابات ليوبارد 2 إيه 6 وكاسحات الألغام ليوبارد 2 آر.

ونقلت غازيتا عن فوربس قولها إن القوات الأوكرانية لو تمكنت من اختراق الخطوط الدفاعية للجيش الروسي في المنطقة المذكورة لتمكّنت حينها من التقدم إلى توكماك التي تقع على بعد 20 كيلومترا جنوبا. وإذا استولت القوات المسلحة الأوكرانية على توكماك فسيكون بمقدورها مهاجمة ميليتوبول الواقعة على بعد 60 كيلومترا على طول الطريق السريع “تي 0401”.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.