أعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم الأحد عن ثقته بانضمام السويد وفنلندا إلى الحلف الأطلسي (الناتو) بعد تقديمهما طلبا رسميا بهذا الصدد، على الرغم من الاعتراض الذي أبدته تركيا.

وقال بلينكن للصحفيين، بعد اجتماع لوزراء خارجية الناتو في برلين، إن الولايات المتحدة ستدعم بقوة طلب كلًّا من السويد وفنلندا للانضمام إذا اختارتا الترشح رسميا لعضوية الحلف، مضيفا “إنني واثق بشدة من التوصل إلى إجماع”.

وصرح المسؤول الأميركي بأن كل عضو في حلف الناتو “يريد أن يضع حدا للحرب في أوكرانيا ونحن ملتزمون بدعمها”، موضحا أن الاتحاد الأوروبي مستمر في جهوده لوقف الاعتماد على النفط الروسي وسد أي فجوات للطاقة تعانيها أوروبا.

وتعهد بلينكن بتعزيز الشراكة عبر الأطلسي في وجه ما سماه “العدوان الروسي وشراكتنا الدفاعية” مع أستراليا واليابان، مضيفا أن واشنطن تتطلع إلى الاجتماع القادم في باريس لتعزيز الشراكة الأميركية الأوروبية.

الرئيس الفنلندي سولي نينيستو ورئيسة الوزراء سانا مارين (رويترز)

وقال رئيس فنلندا سولي نينيستو، اليوم الأحد، لقناة “سي إن إن” (CNN) الأميركية، إن حديثه الأخير مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن خطط الانضمام لحلف الناتو كان هادئا وجيدا.

وفي مؤتمر صحفي عقب اجتماع وزراء خارجية الحلف، عدّ الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ مساعي فنلندا والسويد للانضمام إلى الناتو إثباتا لعدم جدوى “العدوان الروسي على أوكرانيا”، ووصف لحظة انضمامهما إن قرّرتا ذلك بالتاريخية.

من جهتها، شددت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك على ضرورة ألا يتراجع الحلف عن الدعم العسكري لأوكرانيا ما دامت بحاجة إليه للدفاع عن نفسها. وأكدت بيربوك أن أبواب الناتو مفتوحة لانضمام السويد وفنلندا، وأن أعضاءه مستعدون لهذا الانضمام عند جهوزية البلدين.

وعدّت وزيرة خارجية النرويج أنيكين هويتفيلد ذلك نقطة تحول في السياسة الأمنية لدول الشمال الأوروبي.

وكان نائب الأمين العام للناتو ميرتشا جيوانا قال إن فنلندا والسويد إذا قررتا طلب عضوية الحلف فإن الطلب سيلقى تعاملا بنّاء، وأضاف جيوانا أنه متأكد من أن مخاوف تركيا بشأن انضمام فنلندا والسويد إلى الحلف يمكن معالجتها.

من جهتها، قالت وزيرة خارجية كندا، ميلاني جولي، إنها تأمل أن تكتمل عملية التصديق على عضوية فنلندا والسويد في الناتو في غضون أسابيع.

هذا الأسبوع

وفي السويد، تحدثت وسائل إعلام محلية عن نية ستوكهولم التقدم بطلب عضوية في حلف شمال الأطلسي الثلاثاء أو الأربعاء المقبلين.

ويعقد كبار المسؤولين في “الحزب الاشتراكي الديمقراطي”، بقيادة رئيسة الوزراء ماغدالينا أندرسون، اجتماعا بعد ظهر اليوم الأحد، للبت في ما إذا كان على الحزب التخلي عن خطه التاريخي المناهض للانضمام للحلف، والذي جدد تأكيده خلال مؤتمره في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وارتفعت أصوات في الحزب تدين ما عدّته قرارا متسرعا، لكن محللين يرون أن من غير المرجح أن يقرر الحزب عدم السير في الركب، وروسيا غارقة في حربها في أوكرانيا.

التحفظ التركي

وبخصوص التحفظ التركي على انضمام السويد وفنلندا، قال بلينكن إنه تحدث مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بشأنه، وقال إنه “واثق من التوصل إلى توافق”.

وأكد نائب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أن تركيا أبلغت الحلف مخاوفها وتحفظاتها بشأن احتمال انضمام فنلندا والسويد إليه.

جاء ذلك في تصريح صحفي أدلى به جيوانا، اليوم الأحد، قبيل مشاركته في اجتماع وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي المنعقد في العاصمة الألمانية (برلين).

وأوضح أن مباحثات مع الجانب التركي جرت مساء أمس السبت بشأن احتمال انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو، وأن تلك المباحثات كانت “شفافة وبناءة”.

وتابع قائلا “تركيا حليف مهم، وأنقرة أبلغتنا مخاوفها وتحفظاتها بشأن انضمام هاتين الدولتين إلى الحلف”.

وكان وزير الخارجية التركي قد أوضح سابقا أن أي دولة ستكون عضوا في حلف شمال الأطلسي يجب ألا تدعم تنظيم حزب العمال الكردستاني.

وأشار جاويش أوغلو إلى أن السويد وفنلندا تقدمان دعما علنيا كبيرا لحزب العمال الكردستاني رغم جميع التحذيرات، وهو ما ينعكس سلبا على مشاعر الشعب التركي.

موقف روسيا

وكانت روسيا قد لوحت سابقا بردود “عسكرية تقنية” على الخطوة الفنلندية من دون تحديد ماهيتها.

كما علقت روسيا الجمعة صادراتها من الكهرباء إلى فنلندا، التي مثلت نحو 10% من استهلاك الدولة الإسكندنافية.

وسبق للمتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أن قال إن “توسيع حلف شمال الأطلسي لا يجعل قارتنا أكثر استقرارا وأمنا”.

وأضاف بيسكوف من دون الخوض في تفاصيل “من غير الممكن ألا يثير هذا أسفنا ويمثل مبررا لردود متكافئة مماثلة من جانبنا”.

وقالت وزارة الخارجية الروسية قبل أيام إن على روسيا اتخاذ “خطوات انتقامية سواء فنية عسكرية أو ذات طبيعة أخرى من أجل وقف تنامي التهديدات لأمنها الوطني”.

وأضافت “هلسنكي يجب أن تكون على علم بمسؤوليات وتبعات مثل هذه الخطوة”.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.