شهدت منصات التواصل الاجتماعي البريطانية خلال الساعات الماضية ضجة كبيرة بعد تداول مقطع فيديو مسرب من الحفل الذي أقامه رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون أثناء جائحة كورونا في ما تعرف بـ”فضيحة بارتي غيت”.

وكان الحفل أحد أسباب إجبار جونسون على الاستقالة من رئاسة الحكومة في يوليو/تموز 2022، إذ تعرض لانتقادات حادة جراء مخالفته قواعد التباعد الاجتماعي التي فرضتها حكومته إبان الجائحة.

الفيديو حصلت عليه صحيفة “ميرور” (Mirror) البريطانية ونشرته عبر قنواتها بشكل حصري، وأفادت بأنه التقط يوم 14 ديسمبر/كانون الأول 2020 بينما كانت بريطانيا تعيش حالة الإغلاق العام وحظر كافة التجمعات، بما في ذلك الحفلات وحتى الجنائز بسبب جائحة كورونا.

ويظهر في الفيديو رجل وامرأة يرقصان أمام لافتة كتب عليها “رجاء حافظوا على التباعد الاجتماعي”، في حين يمكن سماع شخص ما يتحدث لحامل الكاميرا قائلا “هل تصور هذا الحفل؟”، ليرد عليه قائلا “ما دام لن ينشر هذا فنحن لا نكسر القواعد”.

دليل وتوثيق

وهذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها دليل مصور يوثق الحفل الذي كان أحد أسباب الغليان الذي شهدته أروقة السياسة البريطانية ضد جونسون، مما دفعه إلى الاستقالة من منصب رئيس الوزراء.

وكانت لجنة برلمانية بريطانية أصدرت تقريرا الخميس الماضي يتضمن خلاصات تحقيق تفيد بأن جونسون تعمد تضليل مجلس العموم بشأن حفلات “بارتي غيت” خلال فترة القيود الصحية التي فرضت لمواجهة “كوفيد-19”.

وكان جونسون قد استبق نتائج التحقيق بإعلان استقالته من البرلمان يوم التاسع من يونيو/حزيران 2023.

وعقب فضيحة “بارتي غيت” غرمت الشرطة جونسون وعشرات المسؤولين الحكوميين لخرقهم قوانين التباعد الاجتماعي التي أعلنتها الحكومة للحد من انتشار “كوفيد-19”.

وأثارت الفضيحة غضب الرأي العام، ولا سيما بين أهالي الذين قضوا بسبب الفيروس، كما كانت أحد الأسباب العديدة التي ساهمت في سقوط جونسون كرئيس للوزراء، فقد أدت إلى تمرد وزاري أجبره على الاستقالة.

استنكار وإدانة

واستنكر العديد من النشطاء سماح بوريس جونسون بإقامة هذا الحفل وحضوره، وظهر في الفيديو أيضا وزير الصحة البريطاني آنذاك مات هانكوك.

وقال الناشط جون تشامبرز “هذا الحفل كان يوم 14 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وهو نفس اليوم الذي ألغى وحظر فيه بوريس احتفالات ومظاهر عيد الميلاد، كان في اليوم الذي طلبوا فيه من الجميع توخي الحذر الشديد، وكان في اليوم الذي ناشد فيه مات هانكوك الناس ألا يقتلوا جداتهم عن طريق الخطأ بعدم اتباعهم التعليمات، لقد كان في اليوم الذي شعر فيه الملايين بالسحق والانزعاج والضجر”.

من جهته، قال رئيس “حزب بريطانيا أولا” بول غولدينغ “لم يتمكن ملايين البريطانيين من حضور الجنازات أثناء الإغلاق، ومات الآلاف وحدهم، كما لم يتمكن الكثيرون أن يكونوا مع أحبائهم بينما كانوا يلفظون أنفاسهم الأخيرة، بوريس جونسون وهؤلاء (..) يستحقون الإعدام رميا بالرصاص على ما فعلوه”.

وغردت الناشطة والأكاديمية شيماء طارق قائلة “لقد أنجبت أثناء الإغلاق، اضطر زوجي إلى المغادرة بعد 10 دقائق من الولادة، وأبقوني في المستشفى بمفردي لمدة 5 أيام بعيدا عن طفلي الآخر الذي كان عمره 15 شهرا فقط، ثم أجبروني على العودة إلى المنزل بجرح مفتوح، ولم يلتق والديّ بحفيدتهما حتى بلغت الثانية من العمر، يجب طرد المحافظين خارج السلطة”.

يشار إلى أن جونسون كان قد قال إن التباعد الاجتماعي لم يكن “مثاليا” في التجمعات في داوننغ ستريت أثناء فترة الإغلاق، لكنه قال إنها كانت تجمعات عمل “ضرورية”، والتي سمح بأن تنعقد وقت تفشي الوباء.


المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.