يعتزم الاحتلال الإسرائيلي التصديق على مشروع بناء آلاف الوحدات الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في المقابل حذرت السلطة الوطنية الفلسطينية من تهجير مئات العائلات جنوبي الضفة الغربية وطالبت واشنطن بالتدخل لثني حكومة نفتالي بينيت عن مخططها.

وتعقد اللجنة العليا للتخطيط والبناء التابعة للإدارة المدنية الإسرائيلية، الأسبوع المقبل، اجتماعا من أجل التصديق على مشروع بناء نحو 4 آلاف وحدة استيطانية جديدة في الضفة بما في ذلك مستوطنات الطوق حول القدس.

وستقام هذه الوحدات الجديدة ضمن 25 مشروع بناء في مستوطنات الضفة وتحديدا التي يسكنها اليهود المتزمتون.

من جانب آخر، حذر وليد طه عضو الكنيست من القائمة العربية الموحدة الذراع السياسي للحركة الإسلامية، والمشارك بالائتلاف الحاكم في إسرائيل، من تداعيات هذه الخطوة، قائلا إن القرار سيكون خطأ سياسيا جسيما، وستكون له تداعيات خطيرة.

وكان عضو الكنيست عن حزب “يمينا” نير أورباخ، قد اشترط بقاءه في الائتلاف الحاكم، بالتصديق على مخططات البناء العالقة ووضعها شرطا لعدم الإطاحة بحكومة بينت.

تحذيرات فلسطينية

في المقابل، طالبت الرئاسة الفلسطينية ووزارة الخارجية والمغتربين الإدارة الأميركية بالضغط على الحكومة الإسرائيلية وثنيها عن استعدادها لإقرار خطط استيطانية لبناء نحو 4 آلاف وحدة استيطانية جديدة في الضفة.

وحذر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، من خطورة تصديق سلطات الاحتلال على بناء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة.

كما حذر في الوقت نفسه من خطة الاحتلال للقيام بعملية تهجير قسري وإخلاء عرقي لآلاف المواطنين الفلسطينيين من قرى “مسافر يطا” في جبل الخليل جنوب الضفة.

والأربعاء، صدر قرار قضائي إسرائيلي يمهد لترحيل مئات الفلسطينيين قسريا من منطقة مسافر يطا بحجة إعلانها “منطقة عسكرية مغلقة”.

والخميس، أفاد “المجلس النرويجي للاجئين” بأن المحكمة العليا الإسرائيلية رفضت الأربعاء كل الالتماسات ضد الترحيل القسري لنحو 1200 فلسطيني من مَسافر يطّا الذي أعلنته إسرائيل منطقة عسكرية مغلقة.

واعتبر أبو ردينة أن مجمل هذه الإجراءات الإسرائيلية من هدم وإخلاء واستيطان يندرج في إطار نظام الفصل العنصري، الذي يطبقه الاحتلال على الفلسطينيين وأراضيهم وسط صمت دولي.

وتابع “على الإدارة الأميركية تحمل مسؤولياتها تجاه وقف هذا التهور الإسرائيلي الذي يدفع الأمور نحو التصعيد وتوتير الأجواء”.

ويواجه آلاف الفلسطينيين جنوبي الضفة مخاطر التهجير من أراضيهم التي يقول الجيش الإسرائيلي إنه يستخدمها مناطق تدريبات.

واستنادا إلى مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” فقد هدمت السلطات الإسرائيلية أو صادرت 217 مبنى فلسطينيًا في “منطقة إطلاق النار” منذ 2011، مما أدى إلى تهجير 608 فلسطينيين.

إدانة قطرية

من جهتها، حذرت دولة قطر من خطط سلطات الاحتلال الإسرائيلي للتصديق على بناء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة في الضفة المحتلة، واعتبرتها انتهاكا صارخا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.

ودعت الخارجية القطرية، في بيان، المجتمع الدولي إلى تحرك عاجل لمنع سلطات الاحتلال من التصديق على الخطط، وإلزامها بوقف سياساتها الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية.

وأكدت الوزارة القطرية أن الخطط الاستيطانية تشكل تهديدا خطيرا للجهود الدولية الرامية إلى تنفيذ حل الدولتين، وتعيق استئناف العملية السلمية على أساس القرارات الدولية ومبادرة السلام العربية.

اعتقالات ومواجهات

وفي السياق، اعتقل جيش الاحتلال، الجمعة، مسؤول ملف الاستيطان في الأغوار الفلسطينية (حكومي) معتز بشارات.

وقال الناشط فارس فقها للأناضول إن قوة إسرائيلية اعتقلت بشارات (47 عاما) أثناء وجوده في مزرعته ببلدة عاطوف، جنوبي طوباس شمالي الضفة المحتلة.

من جهة أخرى، أصيب شبان فلسطينيون بالاختناق جراء استنشاق غاز مدمع خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال في قرية كفر قدوم شرق مدينة قلقيلية.

وكانت قوات الاحتلال قد قمعت المسيرة الأسبوعية التي دعت لها القوى الوطنية لمناهضة الاستيطان في القرية عقب انتهاء صلاة الجمعة، مما أسفر عن حالات اختناق بين المتظاهرين.

وتشير تقديرات إسرائيلية وفلسطينية إلى وجود نحو 650 ألف يهودي في مستوطنات الضفة بما فيها القدس المحتلة، يسكنون في 164 مستوطنة، و116 بؤرة استيطانية.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.