هناك حذر شديد من قبل الغربيين بشأن نتائج المفاوضات الروسية الأوكرانية.

مدة الفيديو 03 minutes 03 seconds

قالت صحيفة “لاكروا” (La Croix) الفرنسية إن تقدما “ملحوظا” حدث خلال المفاوضات الروسية الأوكرانية التي عقدت أمس الثلاثاء في إسطنبول بقيادة تركيا، مع وجود بعض الحذر، وذلك بقبول أوكرانيا مبدأ الحياد مقابل “اتفاقية دولية” تضمن أمنها تحت رعاية العديد من الدول، مما يعني أن أملا في السلام يشرق لأول مرة في هذا الصراع الذي استمر 5 أسابيع حتى الآن.

وفي تقرير بقلم توماس هوفنونغ وأنييس روتيفيل، أوضحت الصحيفة أن كبير المفاوضين الأوكرانيين ديفيد أراخامية أعلن بعد 3 ساعات من المحادثات أن أوكرانيا قبلت مبدأ الحياد مقابل “اتفاقية دولية” تضمن أمنها تحت رعاية العديد من الدول، وبموجبه تتعهد بعدم استضافة “أي قاعدة عسكرية أجنبية” على أراضيها وبعدم الانضمام إلى “أي تحالف عسكري سياسي”، بدءا بحلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO)، دون أن يقدم أي تفاصيل أخرى في هذه المرحلة.

وقال أحد الأطراف الأوكرانية “نريد آلية دولية للضمانات الأمنية حيث تعمل الدول الضامنة بطريقة مماثلة للمادة 5 لحلف شمال الأطلسي أو بطريقة أكثر صرامة”، علما أن تلك المادة تنص على أن الهجوم على أحد أعضائها هو اعتداء على الجميع.

وسمت كييف عدة دول ضامنة، هي الولايات المتحدة والصين وفرنسا والمملكة المتحدة، إضافة إلى تركيا وألمانيا وبولندا وإسرائيل، موضحة أن هذا الحياد لا يمنع تنظيم مناورات عسكرية في أوكرانيا بموافقة هؤلاء الضامنين، وطالبت بأن لا تحظر الاتفاقية الدولية بأي حال دخول أوكرانيا للاتحاد الأوروبي، وأن يلتزم الضامنون بالمساهمة في هذه العملية.

ولخصت لاكروا في 3 أسئلة ماهية المفاوضات الحالية:

أولا، ما وضع دونباس وشبه جزيرة القرم؟

يقول عضو الوفد الأوكراني المفاوض ديفيد أراخامية إنه من أجل أن تصبح هذه الضمانات سارية المفعول في أسرع وقت ممكن، فإن أراضي القرم ودونباس الخاضعة لسيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا سيتم “استبعادها مؤقتا” من الاتفاقية.

ويرى أن الظروف بعد هذه المحادثات كانت “كافية” لعقد اجتماع قمة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، كما قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن “هذا هو أهم تقدم منذ بدء المفاوضات”، وأضاف أن “وزيري خارجية البلدين سوف يجتمعان لحل أصعب القضايا”.

ثانيا، ما سبب تغيير روسيا موقفها؟

أما الموقف الجديد للكرملين وإعلان موسكو أنها تريد إعادة تركيز عملها العسكري على مناطق دونباس الانفصالية الناطقة بالروسية، وتعهدها بتقليص نشاطها العسكري “بشكل جذري” في منطقتي كييف وتشيرنيهيف إبداء لحسن النية، فقد فسّره الكاتبان بالصعوبات التي يواجهها الجيش الروسي في مواجهة المقاومة غير المتوقعة للقوات الأوكرانية، جنبا إلى جنب مع حجم العقوبات الاقتصادية والمالية التي فرضها الغرب.

ثالثا، هل لهذا التقدم آثار على الجبهة في أوكرانيا؟

رغم هذا التقدم فإن الحذر يبقى هو سيد الموقف -كما يرى الكاتبان- خاصة وأن واشنطن تقول إنها لا ترى مؤشرات على “جدية حقيقية” من قبل روسيا في المحادثات، وإن الإعلان رسميا عن وقف إطلاق النار لم يتم بعد، بل إن القوات الروسية تواصل القتال على الأراضي الأوكرانية، وقد قتل وأصيب 22 آخرون أمس الثلاثاء في أعقاب القصف الذى استهدف مبنى للإدارة الإقليمية بميكولايف جنوبي أوكرانيا.

وخلص التقرير إلى أن هناك حذرا شديدا من قبل الغربيين بشأن نتائج المفاوضات، والدليل على ذلك ما يمارسونه من ضغوط قوية على الكرملين، حتى إن عدة عواصم أوروبية أعلنت، أثناء المفاوضات في إسطنبول، طرد دبلوماسيين روس متهمين بالتجسس، إذ طردت بلجيكا 21 وهولندا 17 وأيرلندا 4.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.