بعد 8 أشهر من فوزه ببطولة أوروبا وتكريمه على أعلى المستويات في إيطاليا، تحطمت أسطورة المنتخب الإيطالي لكرة القدم ليغيب عن كأس العالم للمرة الثانية على التوالي.

وقالت صحيفة “كورييري ديلو سبورت” اليومية في صدر صفحتها الأولى “إلى الجحيم”، في تلخيص لمشاعر الإيطاليين بعد خسارة منتخبهم على أرضه 1-صفر أمام مقدونيا الشمالية ليغيب عن النهائيات في قطر في وقت لاحق هذا العام.

وتجرعت إيطاليا الكأس نفسها التي شربت منها قبل 4 سنوات لتبتعد حينئذ عن أرفع بطولة عالمية لأول مرة منذ 1958.

لكن بعد فوز إيطاليا على إنجلترا في نهائي بطولة أوروبا في يوليو/تموز الماضي كان عدد قليل من الناس يعتقدون أن تكرار الكارثة يلوح في الأفق.

وكتبت صحيفة “إل ميساجيرو” اليوم الجمعة “إنها فضيحة مدوية، العار أسوأ من أي وقت مضى”.

وفازت إيطاليا بكأس العالم 4 مرات كان آخرها في 2006، لكنها ودّعت البطولة من دور المجموعات في 2010 و2014، وتشير الانتكاسة الأخيرة إلى أن الانتصار الأوروبي في 2021 كان مجرد لحظة مضيئة عابرة في فترة طويلة من التراجع.

وقال كارلو دي مارشي المقيم في روما “ماذا عساي أن أقول؟ لقد حالفنا حظ كبير في بطولة أوروبا ودفعنا ثمنه. الأمر بهذه البساطة”.

وكما حدث في 2018، كانت إيطاليا البطل السابق الوحيد الذي لم ينجح في بلوغ نهائيات كأس العالم، ورأت الصحف في هذا الإقصاء انعكاسا لمشاكل أوسع في كرة القدم الإيطالية.

وفي الموسمين الماضيين، لم تصل أي فرق إيطالية إلى دور الثمانية في دوري أبطال أوروبا وهي بطولة استعصت على الأندية الإيطالية منذ 2010، إذ أثقلت الديون العديد من الفرق المحلية فعجزت عن جذب أفضل المواهب التي كانت تتدفق سابقا على دوري الدرجة الأولى الإيطالي.

وكتبت صحيفة “جازيتا ديلو سبورت” اليومية الرياضية الأكثر مبيعا في إيطاليا في افتتاحيتها “النظام، كرة القدم الإيطالية برمتها تحتاج إلى محاكمة”، وألقت باللوم على “الافتقار التام إلى الرؤية” بين المسؤولين عن اللعبة في البلاد.

وأقرّ الرئيس المعيّن حديثا لدوري الدرجة الأولى الإيطالي بضرورة إجراء تعديل.

وقال لورينتسو كاسيني من دون الكشف عن تفاصيل “هذا الفشل.. يجب أن يقود الجميع إلى التفكير الجاد وإلى تغيير عميق في نظامنا”.

وبعد كارثة عدم التأهل لكأس العالم 2018 ألقت إيطاليا اللوم بشكل مباشر على المدرب السابق جيان بييرو فينتورا ورئيس اتحاد كرة القدم كارلو تافيكيو، اللذين استقالا بعد ذلك بوقت قصير.

وهذه المرة لم تكن هناك دعوات لإقالة المدرب روبرتو مانشيني الذي لا يزال يحظى بتقدير كبير لنجاحه في بطولة أوروبا. ومع ذلك، فهو نفسه لم يستبعد التنحي.

وقال أمس الخميس ردا على سؤال عن خططه “دعونا نرَ. خيبة الأمل أكبر من أن نتحدث عن المستقبل؛ أنا فقط لا أعرف ماذا أقول”.


المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.