كان غرق الطراد الروسي موسكفا قبل يومين حدثا صادما جعل وكالة المخابرات المركزية الأميركية “سي آي إيه” (CIA) تخشى تصعيدا نوويا، خاصة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استخدم التهديد بالأسلحة الذرية كوسيلة للضغط على الغربيين منذ بداية الحرب على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، مع أنه لم يكن أول زعيم يلوح بمثل هذا التهديد.

وقالت صحيفة لاكروا (La Croix) الفرنسية إن هذه لم تكن المرة الأولى التي يتم فيها التلويح باستخدام السلاح النووي، واستعرضت في تقرير لراشيل كوت اللحظات الخمس التي تم فيها ذلك.

أولا: ترومان في الحرب الكورية

عندما اندلعت الحرب الكورية في يونيو/حزيران 1950 في سياق الحرب الباردة كانت كوريا الجنوبية مدعومة من قبل الأمم المتحدة بقيادة الولايات المتحدة كما تقول الصحيفة، في حين كانت كوريا الشمالية تتمتع بدعم من الصين والاتحاد السوفياتي.

وفي نهاية عام 1950 غزت القوات الشمالية جزءا كبيرا من كوريا الجنوبية، مما أثار قلق الولايات المتحدة، فأعلن الرئيس الأميركي وقتها هاري ترومان خلال مؤتمر صحفي أنه سيلجأ إلى استخدام جميع الأسلحة المتوفرة في الترسانة الأميركية، بما في ذلك الأسلحة النووية.

ومع أن الجنرال الأميركي ماك آرثر تمكن من صد القوات الكورية الشمالية فإنه وجد نفسه في بداية عام 1951 في مواجهة هجوم مضاد كبير تدعمه التعزيزات الصينية، فاقترح على ترومان قصف الصين الشيوعية باللجوء -إذا لزم الأمر- إلى الأسلحة الذرية، ولكن الرئيس رفض ذلك.

ثانيا: المملكة المتحدة ضد الصين

كتب وزير الدفاع البريطاني هارولد واتكنسون في عام 1961 إلى رئيس وزرائه هارولد ماكميلان قائلا إن “هدفنا هو جعل الصينيين يعتقدون أن هجوما على هونغ كونغ سيؤدي إلى انتقام أميركي نووي”، وذلك عندما أرادت الصين استعادة الجزيرة التي كانت تحت الحكم البريطاني في ذلك الوقت، كما تقول الصحيفة.

وقتها، لم تكن المملكة المتحدة تريد أن تتخلى عن مستعمرتها كما يقول الكاتب، مما جعلها تنظر في التهديد النووي، وقد أعادت بريطانيا هونغ كونغ إلى الصين عام 1997، بعد أن احتفظت بها منذ عام 1842.

ثالثا: إسرائيل في حرب الخليج

اندلعت حرب الخليج في أغسطس/آب 1990 بعد غزو العراق الكويت وضمها، إذ واجهت بغداد تحالفا من 35 دولة بقيادة الولايات المتحدة، ولم تكن إسرائيل مشاركة في ذلك التحالف رسميا وإن كانت تناصره وتدين ما قام به الرئيس العراقي صدام حسين.

وردا على إطلاق الصواريخ العراقية على إسرائيل، وفي مواجهة افتراض أن بغداد قد تستخدم الأسلحة الكيميائية ضدها أعلن رئيس الوزراء إسحاق شامير أنه يمكن أن يرد على العراق بأخطر ما في ترسانته، مما يعني ضمنيا استخدام الأسلحة النووية.

رابعا: جورج بوش الابن في غزو العراق

بدأت الولايات المتحدة غزوها للعراق في 20 مارس/آذار 2003 في سياق ما عرفت بمحاربة الإرهاب وبذريعة أن بغداد تمتلك أسلحة دمار شامل، وقد أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش الابن خلال هذه الحرب -كما تقول الصحيفة- أنه مستعد لضرب بغداد بالصواريخ النووية إذا تم استخدام أسلحة بيولوجية أو كيميائية ضد القوات الأميركية أو حلفائها.

خامسا: دونالد ترامب عام 2018

في يناير/كانون الثاني 2018 هدد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في تغريدة يرد بها على الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بعد أن ادعى أنه يستطيع ضرب الأراضي الأميركية برمتها برؤوس نووية، قائلا “أنا أيضا لدي زر نووي”، موضحا أن زره “أكبر وأقوى” من زر نظيره الكوري.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.