منذ أكثر من 2000 عام، كان الرومان يُقيمون مهرجان “ليموريا” (Lemuria)، حيث يقدمون القرابين لأسلافهم المتوفين للتأكد من أن الأرواح لن تعود مجددا لمطاردة الأحياء.

يعد احتفال الهالوين الأميركي أو عيد “الهلع”؛ أشهر الاحتفالات التي ترتبط بالموتى، ويوافق فصلَ الخريف من كل عام، وتُعرف طقوسه الخاصة بالحلوى والأقنعة المرعبة، لكن عيد الهلع الأميركي ليس هو عيد الموتى الوحيد؛ إذ يوجد العديد من الاحتفالات بالموتى في فصل الخريف من ثقافات وأديان مختلفة تماما؛ من أميركا اللاتينية إلى أوروبا ثم الهند وجنوب شرق آسيا والمحيط الهادي، وتؤمن جميعها أن أرواح الموتى تتحرك بحرية في عالم البشر، وأن الخط الفاصل بين الموتى والأحياء يصبح أقل وضوحا في فصل الخريف.

بدأ الأمر منذ أكثر من ألفي عام مع الحضارة الرومانية، حيث كان الرومان القدامى يُقيمون مهرجان “ليموريا” (Lemuria) الذي يقع في 3 أيام من مايو/أيار، هي: اليوم التاسع والـ11 والـ13 منه، حيث يقدم الرومان القرابين لأسلافهم المتوفين للتأكد من أن الأرواح لن تعود مجددا لمطاردة الأحياء، وقد حكى عن هذا المهرجان الشاعر الروماني الكبير أوفيد في كتابه الشعري المعروف بكتاب “الأيام” (Fasti).

داخل مقبرة خلال يوم الموتى في أواكساكا، المكسيك (شترستوك)

وذكر أوفيد أنه خلال ذلك المهرجان كان ينبغي استرضاء الأرواح عن طريق بعض الطقوس التي يقوم بها رب الأسرة، حيث ينهض ليلا ويتجول في المنزل وحوله حافي القدمين، وينثر الفاصوليا وهو يكرر تعويذات معينة 9 مرات.

ومن المهم أن نعرف أن السحر والخرافات كانا جزءا من الحياة اليومية الرومانية، وامتد ذلك الأثر إلى العديد من الثقافات حتى الآن أو تداخل مع ثقافات أخرى متشابهة.

 “يوم الموتى” (Dia de los MUERTOS) المكسيكي

يعد يوم الموتى المكسيكي عطلة محلية يتم الاحتفال بها في جميع أنحاء المكسيك وكذلك في الشتات المكسيكي. وتقام الاحتفالات بدءا من 31 أكتوبر/تشرين الأول حتى الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني، وتشمل تقديم القرابين والأطعمة للموتى ورعاية القبور، حيث يعتقد المحتفلون أن أرواح الموتى ستعود مجددا للاطمئنان على عائلاتهم، لذلك يتركون لهم الطعام على الشرفات مع تزيينه بالزهور، بالإضافة إلى نثر بتلات الزهور والبخور لإرشاد الأرواح للمسار الصحيح الذي يجب تتبعه حتى الوصول إلى منزل العائلة.

 مهرجان “الأضواء” (Diwali) بالهند

يُعد مهرجان الأضواء أحد الأعياد الرئيسية في الهند ويشبه احتفالات رأس السنة في الثقافات الأخرى، ويستمر لمدة 5 أيام في بداية السنة الهندوسية الجديدة، وخلاله يتم إضاءة المعابد بصفوف من المصابيح ليطلب الناس من لاكشمي (إلهة الحظ السعيد وفق معتقدهم) القدوم إلى الأرض وتقديم البركات والأمنيات السعيدة للعام الجديد.

ويعرف المهرجان أيضا بمهرجان منتصف الخريف، حيث يُعدّ احتفالا بالحصاد عند الفيتناميين والصينيين ويقام في ليلة اكتمال القمر بين سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول.

امرأة تضيء مصابيح ترابية للاحتفال بعيد الأضواء (وكالة الأنباء الفرنسية)
امرأة تضيء مصابيح ترابية للاحتفال بعيد الأضواء (وكالة الأنباء الفرنسية)

 مهرجان “يي بينغ” (Yee Peng) في تايلند

أما مهرجان يي بينغ، فهو فريد من نوعه، حيث يقام في شمال تايلند عند اكتمال القمر للشهر الـ12 من التقويم القمري التايلندي الذي عادة ما يكون في نوفمبر/تشرين الثاني.

ويعود أصل المهرجان إلى أواخر القرن الـ13 في مملكة لانا القديمة، حيث كان يتم الاحتفال ببداية موسم الخريف عن طريق إطلاق فوانيس مضيئة في السماء، وهو بالأساس احتفال لطلب البركة والأمنيات السعيدة وتكريم أرواح الموتى.

مهرجان “زونغياون” (Zhongyuan) في الصين

يوجد في الثقافة الصينية شهر كامل يسمى “شهر الأشباح“، حيث يعتقد الصينيون أن أشباح وأرواح الموتى تعود من العالم الآخر.

وبالنسبة للبوذيين والطاويين فإن هذا الشهر مخصص بالكامل لتكريم الأسلاف، إذ يعتقدون أن أبواب العالم الآخر تفتح وتصبح الأرواح حرة في الأرض بحثا عن الطعام والترفيه، بالإضافة إلى مساعدة الأشباح -التي لا تزال عالقة على الأرض- على الانتقال إلى العالم الآخر.

ويكتب الأحياء رسائل على الأوراق ويحرقونها لتصل إلى الموتى، ويشعل الناس فوانيس تطفو على سطح الماء لمساعدة الأشباح على الوصول إلى الأرض، وتخفيف معاناتهم وفي ختام المهرجان يشعلون البخور لجلب الحظ السعيد.

Sky Lantern on Yeepeng festival, thai lanna tradition religion in Chiangmai thailan; Shutterstock ID 590590712; purchase_order: ajnet; job: ; client: ; other:
مصابيح سماوية في مهرجان يي بينغ (شترستوك)

الجذور “السلتية” القديمة لعيد الهالوين

يشارك الملايين من الأطفال والبالغين في عيد الهالوين ليلة 31 أكتوبر/تشرين الأول، لكنهم في الواقع لا يعرفون الجذور السلتية القديمة للهالوين والتي تعود إلى مهرجان “سامينا” (Samina) الأيرلندي منذ حوالي ألفي عام. وكان هذا المهرجان تقسيما للعام بين الصيف والشتاء وفي وقته يصبح الفاصل بين العالمَين (عالم الأموات والأحياء) في أضيق مستوياته ما يسمح بمرور الأرواح بين العالمين.

وقد اعتاد الناس ارتداء أزياء وأقنعة تنكرية مخيفة حتى تظنهم الأرواح جزءا منهم فلا تؤذيهم، كما لعبت النيران والطعام دورا كبيرا في الاحتفالات، حيث تلقى عظام الماشية المذبوحة في حريق جماعي وبعد ذلك يتم تحضير الطعام للأحياء والأموات ويتم تقاسمه بطريقة معتادٍ عليها.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.