هل تمتلك المهارات التي تحتاجها لتكون مرشحا تنافسيا في اقتصاد المعرفة اليوم، وما الذي يمكنك فعله للتأكد من امتلاكك المهارات التي يبحث عنها أصحاب العمل عند التعيين وترقية الموظفين؟

في هذا التقرير الذي نشره موقع “ذا بالانس كاريرز” (thebalancecareers) تشير الكاتبة أليسون دويل إلى أنه في عام 2016 تعلَّم 63% من الموظفين مهارات جديدة متعلقة بالعمل (أو قاموا بتطوير مستوى مهاراتهم)، بحسب دراسة أجراها مركز بيو للأبحاث، حيث تطلب هذا التطور -بالنسبة لبعض الموظفين- اتباع دورات خاصة أو الحصول على شهادة خبرة أو حتى الحصول على درجة علمية، ولكن بالنسبة لموظفين آخرين، استلزم ذلك المشاركة في مؤتمرات أو حضور جلسة تدريبية أو حضور ندوة.

اقتصاد المعرفة

وأوضحت الكاتبة أن اقتصاد المعرفة يعتمد بشكل أساسي على إنتاج ونشر واستخدام المعلومات والأفكار بدلًا من القدرات المادية أو الميكانيكية، حيث تعتبر العديد من الوظائف في القطاعات الصناعية جزءًا من اقتصاد المعرفة، وتختلف تلك التخصصات بين باحثين أكاديميين ومبرمجين ومطوري برامج وعاملين صحيين يقومون بالبحوث وتحليل البيانات، فجميع هذه الوظائف تتطلب تطبيق المعرفة لخدمة الآخرين بطريقة ما.

وبحسب الكاتبة، فإنه في اقتصاد المعرفة تعتبر معرفة الشركة بقوتها العاملة هي أعظم قيمة تمتلكها، مبينة أنه نظرًا لتقنيات اليوم المتغيرة باستمرار، يحتاج الموظفون إلى البقاء على اطلاع دائم بأحدث المعلومات والمهارات.

وتشير إلى أن الناس يقومون بتطوير وتحديث مجموعات مهاراتهم لمواكبة التطور في اقتصاد المعرفة المتسارع، وذلك من خلال معرفة المهارات الأكثر أهمية لاقتصاد المعرفة، ثم اكتساب تلك المهارات من خلال البرامج التي تمنح الشهادات وبعض الوسائل الأخرى، وبذلك يمكن للموظف إثارة إعجاب صاحب العمل، ويمكنه أيضًا إقناع أي مدير توظيف في حال كان في سوق العمل.

تطوير مهارات جديدة.. لماذا؟

وتوضح دويل أن فئات مختلفة من العمال والباحثين عن عمل يشاركون في التعلم المهني لتطوير مهارات جديدة، والتي تُعرف أيضًا باسم تنمية المهارات.

وتُبين أن العديد من المتعلمين المهنيين قد تلقوا تعليمًا جامعيًّا ويحصلون على دخل ثابت، ويعمل العديد منهم في منظمات حكومية أو تعليمية أو غير ربحية، وغالبًا ما يمتلك هؤلاء الأشخاص الوسائل لمواصلة تعليمهم، وتستلزم العديد من وظائفهم التطوير المهني المستمر.

وتؤكد الكاتبة أن الأشخاص من جميع المستويات التعليمية ومن جميع الاختصاصات يشاركون في تنمية المهارات، ويقومون بذلك لأسباب عديدة، فمنهم من يفعل ذلك على أمل الحفاظ على وظائفهم في ظل المنافسة، ومنهم من يفعل ذلك لتطوير مهاراتهم حتى لا يفقدوا وظائفهم بسبب الاعتماد على الأتمتة، والبعض الآخر بهدف توسيع شبكات أعمالهم. ومع ذلك، يقوم البعض بتنمية مهاراتهم كونها مطلوبة لوظائفهم أو بهدف الترقية أو للحصول على وظيفة جديدة في شركة مختلفة.

المهارات العليا لاقتصاد المعرفة

وتشير دويل إلى أن المهارات المتعلقة بالوظيفة التي يريدها أصحاب العمل في موظفيهم تختلف حسب المجال وحسب الوظيفة المحددة، حيث توجد مهارات معينة تعتبر مهمة للغاية في كل وظيفة تقريبًا في اقتصاد المعرفة، موضحة أن أهم المهارات المطلوبة هي مزيج من المهارات الشخصية (أي المهارات التي تتضمن التفاعل مع الآخرين) ومهارات تكنولوجيا المعلومات، حيث يمكن دمج هذه المهارات في مهارات مختلطة أي مزيج من المهارات الصعبة والشخصية التي يمكن أن تعزز القدرة التنافسية للمرشح في الوظيفة.

وتستعرض الكاتبة -في مقالها- عددًا من المهارات التي يحتاجها الموظفون في اقتصاد المعرفة، حيث توضح تلك المهارات وضرورتها بالنسبة للموظفين مع عدد من المهارات الأخرى المتصلة بتلك المهارة، ومن هذه المهارات:

التواصل

وهو مهارة جوهرية بالنسبة للجميع تقريبًا، حيث إنَّ الموظفين يحتاجون إلى أن يكونوا قادرين على التحدث بوضوح وأدب مع الزملاء والعملاء والزبائن وغيرهم، من خلال التواصل الكتابي والشفوي، كذلك يجب أن يكون الموظفون قادرين على نقل أفكارهم وقراراتهم وأسئلتهم المبتكرة وغيرها.

المهارات ذات الصلة: الوضوح، واللطف، والمهارات التفاعلية مع الآخرين، والتواصل الشفهي، ومهارة التقديم، والعمل الجماعي، والتواصل الكتابي.

المرونة

يتطلب اقتصاد المعرفة أن يكون الموظفون قادرين على تطوير المهارات والارتياح مع التقنيات الجديدة بانتظام، لذلك يجب أن يكونوا منفتحين على تعلم أشياء جديدة وأن يكونوا مرنين في تولي مهام مختلفة.

المهارات ذات الصلة: القدرة على التكيف، وأداء مهام متعددة، والانفتاح على الملاحظات، وسعة الأفق.

تكنولوجيا المعلومات والاتصالات

يشير مصطلح تكنولوجيا اتصالات المعلومات إلى قدرة الفرد على استخدام التقنيات اليومية مثل أجهزة الحاسوب والأجهزة اللوحية والهواتف المحمولة، كما أنه يتعلق بقدرة الفرد على أداء مهام معينة مثل إرسال رسائل البريد الإلكتروني واستخدام برامج الحاسوب الأساسية (مثل برنامج مايكروسوفت أوفيس).

وتختلف مهارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المهمة الأخرى بناءً على الاختصاص والوظيفة المحددة، وربما تتطلب بعض الوظائف برامج أخرى أو مهارات في البرمجة، ثم إنَّ الأشخاص في قطاع المعرفة يحتاجون إلى التطوير المستمر لمهاراتهم المتعلقة بالتقنيات اللازمة لوظائفهم.

المهارات ذات الصلة: الذكاء التجاري، والبرمجة، وتحليل البيانات، وتكنولوجيا المعلومات، والتصميم الشبكي.

التعلم طويل الأجل

يشجع معظم أرباب العمل موظفيهم على مواصلة التعلم، فهم يرغبون في توظيف أشخاص مهتمين بمواصلة تعليمهم، لذلك يحتاج الموظفون إلى إظهار رغبتهم بالتعلم طويل الأجل لمجموعة متنوعة من الموضوعات ذات الصلة.

المهارات ذات الصلة: الطموح، والتحفيز، والعاطفة، والتعلم الذاتي.

مهارة حل المشاكل

يحتاج الموظفون في اقتصاد المعرفة إلى استخدام معرفتهم الشخصية لحل مشاكل العالم الحقيقية، حيث إنهم قد يعتمدون مثلاً على البيانات لمساعدة الأطباء في علاج المرضى بكفاءة أكبر، أو في إجراء بحث تاريخي لتعليم الطلاب أو الجمهور عن لحظة مهمة في التاريخ.

كذلك يحتاج الموظفون أن يكونوا قادرين على التعرف على المشكلات وحلها مهما كانت الوظيفة وذلك بالاعتماد على الإبداع والابتكار.

المهارات ذات الصلة: التحليل، والإبداع، والتفكير النقدي، واتخاذ القرار، والابتكار، والأصالة.

إدارة الأعمال

بحسب البرنامج، يمكن أن تساعدك شهادة إدارة الأعمال في تطوير مهاراتك بمجالات القيادة والأخلاق والتمويل والتسويق والأعمال الدولية وغيرها، وهي شهادة جيدة للأشخاص المهتمين بالانتقال إلى مناصب قيادية في مجال الأعمال.

شهادة القيادة والإدارة

يمكن لشهادة في القيادة والإدارة أن تساعد المسؤولين التنفيذيين الحاليين أو المحتملين على تطوير وتحسين مهاراتهم القيادية، وقد تتراوح تلك المهارات من حل النزاعات إلى التواصل الفعال والتفاوض.

شهادة مايكروسوفت

تتطلب كل وظيفة تقريبًا بعض المعرفة ببرامج شركة “مايكروسوفت”، ويمكنك من خلال هذه الشركة اتباع دورات عبر الإنترنت في جميع أنواع مهارات وبرامج “مايكروسوفت”، ويمكنك أيضًا أخذ دورات مماثلة من خلال مؤسسات أخرى، سواء عبر الإنترنت أو حضوريا، حيث تختلف موضوعات الشهادات من هندسة البيانات إلى برامج “مايكروسوفت أوفيس” إلى إدارة قواعد البيانات.

إدارة المشاريع

تعتبر شهادة إدارة المشاريع مفيدة لأي شخص يقود فريقًا أو يدير مشروعًا، ويمكن أن تساعدك هذه الشهادة في تطوير مهاراتك القيادية ومؤسستك وقدرتك على تحقيق أهداف المشروع وتجاوزها، وتوجد أيضًا دورات مجانية عبر الإنترنت يمكنك الالتحاق بها لتطوير مهاراتك.

إدارة المخاطر

أصبحت شهادات إدارة المخاطر شائعة بشكل كبير بين الموظفين المهنيين، حيث إنَّ هذه البرامج تمكن الناس من تحديد وقياس مختلف الأعمال والمخاطر المالية. وتعد شهادة إدارة المخاطر ذات قيمة للأشخاص في مجموعة متنوعة من المناصب المالية وفي الأعمال والاقتصاد.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.