نفى الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته والمترشح للدور الثاني في الانتخابات الرئاسية الفرنسية إيمانويل ماكرون ما راج في بعض وسائل الإعلام الفرنسية بشأن وجود اتفاق سري بينه وبين الرئيس السابق نيكولا ساركوزي حول هوية رئيس وزرائه بعد الانتخابات، لكنه لم يستبعد في الوقت ذاته تعيين رئيس وزراء يساري إذا ما فاز بولاية ثانية.

وقال ماكرون في تصريحات صحفية “لا ليس هنالك اتفاق سري، ولست أنا من يقوم بمثل هذه الأفعال. وقبل كل شيء الرئيس ساركوزي يعرف ما معنى أن تكون رئيسا” واعتبر نفسه “محظوظا بنيل دعم الرئيس ساركوزي، وبالأمس الرئيس هولاند الذي لم يدع فقط لمناهضة مشروع اليمين المتطرف والسيدة لوبان، بل قال إنه سيصوت لي ودعا للتصويت للمرشح الذي هو أمامكم”.

جات تصريحات ماكرون المحسوب على تيار الوسط في ظل احتدام المنافسة بينه وبين مرشحة اليمين مارين لوبان في جولة إعادة يوم 24 أبريل/ نيسان الجاري، إذ تتصدر قضية الحجاب الحملة الانتخابية لكلا المرشحين، حيث تتباين مواقفهما بشأن الحجاب والرموز الدينية في بلد يبلغ عدد المسلمين فيه 5 ملايين نسمة يشكلون 9% من السكان وتعد أصواتهم مهمة في الانتخابات.

وفي حين أن ماكرون أكد في العديد من المناسبات أن مسالة الحجاب ليست هاجسا له، إلا أنه أشرف على إغلاق العديد من المساجد والمدارس، كما أقرت حكومته قانونا مثيرا للجدل العام الماضي لمحاربة ما أسماها “النزعة الانعزالية الإسلامية” في فرنسا.

من جهتها تدعو لوبان إلى حظر الحجاب في الشوارع الفرنسية، وتصفه بأنه “زي موحد فرضه بمرور الوقت أشخاص لديهم رؤية متطرفة للإسلام”، وترى أن الحجاب بمثابة “علامة” على الأيديولوجية الإسلامية التي تعتبرها بوابة للتطرف، على حد وصفها.

يذكر أن فرنسا حظرت عام 2004 الحجاب في الفصول الدراسية، وحظرت عام 2010 النقاب الذي يغطي الوجه في الشوارع، وقد أثارت تلك القرارات العديد من الانتقادات من قبل مسلمي فرنسا ومنظمات حقوق الإنسان.

وتتمسك المرشحة اليمينية مارين لوبان والمعادية للهجرة بتشددها حيال الحجاب، وتقول إنه في حال انتخابها فإنها ستفرض غرامة على النساء اللواتي يضعنه في الأماكن العامة مثل مخالفة المرور، واستغل ماكرون موقف لوبان للقول إن سياساتها لا تختلف عن سياسات الجبهة الوطنية المتشددة التي أسسها والدها جان ماري لوبان، مقدما نفسه على أنه مدافع عن الحريات الدينية، مشددا على أن حظر الحجاب سيعني دستوريا منع جميع الرموز الدينية بما في ذلك القلنسوة اليهودية والصليب.

وتصدر ماكرون نتائج الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية، بحصوله على ما بين 27.6 و29.7% من الأصوات، في حين حصلت لوبان على 23.5 إلى 24.7%، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى اشتداد المنافسة بينهما رغم تصدر ماكرون، ويرى محللون أن أحد أسباب تقدم لوبان هو نجاحها في رسم صورة أكثر اعتدالا لها وتقديم نفسها على أنها المرشحة الأكثر قدرة على التعامل مع مشاكل من بينها ارتفاع الأسعار.

وفي ظل تنافس المرشحين على كسب أصوات الناخبين المسلمين يدرك ماكرون بشكل واضح أهمية أصوات الناخبين المسلمين، ووفقا لاستطلاع أجراه مركز إيفوب، اختار 69% من الناخبين المسلمين في الجولة الأولى من الانتخابات المرشح اليساري جان لوك ميلانشون الذي حل في المركز الثالث، وينظر إلى كسب تأييد أنصار ميلانشون على أنه أمر حاسم بالنسبة لماكرون لضمان فوزه في الجولة الثانية.

وتسبب موقف لوبان من الحجاب وبناء جزء كبير من حملتها الانتخابية على تلك القضية إلى حدوث جدل في داخل معسكرها، إذ اعتبر روبير مينار رئيس بلدية بيزيير وأحد داعمي لوبان في الجولة الثانية أن سياستها بشأن الحجاب “خطأ” و”لا يمكن تطبيقها”.

وفي الجهة المقابلة أصدر “مسجد باريس الكبير” و”تجمع مسلمي فرنسا” دعوة للناخبين الجمعة للتصويت لماكرون في الجولة الثانية من الانتخابات، وقال عميد “مسجد باريس الكبير” شمس الدين حفيظ في بيان “تدعو قوى حاقدة اليوم إلى نفي المسلمين.. فلنصوت لإيمانويل ماكرون”.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.