قال خليل العناني، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، والباحث المختص بالشأن الأميركي، إن واشنطن إزاء أخطر عمليات الاختراق والتجسس في العقد الأخير، خاصة مع عدم تعرفها حتى الآن على هوية من يقف وراء التسريبات المعلن عنها مؤخرا، والتوقيت الذي خرجت فيه.

وأوضح -في حديثه لبرنامج “ما وراء الخبر” (2023/4/11)- أن هذه الخطورة تتعلق كذلك بحجم وكمية هذه التسريبات، حيث كُشف حتى الآن عن 100 وثيقة ما بين سرية وسرية للغاية، لافتا إلى أنها لا تتعلق فقط بحرب أوكرانيا، فمنها ما هو متعلق بحلفاء إستراتيجيين للولايات المتحدة مثل إسرائيل وكوريا الجنوبية والإمارات ومصر.

يأتي ذلك على خلفية، بدء واشنطن التحقيق بشأن تسريب وثائق فائقة السرية، بعضها يتعلق بالنزاع في أوكرانيا، في حين قال جون كيربي منسق الاتصال الإستراتيجي في مجلس الأمن القومي إن بلاده تتعامل مع الأمر بجدية وتبحث تأثيره على الأمن القومي، لافتا إلى أن الإدارة الأميركية ستجري مشاورات مع حلفائها بشأن تداعيات تلك التسريبات.

وأشار إلى من هذه التسريبات ما يكشف تبادلا استخباراتيا على أعلى مستوى بين روسيا والإمارات يمس المصالح الأميركية، وأخرى حول إمكانية قيام مصر بمد روسيا بما يقدر بـ40 ألف قاذفة صاروخ من إنتاج المصنع الحربي في مصر، إضافة إلى ما يكشف قيام الموساد الإسرائيلي بتحريض مواطنيه على التظاهر ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

موقف حرج

ويرى العناني أن هذه التسريبات تضع واشنطن في حرج شديد مع حلفائها، لافتا إلى أن الدوائر الرسمية في الولايات المتحدة تصدر تصريحات دورية تتعلق بفتح تحقيقات بشأن التسريبات وأخرى تحاول تهدئة الحلفاء وثالثة تكشف استدعاء مسؤولين للاستجواب، ما يعكس قلقا متزايدا، ومحاولة حثيثة لتحجيم مستوى الضرر.

لكنه يرى أن أداء الولايات المتحدة ضعيف إزاء التعامل مع تلك التسريبات، وهو يعكس ما يتردد منذ شهور عن أن إدارة الرئيس الحالي جو بايدن مهتزة ومرتبكة، ويبرر وجود حالة من الاستخفاف والاستهتار بها من قبل حلفائها وهو ما كشفت عنه تلك التسريبات.

وحول مدى تأثير تلك التسريبات، يؤكد العناني على أنه في المدى القصير من الممكن أن تؤثر على علاقات واشنطن بحلفائها ومستوى الثقة بينهم، إلا أن تلك العلاقات بحكم أنها إستراتيجية فلن تتضرر على المدى البعيد، خاصة أن التسريبات تكشف وجود عمليات تجسس متبادلة، وأن هناك عدم ثقة بين كل هذه الأطراف.

بدوره، يقول لاري كورب، مساعد وزير الدفاع الأميركي الأسبق، وكبير الباحثين في مركز التقدم الأميركي، إن هذه التسريبات تعطي فكرة عما تفعله وتفكر به واشنطن حول الحرب في أوكرانيا، وما يفعله الآخرون من أمور لها صفة الضرر في هذا الملف، كتقديم مساعدات لروسيا.

دور روسي

وأضاف في حديثه لما وراء الخبر، “ليس هناك أي شك بأن روسيا ربما لعبت دورا في هذا الأمر، خاصة أن الوثائق ظهرت في وقت كانت روسيا تتكبد فيه عددا كبير من الضحايا، ليتم تقليل الرقم بشكل غير واقعي، فمن الوارد أن من سرب هذه الوثائق استهدف إخراج روسيا من مأزقها”.

ويرى كورب أنه في حال ثبت أن روسيا ضالعة في الأمر سيكون أكثر خطورة من مجرد أن يكون التسريب متعلقا بشخص له موقف من السياسات الأميركية، لأنه يعكس تغلغلا روسيا داخل المؤسسات الاستخبارية الأميركية، لافتا في ذات الوقت إلى أن هذه التسريبات ستساعد الأحزاب المعارضة في الدول الداعمة لأوكرانيا في مطالباتها بتسوية الحرب.

كما يعتقد المسؤول الأميركي السابق، أن خروج هذه المعلومات مهم ويتطلب مواقف بشأن بعض الدول، ومن ذلك التفكير في مراجعة المساعدات المقدمة إلى مصر إذا ما ثبت أنها تقدم مساعدات عسكرية لروسيا في حربها ضد أوكرانيا.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.