بعد حرب روسيا على أوكرانيا يوم 24 فبراير/شباط 2022، زادت مخاوّف دول البلطيق الثلاث من أن تحاصرها القوات الروسية من عدة جهات، لا سيّما وأن اثنتين منهم -وهما إستونيا ولاتفيا- تملكان حدودا مباشرة مع روسيا.

في حين تتشارك الدولة الثالثة في منطقة البلطيق -وهي ليتوانيا- شريطا حدوديا طويلا مع بيلاروسيا، التي حشدت فيها موسكو نحو 30 ألف جندي قبل الحرب، بذريعة إجراء مناورات عسكرية مشتركة مع مينسك.

دول البلطيق

ـ دول البلطيق اسم يطلق في الغالب على 3 دول في أوروبا الشمالية، وهي إستونيا (أصغرها)، ولاتفيا، وليتوانيا (كبرى دول البلطيق).

ـ فنلندا كانت تحسب سابقا بأنها الدولة الرابعة من دول البلطيق، لكن مع مرور الوقت استُبعدت منهم.

ـ تقع دول البلطيق على سواحل بحر البلطيق الذي هو جزء من بحر الشمال والذي يعود للقرن الحادي عشر كما تذكر المصادر الغربية.

ـ رغم أن هناك العديد من النظريات حول أصل التسمية، فإنه يُحتفظ بهذا المعنى في اللغات البلطيقية الحديثة، إذ إن كلمة “البالتاس” في اللغة الليتوانية أو كلمة “البلات” في اللغة اللاتفية تعني “البيضاء”.

ـ ظهر بحر البلطيق منذ العصور الوسطى على الخرائط باللغات الجرمانية بما يقابل “البحر الشرقي” وباللغة الألمانية: “أوستسي”، وباللغة الدانماركية: “أوستاسوين”، وباللغة الهولندية: “أوشتسي”، وما إلى ذلك.

ـ يقع بحر البلطيق إلى شرق ألمانيا، والدانمارك، والنرويج، والسويد، واستُخدم هذا المصطلح تاريخيا للإشارة إلى “الدومنات” (المستعمرات) البلطيقية للإمبراطورية السويدية، وفي وقت لاحق، المقاطعات البلطيقية في الإمبراطورية الروسية.

ـ طوال القرن الثامن عشر حتى القرن العشرين، كانت دول البلطيق جزءًا من الإمبراطورية الروسية.

ـ خلال القرن التاسع عشر، بدأ مصطلح البلطيق يحل محل “أوستسي” اسما للمنطقة، وكان مصطلح دول البلطيق -حتى أوائل القرن العشرين- يُستخدم في سياق البلدان المجاورة لبحر البلطيق: السويد والدانمارك، وأحيانا ألمانيا والإمبراطورية الروسية، لكن مع ظهور جمعية الشمال (رابطة الشمال الأوروبي) لم يعد يُستخدم المصطلح للإشارة إلى السويد والدانمارك.

ـ خلال الحرب العالمية الأولى (1914 ـ 1918): حدثت الثورة الروسية وأنهت الإمبراطورية القيصرية.

ـ عقب انتهاء الحرب العالمية الأولى، قاومت شعوب البلطيق محاولات الاتحاد السوفياتي الذي تم إنشاؤه حديثا لاستعادة السيطرة على أراضيها.

ـ عام 1920: وقع الاتحاد السوفياتي معاهدات مع لاتفيا وليتوانيا وإستونيا، معترفا باستقلالها، لكن هذا الاستقلال لم يدم طويلا.

ـ أغسطس/آب 1940: أصبحت دول البلطيق الثلاث جمهوريات سوفياتية مرة أخرى، بعدما أدخلها ستالين ضمن الاتحاد.

ـ عام 1941: غزت ألمانيا النازية الاتحاد السوفياتي، وتعرضت دول البلطيق لاحقا للاحتلال النازي.

ـ عام 1945: استعاد السوفيات دول البلطيق مرة أخرى.

ـ على مدار الحرب العالمية الثانية (1939 ـ 1945): فقدت جميع دول البلطيق أجزاء كبيرة من سكانها، وظلت تسعى شعوبها إلى نيل الاستقلال عن السوفيات.

ـ عام 1990: شهدت الانتخابات التي اتسمت بالديمقراطية في دول البلطيق فوز الأحزاب المؤيدة للاستقلال عن الاتحاد السوفياتي بالأغلبية في جميع المجالس التشريعية الثلاثة في دول البلطيق.

استعادة الاستقلال

ـ عام 1991: انهارت الشيوعية في أوروبا الشرقية وانتهى الحكم السوفياتي، فأعلنت الدول الثلاث أن الاحتلال غير قانوني وتوجت باستعادة الاستقلال.

ـ حاول السوفيات منع هذه البلدان من الانفصال عن طريق الحصار الاقتصادي، كما وقعت حوادث عنف تورطت فيها القوات السوفياتية.

ـ 31 أغسطس/آب 1994: انسحبت القوات الروسية من دول البلطيق بالكامل.

المساحة وعدد السكان

إستونيا: 45.339 كيلومترا مربعا و1.3 مليون نسمة.

لاتفيا: 64.589 كيلومترا مربعا و1.9 مليون نسمة.

ليتوانيا: 65.300 كيلومتر مربّع و2.9 مليون نسمة.

ـ صنف البنك الدولي الدول الثلاث على أنها اقتصادات مرتفعة الدخل وتحافظ على مؤشر مرتفع جدًا من ناحية التنمية البشرية.

ـ لهذه الدول المتجاورة نفس الظروف المناخية والثقافات والتقاليد، وتعتبر دولة إستونيا من أكثر الدول تقدما فيما بينها، وعاصمتها طالين، وريغا عاصمة لاتفيا، وفيلنيوس عاصمة ليتوانيا.

عضوية الاتحاد الأوروبي و”الناتو”

ـ عام 2002: تقدمت حكومات البلطيق بطلب للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO).

ـ عام 2004: حصلت الدول الثلاث على عضوية الاتحاد الأوروبي.

ـ بين أعوام 2011 و2015: حصلت الدول الثلاث على عضوية حلف الناتو، ومنطقة اليورو، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

ـ عام 2014: بعد أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم، توجست دول البلطيق (إستونيا ولاتفيا وليتوانيا) من أن تلقى المصير نفسه بعد أن تمتعت باستقلالها عن الاتحاد السوفياتي لأكثر من 3 عقود.

ـ 3 أبريل/نيسان 2017: أفاد جهاز المخابرات في ليتوانيا بأن روسيا طورت القدرة على شن هجوم على دول البلطيق في غضون 24 ساعة، مما يقلص خيارات حلف الناتو لتقتصر على القوات العسكرية المرابطة بالفعل في المنطقة.

ـ وقالت المخابرات الليتوانية -في تقريرها السنوي لتقييم التهديدات- إن روسيا طوّرت جيشها في منطقة كالينينغراد العام الماضي لتقلص المهلة الزمنية اللازمة لشن أي هجوم، مما قد يعرقل قدرة حلف الناتو على إرسال تعزيزات.

ـ عام 2019: ارتفع ما تنفقه دول إستونيا ولاتفيا وليتوانيا على التسليح إلى 2 مليار دولار، بعد أن كان 950 مليون دولار عام 2005، أي ارتفاع بنسبة الضعف وبدعم من الولايات المتحدة.

ـ يتوزع 7 آلاف جندي من قوات الناتو في كل من إستونيا (800 جندي)، ولاتفيا (1200 جندي)، وليتوانيا (1200 جندي).

ـ 29 مارس/آذار 2022: أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو قررت طرد 10 دبلوماسيين من دول البلطيق.

ـ اتخذت موسكو قرارها عملا بمبدأ “المعاملة بالمثل”، ردا على طرد الدول الثلاث 10 دبلوماسيين روس في تحرك منسق بينها في 18 مارس/آذار 2022، تنديدا بالعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

فجوة سوالكي

ـ بعد الهجوم على أوكرانيا، تشعر الدول الثلاث بالقلق من قدرة روسيا على عزلها عن بقية أوروبا عبر فجوة “سوالكي” (Suwalki) الخطيرة، وهي الحدود البولندية الليتوانية الضيقة التي يبلغ طولها 65 كيلومترا، والتي يُنظر إليها على أنها واحدة من أكثر نقاط الناتو ضعفا.

ـ يقع إلى الغرب من هذه المنطقة مقاطعة كالينينغراد الروسية المسلحة بكثافة، التي تعتبر رأس حربة روسيا في خاصرة الناتو.

ـ سارع حلفاء الناتو إلى طمأنة دول البلطيق، وأرسل الحلفاء مؤخرا قوات إضافية إلى المنطقة كجزء من 3 مجموعات قتالية متعددة الجنسيات قوامها حوالي ألف فرد في إستونيا ولاتفيا وليتوانيا.

ـ لدى الولايات المتحدة أيضا كتيبة متناوبة في ليتوانيا وأرسلت تعزيزات إلى قاعدتها في بولندا.

ـ تسعى الدول الثلاث لزيادة الإنفاق الدفاعي فيما بينها، وتطالب واشنطن بوجود دائم للقوات الأميركية، وبتعزيزات أكبر من الناتو في المنطقة.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.