مدينة مينيابولس بولاية مينيسوتا ثالث المدن الأميركية التي تسمح برفع الأذان في مساجدها بصوت مسموع، إلى جانب مدينة باترسون بولاية نيو جيرسي، ومدينتي ديربورن وهامترامك في ولاية ميشيغان.

واشنطن – أصبحت مدينة مينيابولس ثالث المدن الأميركية التي تسمح برفع الأذان في مساجدها، فقد وافق أعضاء مجلس مدينة مينيابولس، بولاية مينيسوتا، على تبني قرار يعترف بأهمية شهر رمضان المبارك، ويسمح أيضا برفع الأذان على مدار العام.

ويتيح القرار الجديد للمساجد رفع الأذان 3 مرات في اليوم بين السابعة صباحا وحتى العاشرة ليلا (أذان الفجر والعشاء خارج هذا الوقت)، وتعد هذه الخطوة نجاحا كبيرا للجالية المسلمة التي يٌقدر عددها بما يقرب من ربع مليون نسمة في الولاية الشمالية أغلبهم من العرب والبوسنيين.

ودفعت جهود النائب جمال عثمان (Jamal Osman) عضو المجلس المحلي لمدينة مينيابولس، والذي جاء طفلا مع عائلته قبل سنوات كلاجئ من الصومال، إلى موافقة كل أعضاء مجلس المدينة وبالإجماع على هذه القرارات للمرة الأولى في تاريخ المدينة والولاية، وساعده في ذلك عضوان مسلمان آخران ضمن مجلس المدينة المحلي هما عائشة شوغاتي وجيرمايا آليسون.

وجدير بالذكر أنه خلال السنوات الماضية جذبت مدينة مينيابولس الآلاف من المهاجرين واللاجئين من دول شرق أفريقيا خاصة الصومال. وتمثل النائبة المسلمة الديمقراطية ذات الأصول الصومالية، إلهان عمر، المدينة في مجلس النواب بالكونغرس. ويقدر البعض عدد المساجد بالولاية بما لا يقل عن 90 مسجدا، منها ما لا يقل عن 30 مسجدا في مدينة مينيابولس.

وكانت وكالة سند رصدت تداول مستخدمين على مواقع التواصل الاجتماعي مقطعًا مصورًا لرفع الأذان في مدينة مينيابولس الأميركية عبر مكبرات الصوت الخارجية قبل أيام من حلول شهر رمضان المبارك، يوم الخميس 24 مارس/آذار الماضي.

 

المسلمون جزء من نسيج مينيسوتا

تحدث النائب جمال عثمان للجزيرة نت حول تبنيه ونجاحه في الدفع بهذا القرار، وقال “إن هذه القرار يظهر أننا على قدم المساواة في مينيابولس، ونحن المسلمين جزء لا يتجزأ من هذه المدينة، والآن أصبحت تقاليدنا وعقيدتنا جزءا منها كذلك. ولقرون تدق الكنائس أجراسها، والآن أصبح لنا الحقوق نفسها التي تمتع بها المسيحيون وأصحاب الديانات الأخرى”.

كما أشاد عثمان برد فعل غير المسلمين على خطوة رفع الأذان، وقال للجزيرة نت “إن رفع الأذان سيقتصر على محيط المساجد وسيكون بصوت مناسب. خلال مناقشاتي مع أئمة المساجد، كنا نؤكد على ضرورة الحصول على دعم الجيران من غير المسلمين في مناطق المساجد، وأن يُؤخذ في الاعتبار ملاحظاتهم. نريد للمساجد أن تصبح بمثابة جار جيد لسكان المنطقة من المسلمين وغيرهم، وهذه فرصة لتقديم الإسلام بصورة جيدة”.

وتلقى مسلمو مينيسوتا خبر رفع الأذان بسعادة غامرة، وتحدث محمد زكريا، طالب مسلم في جامعة ولاية مينيسوتا، للجزيرة نت، وقال “إن السماح برفع الأذان يعيد إلينا جزءا بسيطا مما نفتقده هنا خلال سنوات دراستنا بعيدا عن مجتمعنا الإسلامي حيث كنا نعتاد على سماع الأذان منذ ولادتنا”.

كما أشادت المنظمات الإسلامية بالولايات المتحدة بأهمية هذه الخطوة، وفي حديث مع الجزيرة نت، أشاد باشارات سليم، المدير التنفيذي للجمعية الإسلامية لأميركا الشمالية (ISNA)، وهي إحدى المنظمات الإسلامية الرائدة في كندا والولايات المتحدة، إلى أهمية هذه الخطوة، وأضاف “يمثل انضمام مدينة مينيابولس، بولاية مينيسوتا، إلى هذه المدن إضافة كبيرة، كما أنه تطور مهم للجالية المسلمة في مينيابولس، والتي أصبح لها وجود كبير وملموس”.

وقال سليم “هذا أمر مهم بمعنى أن لدينا الآن مدينة أميركية أخرى تسمح برفع أذان الصلاة بصوت مسموع، إلى جانب مدينة باترسون بولاية نيو جيرسي، ومدينتي ديربورن وهامترامك في ولاية ميشيغان، التي وافقت بالفعل حكوماتها المحلية على إجراءات رفع الأذان خلال السنوات الماضية”.

مسجد النور في مدينة مينيابولس الأميركية  حيث وافق مجلس المدينة على رفع الأذان في رمضان وطيلة العام (مواقع التواصل)

فرصة لمسلمي أميركا

وفي حديثه للجزيرة نت، ذكر النائب جمال عثمان أن “تزامن تمرير قرار الاعتراف بخصوصية شهر رمضان، والسماح برفع الأذان، منحني ومنح العضوين المسلمين بمجلس المدينة الفرصة للحديث عن ديننا لأعضاء المجلس الآخرين”، وأضاف جمال “أن هذه الخطوة تعد نقطة فاصلة للجالية المسلمة هنا”.

وأشار النائب عثمان إلى أن جهوده وجهود الأعضاء المسلمين ستستمر من أجل “التأكيد على ارتباط ومشاركة المسلمين والصوماليين والمهاجرين من دول شرق أفريقيا في الأنشطة المجتمعية هنا”.

ونوه عثمان إلى ضرورة استغلال المسلمين للفرص المتاحة وأن “يعطي المسلمون في المقابل ويخلقوا فرصا للمجتمع الذي يمنحهم هذه الفرص”.

من جانبه، قال باشارات سليم للجزيرة نت “نحن نخدم الجالية المسلمة منذ 58 عاما، وتتراوح برامجنا من مؤتمر سنوي موسع، إلى ندوات تعليمية، وبرامج شبابية وخدمات الوعظ. ومن خلال مكتبنا في واشنطن العاصمة، نشارك في أنشطة مع أصحاب الديانات الأخرى، وننظم فعاليات ونوجه دعوات لتناول وجبات الإفطار الرمضاني مع القادة السياسيين ورموز الديانات الأخرى. وخلال سنتي انتشار فيروس كوفيد-19، شاركنا في الكثير من الفعاليات الافتراضية مثل الصلوات بين الأديان ومناقشات القضايا المشتركة التي يمكننا التعاون فيها في المستقبل”.

جمال عثمان، عضو مجلس مدينة مينابوليس المصدر: فيديو خاص بالجزيرة
جمال عثمان عضو مجلس مدينة مينابولس: هذه الخطوة تعد نقطة فاصلة للجالية المسلمة هنا (الجزيرة)

كما اعتبر باشارات سليم أنه “إذا كانت السلطات المحلية والأشخاص المؤثرون يؤيدون مثل هذا التدبير، فإن ما يسمح باتخاذ هذه الخطوات هو احترام إرادة المواطنين السمة المميزة لديمقراطيتنا، ويسمح بهذه التدابير بناء على طلب من جهات المجتمع المحلي، ويجب أن تتبع المسار والإجراءات القانونية من جانب السلطات المحلية، مع مراعاة المصلحة العامة لهذه المجتمعات المحلية”.

وشدد الطالب محمد زكريا على النجاح الواسع للجالية الصومالية في ولاية مينيسوتا، وأشار زكريا في حديثه للجزيرة نت إلى أن “أغلب المسلمين في ولاية مينيسوتا هم من الصوماليين الذين يصممون على الانخراط في الأنشطة المجتمعية والسياسية على عكس القادمين من الدول العربية الأخرى، لكن في النهاية كلنا مسلمون وأي نجاح هو نجاح لنا جميعا”.


المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.