رغم مرور أكثر من 28 سنة على توجيه التهم لأولئك السجناء فإن إجراءات محاكمتهم لا تزال أبعد ما تكون عن الانتهاء في ما يبدو، وفق تعبير خبير أميركي.

قال مسؤول سابق بوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) إن الولايات المتحدة فشلت فشلا ذريعا عندما لم تحسن التصرف بالبت في قضايا الرجال المسجونين في معتقل خليج غوانتانامو بجزيرة كوبا.

وأضاف بول بيلار المنسق السابق للاستخبارات في الشرق الأوسط وجنوب آسيا، في مقال نشرته له “مجلة ناشونال إنترست” (The National Interest) الأميركية، أن ذلك الفشل تجلى بوضوح في ما يتعلق بخالد شيخ محمد “العقل المدبر المزعوم لهجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 الإرهابية”، و4 آخرين متهمين بالتواطؤ في تلك العمليات.

سلسلة لا تنتهي من المماطلات

وقد حالت سلسلة لا تنتهي من المماطلات والتأخيرات دون مثول أولئك المتهمين أمام محكمة عسكرية، حسب تأكيد بيلار الذي عزا معظم حالات التأجيل إلى تبديل الأفراد المكلفين بالعمل مدّعين عامين، أو محامي دفاع أو قضاة.

وتابع المسؤول الأميركي السابق أن الأمر يستغرق من كل موظف من المكلفين الجدد مزيدا من الوقت لقراءة السجلات والمحاضر ومعرفة مستجدات القضية كلما طال أمد التقاضي.

وثمة أسباب أخرى للتأخير -في نظر بيلار-  تضمنت حالات من عدم اليقين إزاء كيفية التعامل مع أدلة على تعرض السجناء للتعذيب، فضلا عن تعليق الجلسات لفترة طويلة بسبب تفشي جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19).

ورغم مرور أكثر من 28 سنة على توجيه التهم لأولئك السجناء فإن إجراءات محاكمتهم لا تزال أبعد ما تكون عن الانتهاء في ما يبدو، بل إن أكثر التقديرات الحالية تفاؤلا لا تتوقع بدء المحاكمات قبل منتصف عام 2024، على حد تعبير بيلار الذي يعدّ خبيرا فاعلا في مجال مكافحة “الإرهاب”.

ووفقا للمقال، فإن إطالة أمد إجراءات المحاكمة على نحو مستمر لا يخدم أحدا، بمن فيهم عائلات ضحايا هجمات 11 سبتمبر/أيلول والمواطنون الأميركيون الذين يريدون فقط أن يروا العدالة تأخذ مجراها.

مخرج في الأفق

ويكشف الكاتب أن ثمة مخرجا من هذا المأزق لاح في الأفق في الأسابيع الأخيرة، إذ شرع أحد المدّعين العامين -الذي ظل قائما على هذه القضية وعاصر خلالها تغير 3 إدارات أميركية- في التحدث مع محامي الدفاع عن خالد شيخ محمد ورفاقه من المتهمين الآخرين لإقناع موكليهم بالإقرار بالذنب، مقابل إعفائهم من عقوبة الإعدام. “أما أخطر هؤلاء المتهمين (خالد شيخ محمد) فسوف يواجه بدلا من ذلك عقوبة السجن المؤبد من دون إمكانية الإفراج عنه”.

ومع ذلك فإن مسؤول المخابرات الأميركي السابق يعتقد أن صفقة من هذا القبيل ليست مؤكدة بأي حال من الأحوال، ولكن لو أن ثمة اتفاقا وقع فسيثير اعتراضات يرى أصحابها أن ما من عقوبة أشد من الإعدام جزاء على “الجرم الشنيع المرتكب”.

ترجيح مزيد من التأخير

ويرى بيلار في مقاله أن البديل الأرجح لصفقة من ذلك النوع في المستقبل المنظور هو مزيد من التأخير، وأن أكبر ميزة لاتفاق يقرّ فيه المتهمون بالذنب تكمن في وضع حد لتلك التأجيلات، وحل القضية وإقرار رسمي بالذنب.

ويمضي إلى القول إن من غير الواضح اعتبار السجن مدى الحياة، في هذه الحالة، عقوبة أخف من الإعدام، مضيفا أنه بالنظر إلى البيئة التي جاء منها هؤلاء المتهمون فإن الشهادة تعني شيئا لهم، ولهذا السبب فإن الأمر قد يكون مفاجئا لو وافقوا على السجن المؤبد.

ويخلص المقال إلى الزعم أن غوانتانامو ظل يمثل مفاهيم “غامضة” داخل الكونغرس في ما يتعلق بشن “حرب على الإرهاب” بدلا من استخدام طرق “مجربة وقادرة” لمقاضاة “الإرهابيين” ومعاقبتهم.

ولو أن خالد شيخ محمد حوكم في المحكمة الفدرالية للمقاطعة الجنوبية من نيويورك -المنطقة التي كانت مسرحا لهجمات 11 سبتمبر/أيلول- لكان قد صدر حكم في القضية المتهم فيها قبل سنوات، ولكان قد أُعدم أو أودع في سجن شديد الحراسة، كما يقول بول بيلار.

 

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.