أشار الكاتب برت ستيفنز في عموده بصحيفة “نيويورك تايمز” (New York Times) إلى تقارير تفيد بأن روسيا ربما تخطط لاستخدام أسلحة كيميائية كجزء من هجومها في شرق أوكرانيا، ووفق تقارير أخرى غير مؤكدة لمسؤولين محليين في ماريوبول، ربما تكون قد استخدمت تلك الأسلحة بالفعل.

وأضاف الكاتب أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن شكلت بالفعل فريقا من مسؤولي الأمن القومي لدراسة الخيارات حال حدوث ذلك، وعلق بأن الوقت قد حان لكي تصبح هذه النقاشات أكثر علنية.

ولفت الكاتب إلى أن الولايات المتحدة مرت بهذه التجربة من قبل وبشكل سيئ في أغسطس/آب 2012 عندما حذر الرئيس السابق باراك أوباما علنا نظام الرئيس السوري بشار الأسد من استخدام الأسلحة الكيميائية. وقال حينها “الخط الأحمر بالنسبة لنا هو أننا بدأنا نرى مجموعة كاملة من الأسلحة الكيميائية تتحرك أو يجري استخدامها، وهذا من شأنه أن يغير حساباتي”.

ولم يغير ذلك حسابات أوباما، وفي العام التالي ظهرت تقارير عن بدء الأسد في استخدام الأسلحة الكيميائية، وبلغت ذروتها بهجوم بغاز السارين في إحدى ضواحي دمشق، وتردد أوباما خوفا من حرب أوسع.

وأضاف الكاتب أن ذلك السيناريو لا يمكن لفريق بايدن تحمل تكراره، وأن ما يجب أن تفعله الإدارة الأميركية هو:

  • لا تقدم إلا الوعود التي تنوي الوفاء بها، فقد مثل استخدام سوريا للأسلحة الكيميائية أزمة عسكرية وإنسانية وأزمة أعراف دولية. وتحول خط أوباما الأحمر حولها إلى أزمة مصداقية أميركية كانت عواقبها أبعد بكثير من أي أزمة حدثت في سوريا.
  • يجب أن يكون رد الولايات المتحدة مختلفا. فقد أصدر بايدن تهديدا مستترا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين عندما التقيا في يونيو/حزيران الماضي في جنيف، بتذكيره بحادثة هجوم الفدية على أكبر خط أنابيب في الولايات المتحدة. يقول بايدن “نظرت إليه وقلت حسنا، كيف ستشعر إذا استولت برامج الفدية على خطوط الأنابيب الخاصة بكم؟”.
  • يجب ممارسة أقصى ضغط دبلوماسي ممكن على ألمانيا والدول الأوروبية الأخرى لوقف استيراد النفط والغاز من روسيا، ويتبع ذلك إزالة فورية لجميع المؤسسات المالية الروسية من نظام المعاملات المالية “سويفت” لجعل مدفوعات النفط والغاز شبه مستحيلة.

الغرب قد لا يقدر على منع بوتين من استخدام الأسلحة الكيميائية، لكن لا يزال بإمكانه تجنب الخطأ الفادح الذي ارتكبه قبل عقد مع نظام الأسد في سوريا

  • يجب تمزيق سلاسل التوريد الروسية، ثم تجاوز ذلك ليشمل كل قطاع من قطاعات الاقتصاد الروسي، بمنع أي شركة تمارس نشاطا تجاريا في روسيا تلقائيا من القيام بأعمال تجارية في الولايات المتحدة، وربما أوروبا.
  • يجب تسليح أوكرانيا بأسلحة هجومية. وكما قال قائد الناتو السابق الأدميرال جيمس ستافريديس أمس الثلاثاء “بافتراض أن هذه الأسلحة سيتم تسليمها جوا، فإن ذلك يزيد من الرهان على منح الأوكرانيين المزيد من الأدوات لتشغيل منطقة حظر طيران فعالة، بما في ذلك مقاتلات “ميغ-29″ وربما منصات وطائرات مسيرة ذات قدرة مضادة للطائرات”.
  • يجب استهداف بيلاروسيا. فإذا كانت إدارة بايدن تخشى المواجهة المباشرة مع روسيا، فينبغي أن تكون أقل تحفظا في ملاحقة النظام العميل للكرملين هناك، فتعتيم العاصمة مينسك ليوم واحد سيكون بمثابة طلقة تحذيرية مفيدة للديكتاتور ألكسندر لوكاشينكو قبل أن يفكر في الانضمام إلى المجهود الحربي للكرملين.
  • يجب توقع الأسوأ، لإن ألكسندر دفورنيكوف القائد الجديد للقوات الروسية في أوكرانيا، وبحسب ما قاله عنه قائد عسكري أميركي سابق “ليس لديه أن ندم ضد أي نشاط مروع..  وانظروا إلى ما فعله في حلب”.
  • وأخيرا يجب التخطيط لحرب طويلة. ومن ذلك التأكد من قدرة الغرب على تزويد أوكرانيا بالأسلحة التي تحتاجها لمدة عام على الأقل، والبدء في تدريب القوات الأوكرانية على أنظمة القتال الغربية المتقدمة، والاستعداد لفصل روسيا عن الاقتصاد العالمي لمدة 10 سنوات.

وختم الكاتب مقاله بأن الغرب قد لا يقدر على منع بوتين من استخدام الأسلحة الكيميائية في أوكرانيا، لكن لا يزال بإمكانه تجنب الخطأ الفادح الذي ارتكبه قبل عقد مع نظام الأسد في سوريا.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.