تدعو المنظمة للسماح باستئناف الإنتاج الزراعي على الفور وبشكل آمن، لتجنب المزيد من التأثير المحتمل على الأمن الغذائي في أوكرانيا وخارجها خلال الأيام والأسابيع والأشهر المقبلة.

بعد مرور أكثر من شهر على الحرب الروسية، أصدرت منظمة الأغذية والزراعة “فاو” (FAO) تقريرا تحت عنوان “ملاحظة حول تأثير الحرب على الأمن الغذائي في أوكرانيا”، وأعربت المنظمة فيه عن قلقها البالغ بشأن حالة الأمن الغذائي في أوكرانيا.

وحسب المنظمة، تسببت الحرب التي بدأت 24 فبراير/شباط الماضي في أضرار جسيمة وخسائر في الأرواح في المراكز السكانية الرئيسية، وانتشرت في المناطق الريفية، وتسببت في نزوح جماعي.

واعتبارا من 23 مارس/آذار الجاري، أُجبر أكثر من 3.6 ملايين شخص على ترك منازلهم والفرار عبر الحدود، بحثا عن الأمان، ونزح داخليا ملايين آخرون، وتصاعدت وتيرة العنف بسرعة، ولا يزال من الصعب للغاية التنبؤ بتطور الصراع وتأثيره على الحياة وسبل العيش والأمن الغذائي والتغذية.

تسببت الحرب في أضرار جسيمة بالمناطق الريفية وتسببت في نزوح جماعي (بيكسابي)

تحد هائل ومتدهور للأمن الغذائي

من الواضح أن الحرب أدت إلى تحد هائل ومتدهور للأمن الغذائي، وأدت بالفعل إلى تعطيل سبل العيش بشكل كبير خلال موسم الزراعة، من خلال فرض قيود على الوصول المادي، والأضرار التي لحقت بالمنازل والأصول الإنتاجية والأراضي الزراعية والطرق والبنى التحتية الأخرى.

وأدى الصراع إلى إغلاق الموانئ، وتعليق عمليات طحن البذور الزيتية، وفرض قيود على تراخيص التصدير، وحظر بعض المحاصيل والمنتجات الغذائية، حيث يتم تطويق المدن الرئيسية التي تتعرض للقصف العنيف، مما يترك الناس معزولين، مع مواجهة نقص حاد في إمدادات الغذاء والمياه والطاقة.

ومع استمرار انعدام الأمن وتعطل سلاسل التوريد المحلية والوطنية على حد سواء، من المرجح أن يتعرض الناس أكثر للجوع وسوء التغذية. وترى المنظمة أنه من غير المؤكد هل ستكون أوكرانيا قادرة على حصاد المحاصيل الموجودة أو زراعة محاصيل جديدة أو الحفاظ على الإنتاج الحيواني مع تطور الصراع.

مخاوف الأمن الغذائي

وفي هذه المرحلة من الحرب، يصعب التأكد من المعلومات الدقيقة عن حالة الأمن الغذائي لمختلف السكان. والنتائج الأولية للتقييم السريع للاحتياجات -الذي أجرته منظمة الأغذية والزراعة، استنادا إلى نتائج 19 ولاية- تشير إلى أنه من المتوقع حدوث نقص في الغذاء على الفور أو في الأشهر الثلاثة المقبلة في أكثر من 40% من الحالات، وأن الإمداد بالأغذية والوصول إليها يمثلان قضية مهمة في جميع أنحاء العالم.

حققت أوكرانيا حصادا جيدا عام 2021، لكن يصعب التأكد من حالة الأمن الغذائي (بيكسابي)

على نطاق أوسع، كانت أوكرانيا قد حققت حصادا جيدا للغاية عام 2021، وفي حين أن غالبية صوامع الغلال ومنشآت التخزين الرئيسية في أوكرانيا لا تخضع حاليا للسيطرة الروسية، إلا أن وصلات السكك الحديدية تضررت بسبب الحرب.

ومع ذلك، فقد تم تخزين ما يقرب من 50% من القمح المتوفر، ويجب مراقبة الوصول إلى الحبوب، ووضع آليات لنقل الحبوب وتخزينها في مناطق أكثر أمانا.

وقد يؤدي النقص في منتجات وقاية النباتات إلى انخفاض غلة الحبوب في الأشهر المقبلة، وقد يؤدي الانقطاع في إمداد مخزون الأدوية البيطرية والعلف الحيواني إلى إتلاف أنشطة مزارع لحوم الخنازير والدواجن التجارية -التي تزود البلدات والمدن- وتعطلها بشدة.

وإذا انتشر الصراع واستمر، فسيكون هناك ضغط متزايد على الأمن الغذائي، ومن المرجح أن يؤدي الصراع إلى تعطيل إنتاج الخضروات بسبب نقص المدخلات، وصعوبة الوصول إلى الأراضي والمخاوف المتعلقة بالسلامة.

توصيات المنظمة

تقوم منظمة الأغذية والزراعة حاليا بتنفيذ تقييمات سريعة للاحتياجات في القطاع الزراعي في أوكرانيا، وكذلك في المناطق التي تشهد نزوحا سكانيا كبيرا، وستحدد نتائج التقييمات والدراسات الاستقصائية التي أجرتها منظمة الأغذية والزراعة والشركاء الآخرون احتياجات كل من المزارعين التجاريين وأصحاب الحيازات الصغيرة لموسم الزراعة الربيعي، والإنتاج المحصولي والحيواني، وتسمح بفهم أفضل للقيود المتزايدة على الأمن الغذائي.

يجب ضمان الدعم لأصحاب الحيازات الصغيرة الذين قرروا البقاء والعمل بنشاط في الزراعة (بيكسابي)

هناك قلق بشأن المخاطر الأمنية المرتبطة بإعداد الأرض للزراعة الربيعية، وهناك تقارير موثوقة عن الذخائر والألغام غير المنفجرة المدفونة في الحقول. بالإضافة إلى ذلك، يحتاج المزارعون إلى ضمانات أنهم لن يتم استهدافهم عند تشغيل الآلات الزراعية على نطاق واسع.

ومع ملاحظة أن البعد الفوري للأمن الغذائي لهذا الصراع يتعلق بالحصول على الغذاء وليس توافر الغذاء، تدعو المنظمة للسماح باستئناف الإنتاج الزراعي على الفور وبشكل آمن، لتجنب المزيد من التأثير المحتمل على الأمن الغذائي في أوكرانيا وخارجها خلال الأيام والأسابيع والأشهر المقبلة.

كما ترى المنظمة أنه يجب على أطراف النزاع تطبيق اللوائح، وعليهم الالتزام بالبروتوكولات الإضافية لاتفاقيات جنيف، ويجب أن ينصب التركيز الرئيسي للدعم على حملة البذر الربيعي لعام 2022 للذرة والشعير والمحاصيل الأخرى، ولا سيما توفير الوقود للآلات. ومن الأهمية بمكان حماية محاصيل الحبوب الشتوية الدائمة وأن يتم الحصاد بأمان ومن دون عوائق في شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب القادمين.

كما يجب ضمان الدعم لأصحاب الحيازات الصغيرة الذين قرروا البقاء والعمل بنشاط في الزراعة، لضمان استمرار توافر الخضروات وإنتاج الألبان المستمر، من خلال توفير الأعلاف الحيوانية والأعلاف والبذور والأسمدة، ودعم قطاع الثروة الحيوانية بالأدوية البيطرية ومدخلات الأعلاف لتقليل مخاطر الاضطرابات المرتبطة بالصراع وتقليل المخزون.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.