مسلسل “منعطف خطر”.. النسخة العربية من الدراما الدانماركية الأشهر

مسلسل “منعطف خطر” الجريمة الدانماركية بنكهة مصرية

مسلسل “منعطف خطر” من كوبنهاغن إلى القاهرة

تعريب المسلسلات بعد شراء حقوقها الأصلية أصبح شيئًا متكررًا في الدراما العربية، خاصة مع انتشار المنصات الإلكترونية التي تحاول التجديد في المحتوى المرئي وجذب المشاهدين بأعمال ناجحة بلغات أخرى، وقد يكون لها معجبوها حتى في الشرق الأوسط.

وأحدث الأعمال المعربة مسلسل “منعطف خطر” والمقتبس من مسلسل الجريمة الدانماركي “القتل” (The Killing/Forbrydelsen) الذي أعاد الأضواء لهذا النوع من المسلسلات، وفاز بعدد من الجوائز بما في ذلك البافتا.

من كوبنهاغن إلى القاهرة

يُعرض “منعطف خطر” على منصة “شاهد VIP” مع تغيير الأحداث بالطبع من كوبنهاغن إلى القاهرة في مصر، حيث تم تصويره كذلك، وهو من إنتاج كاريزما بيكتشرز، وشارك في كتابته محمد المصري وأحمد جودة بعد حصول الشركة على حقوقه من “دكتور سيلز” (DR Sales).

النسخة العربية من بطولة باسل خياط وباسم سمرة وريهام عبد الغفور، وإخراج سدير مسعود صاحب مسلسل “قيد مجهول” الذي عُرض العام الماضي، ومن بطولة باسل خياط أيضًا.

قال أيمن الزيود الرئيس التنفيذي لمجموعة كاريزما عن مسلسل “منعطف خطر” إن رؤية مسلسل القتل يتحول إلى “منعطف خطر” عمل مُرض “ويسعدنا تقديم (الجريمة الإسكندنافية Nordic Noir) للجمهور الذي يبحث بشكل متزايد عن قصص جديدة ومثيرة للاهتمام. وكان الحفاظ على الطبيعة الفريدة لهذا النوع بالانسجام مع التفضيلات الجمالية للمشاهدين العرب يمثل تحديًا مثيرًا، كان على فريقنا الماهر بشكل فريد القيام به”.

وطرحت المنصة الحلقات الثلاث الأولى من المسلسل دفعة واحدة، ثم تعرض باقي الحلقات بشكل أسبوعي، ومن المقرر امتداده إلى 10 حلقات يظهر فيها عدد كبير من ضيوف الشرف بالإضافة إلى أبطاله الرئيسيين.

وتدور أحداث النسخة العربية حول جريمة قتل تحدث لمؤثرة “إنفلونسر” على موقع التيك توك لها ملايين المعجبين، يحقق فيها الضابط هشام، ويزداد الغموض بعد اكتشاف أن الجثة وجدت في سيارة رجل الأعمال خالد الذي ينتظر ترشحه في انتخابات ناد رياضي كبير، ويكتشف الضابط أن السيارة ضمن أسطول سيارات تستخدم في الحملة الانتخابية لخالد، وأنها سرقت من قبل.. وتتوالى الأحداث.

منعطف خطر ليس الأول

عبر المؤامرات، والجو السوداوي واهتمامه ليس فقط بالبحث عن القاتل، بل تأثير جريمة القتل في الأوساط السياسية كجزء من تحقيق الشرطة، استطاع مسلسل “القتل” تحقيق نجاح دولي هائل، وتم تصنيفه في المرتبة الـ 80 في قائمة أعظم 100 مسلسل تلفزيوني في القرن 21 على قناة “بي بي سي” (BBC) وقد عُرض لأول مرة في القناة الوطنية الدانماركية عام 2007، وتم بثه في العديد من البلاد الأخرى.

تدور الأحداث في كوبنهاغن حول المحققة سارة لوند التي تتبع قضية قتل يومًا بعد يوم. وكل حلقة مدتها 50 دقيقة تغطي 24 ساعة من التحقيق. ويشتهر المسلسل بتقلّبات حبكته، وقصصه الممتدة، وإعطاء تركيز مماثل لقصص عائلة الضحية المقتولة مثل ذلك المخصص للبحث عن القاتل.

حقق مسلسل “القتل” نجاحا دوليا، لا سيما في المملكة المتحدة وألمانيا وهولندا، وتم نشر روايات لكل موسم تستعرض أحداثه بعض عرضه.

عام 2011 أُعيد تقديمه في نسخة أميركية، ودارت أحداث هذه النسخة في سياتل، واستمر 3 مواسم على “إيه إم سي” (AMC) ثم لموسم رابع وأخير على “نتفليكس” وعُرض عام 2014.

هل المسلسلات المعربة حل؟

المسلسلات المعربة والمأخوذة من أصول أجنبية أصبحت صيحة رائجة في عالم الترفيه العربي، حقق بعضها نجاحا كبيرا مثل “سوتس بالعربي” (Suits) الذي عٌرض خلال شهر رمضان الماضي، بالإضافة إلى عروس بيروت والآنسة فرح اللذين استحوذا على اهتمام المشاهد العربي لعدة مواسم على مدار سنوات.

السؤال المهم: لماذا يقبل المشاهد العربي على هذه الأعمال؟

الإجابة المحتملة هي تكرار نوعية محددة من المسلسلات العربية في العقود الماضية، ما بين الدراما الاجتماعية والكوميدية، وأصبح نادرًا عرض مسلسل حركة أو خيال علمي، وبالتالي ظل صناع هذه الأعمال يجتهدون في دائرة ضيقة لم يستطيعوا التجديد فيها بما فيه الكفاية، ففتر حماس المتلقي من مشاهدة تكرار على نفس الحبكات القديمة وأصبح يتجه إلى المسلسلات الأجنبية حتى متواضعة المستوى مثل المسلسلات التركية والهندية، لأنها تضفي على يومه بعض التجديد.

تعريب المسلسلات الأجنبية إلى نسخ عربية محاولة -ناجحة حتى الآن- لكسر هذه الدائرة شديدة الضيق، فعندما لا يستطيع المبدع العربي ابتكار عمل مختلف لا يعيبه الاقتباس من أعمال أخرى ناجحة، والاتجاه لصيغ إبداعية مختلفة، سواء من حيث النوع أو الحرفة مثل استخدام أسلوب الورش في كتابة السيناريو.

هذه التغييرات بالتدريج ستصنع مبدعين جدد قادرين على تقديم أعمال بصبغة عربية بدون الحاجة للاستناد إلى نسخ أجنبية، بالإضافة إلى أن التعريب أو إصدار نسخ مختلفة من نفس العمل ليس بدعة عربية، فعلى سبيل المثال مسلسل “القتل” محل حديثنا اليوم تحول بالفعل من قبل إلى نسخة أميركية وأخرى تركية، فالنجاح لا لغة له طالما يأتي للمشاهدين بالتسلية، وللمنتجين بالعائد المادي.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.