أعلنت إدارة مهرجان تورنتو السينمائي الدولي تكريم المخرجَين الحاصلَين على جائزة الأوسكار، وهما الإسباني بيدرو ألمودوفار والأميركي سبايك لي، ومن المقرر إقامة احتفال خاص لتسليمهما جوائز التكريم في العاشر من سبتمبر/أيلول المقبل، وذلك ضمن الدورة الـ48 التي تُعقد خلال الفترة من 7-17 سبتمبر/أيلول المقبل.

ويحصل سبايك لي، الذي أخرج فيلم “مالكوم إكس” الشهير عن حياة الزعيم الأميركي المسلم مالكوم إكس، على جائزة “إيبرت”، التي تحمل اسم الناقد السينمائي الأسطوري روجر إيبرت.

وقدم المخرج لي أول أفلامه الروائية الطويلة “سوف تحصل عليه” (She’s Gotta Have It) عام 1986، وقد حصد هذا الفيلم إيرادات قاربت 7 ملايين دولار، ثم توالت بعدها أعماله الفنية التي شارك في كتابة معظمها أيضا.

ومن المكرمين السابقين بجائزة “إيبرت” الممثلة الماليزية ميشيل يوه، والممثل الكندي بريندان فريزر، والممثل البريطاني السير أنتوني هوبكنز، والفائز بالأوسكار يواكين فينيكس.

دينزل واشنطن في دور مالكوم إكس (غيتي)

أول فيلم صُور في مكة

وسبايك لي هو أول مخرج سينمائي يحصل على فرصة تصوير مشاهد من فيلم داخل مكة المكرمة، وهو فيلم “مالكوم إكس” (Malcolm X)، الذي يعد أهم أفلامه، ويدور حول سيرة حياة الزعيم الأميركي المسلم من أصل أفريقي مالكوم إكس.

وحصل المخرج سبايك لي على إذن من الهيئة الشرعية ليتم تصوير بعض المشاهد، في حين تم تصوير الفيلم أيضا في الولايات المتحدة ومصر وجنوب أفريقيا والمملكة العربية السعودية.

وعام 1993، تلقى الفيلم ترشيحين لجائزة الأوسكار عن فئة أفضل ممثل في دور رئيسي (دينزل واشنطن) وعن فئة تصميم الأزياء (روث كارتر)، وترشح مرة واحدة لجوائز الغولدن غلوب لفئة أفضل ممثل في فيلم درامي، وعرض الفيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان برلين السينمائي.

وقدم سبايك لي عدة أفلام شهيرة، مثل “افعل الشيء الصحيح” (Do the Right Thing) عام 1989، و”مالكوم إكس” عام 1992، و”الملوك الأصليين للكوميديا” (The Original Kings of Comedy) عام 2000، و”الساعة 25″ (25th Hour) عام 2002، و”داخل رجل” (Inside Man) عام 2006.

ظهرت انشغالاته الحقيقية في أفلامه التي تركزت موضوعاتها حول العلاقات بين الأعراق المختلفة، والتمييز العنصري، ودور وسائل الإعلام في الحياة المعاصرة، والجريمة، والفقر والعديد من المشاكل السياسية.

سبايك لي أنتج عدة أفلام تتناول قضايا اجتماعية وسياسية (الفرنسية)

بدأ سبايك لي صناعة الأفلام مع فيلم “صالون جو بيد ستوي للحلاقة: نقطع الرؤوس” (Joe’s Bed-Stuy Barbershop: We Cut Heads) الذي أخرجه عام 1983، وكتب سيناريوهات لأفلام منها “سوف تحصل عليه” و”افعل الشيء الصحيح” و”مالكوم إكس”، والتي أخرجها أيضًا.

تم ترشيحه لـ5 جوائز أوسكار، وفي عام 2019 فاز بجائزة أفضل سيناريو مقتبس عن فيلم “بلاك كلانسمان” (Black Klansman)، وفي عام 2015 أصبح أصغر شخص يحصل على جائزة الأوسكار، وجاء ترشيحه الأول لجائزة نقابة الكتاب عام 2019 مع فيلم “بلاك كلانسمان”.

جائزة التأثير

وحصل ألمودوفار على جائزة التكريم المسماة “جيف سكول” (Jeff Skoll) التي يقدمها مهرجان تورنتو لمن تركوا أثرا حقيقيا ويجمعون في تأثيرهم بين السينمائي والاجتماعي.

وقال كاميرون بيلي، رئيس المهرجان، في بيان على موقعه الرسمي إن بيدرو ألمودوفار “يأتي إلى تورنتو السينمائي الدولي دائما، وفي كل عام يكون أفضل من السابق”.

وأضاف بيلي عن ألمودوفار “كان لرؤيته الفنية وسرده الجريء للقصص والتزامه الراسخ بتخطي حدود السينما تأثير عميق. إنه يتحدى الأعراف المجتمعية ويدافع عن التنوع، وينير التجربة الإنسانية بحساسية ورشاقة. نحن نحتفل بقدرته على إلهام الجماهير في جميع أنحاء العالم”.

ومن بين الفائزين السابقين الذين تم تكريمهم في هذه الفئة المرموقة المطربة والشاعرة الغنائية بافي سانت ماري، وهي مطربة شاعرة غنائية من السكان الأصليين لكندا، وفازت ماري أيضا بجائزة الأوسكار قبل أن تفوز بجائزة جيف سكول عام 2022.

أما ألانيس أوبو مساوين فقد فازت بالجائزة عام 2021، وهي مخرجة سينمائية وممثلة وكاتبة سيناريو، أما المخرجة الهندية ميرا ناير فحصلت على الجائزة عام 2020.

المخرج الإسباني الكبير بيدرو ألمودوفار (الفرنسية)

ويعد بيدرو ألمودوفار واحدا من أنجح المخرجين الأوروبيين، وقد خطا أولى خطواته في الشهرة العالمية بعد أن فاز فيلمه “امرأة على وشك الانهيار العصبي” عام 1988 بجائزة أفضل فيلم شاب في حفل توزيع جوائز الأفلام الأوروبية الافتتاحية، وواصل نجاحه في جميع أنحاء العالم. وقد فاز بـ5 جوائز أوروبية أخرى للأفلام، بالإضافة إلى 5 جوائز “بافتا” (BAFTA) و4 جوائز سيزار فرنسية واثنتين من جوائز الأوسكار.

كانت جوائز الأوسكار في فئة أفضل فيلم بلغة أجنبية لفيلم “كل شيء عن أمي” (All About My Mother) عام 1999، وفي فئة أفضل سيناريو لفيلم “تحدث إليها” (Talk to Her) عام 2002.

ويعد ألمودوفار صانع الأفلام الإسباني الأكثر شهرة عالميًا، وقد وصل إلى مدريد عام 1968، ولم يستطع دراسة صناعة الأفلام بعد أن أغلقت حكومة الجنرال فرانكو مدارس صناعة الأفلام في أوائل السبعينيات.

وجد ألمودوفار وظيفة في شركة الهاتف الإسبانية وادخر راتبه لشراء كاميرا، وكرس نفسه لإنتاج أفلام قصيرة بمساعدة أصدقائه، واشتهرت العروض الأولى لتلك الأفلام المبكرة في عالم الثقافة، ومن خلالها عرف في إسبانيا.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.