بعد نحو أسبوع من إسقاط الولايات المتحدة منطادا صينيا فوق أجوائها يشتبه في أنه أطلق للتجسس، أعلنت وزارة التجارة الأميركية فرض عقوبات على 5 شركات صينية ومعهد أبحاث قالت إن لها علاقة ببرنامج المراقبة الصيني.

ويشير تقرير نشرته مجلة نيوزويك (Newsweek) إلى أن أكثر من نصف الكيانات التي استهدفتها العقوبات الأميركية المذكورة آنفا ترتبط برجل واحد يعتبر مهندس برنامج المراقبة الصيني من ارتفاعات عالية الذي دفع الأميركيين مؤخرا إلى تغيير أنظمة راداراتهم لرصد المناطيد التابعة له.

فمن مهندس مناطيد المراقبة الصينية التي أسقطت الولايات المتحدة أحدها الأسبوع الماضي وخلقت أزمة بين بكين وواشنطن؟

“وو جاي” مهندس الاستخبارات الصينية

يشير تقرير نيوزويك إلى أن العالم الصيني البارز، وو جاي، البروفيسور في كلية علوم الطيران والهندسة بجامعة بيهانغ الصينية، هو مهندس برنامج المراقبة الصيني الذي يضم مناطيد وبالونات وغيرها من الوسائل ذات الصلة بـ”الاستخبارات والمراقبة” العسكرية الصينية.

وُلد وو عام 1957 في مقاطعة شانشي شمال الصين، وقد شارك على مدى 3 عقود في أبحاث “الفضاء القريب”، التي تركز على الفضاء الشاسع فوق مسارات الخطوط الجوية التجارية، لكن على ارتفاعات تحت مدارات الأقمار الصناعية.

قبل 4 سنوات، أعلن وو، الذي يُدرّس الطيران، عن جولة حول العالم لأحد المناطيد الرائدة غير المأهولة التي يصممها فريقه، وتشمل الرحلة التحليق فوق أميركا الشمالية.

حصل وو على الدكتوراه في الميكانيكا الإنشائية في عام 1988 من “معهد هاربين للتكنولوجيا” (the Harbin Institute of Technology)، الذي فرضت عليه الولايات المتحدة عقوبات في عام 2020 لأنشطته التي أسهمت في تطوير الجيش الصيني. وفي عام 1991، بدأ التدريس في جامعة بيهانغ، التي فرضت عليها أميركا أيضا قيودا لنفس السبب المذكور آنفا منذ عام 2010.

وقد تخلى وو عن منصبه نائبا لرئيس الجامعة ليتفرغ للبحث والتدريس، وفق موقع الجامعة نفسها، وكانت له مساهمات بارزة منذ شبابه في أبحاث الفضاء والطيران، وقد ترأس لجنة فنية في قسم التسليح العام بجيش التحرير الشعبي الذي أعيد تشكيله الآن، وفق تقرير نيوزويك.

ركز الباحث الرائد في كلية علوم الطيران والهندسة على مكونات الطائرات وتشتت الإشعاع الكهرومغناطيسي والتكنولوجيا منخفضة الملاحظة، كما تقول الجامعة. وتضيف أن إنجازاته في تطبيق تكنولوجيا التخفي كانت جديرة بالملاحظة بشكل خاص.

وتقول المجلة إن أبحاث المهندس الصيني الرائد تركز على مكونات الطائرات وتشتت الإشعاع الكهرومغناطيسي والتكنولوجيا التي يصعب رصدها، أو ما يعرف بـ”تقنية الشبح”. ومن بين مشاريعه التي عادت للظهور هذا الشهر المنطاد الذي أعلن عنه من قبل، وبدا وكأنه يحلق على ارتفاع لا ترصده الرادارات. وحينها صرح وو لصحيفة “ساوثرن ديلي” (Southern Daily) الصينية المملوكة للدولة في 20 أغسطس/آب 2019 بأن فريقه تمكن من إطلاق منطاد غير مأهول في رحلة حول العالم.

منطاد و3 أجسام غامضة في سماء أميركا

خلال أقل من 10 أيام تم إسقاط 4 أجسام طائرة في سماء الولايات المتحدة وكندا، قالت واشنطن إن أحدها منطاد تجسس صيني، في حين أخذت الأجسام الأخرى شكلا أسطوانيا أو ثماني الأضلاع، وفق ما تم الكشف عنه مؤخرا.

ويراقب الأميركيون القلقون الأجواء بينما يتتالى رصد أجسام طائرة غامضة في ظل توتر حاد مع الصين، رغم أن الجسم الأول فقط هو من نَسبت السلطات الأميركية مسؤولية إطلاقه إلى بكين ووصفته بأنه منطاد مخصص لأغراض التجسس.

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) وفي الثاني من فبراير/شباط الجاري أنها تتبع منطادا يحلق على ارتفاع عال فوق أراضي الولايات المتحدة.

وأكدت واشنطن أن الأمر يتعلق بمنطاد تجسس صيني دخل الأراضي الأميركية قبل أيام عدة. وردت بكين بالقول إنها مركبة مدنية تستخدم لأغراض البحث ولا سيما للأرصاد الجوية.

وفي 4 فبراير/شباط الجاري، أسقط الجيش الأميركي المنطاد قبالة سواحل كارولينا الجنوبية، وفي العاشر من الشهر نفسه أعلنت واشنطن أنها أسقطت “جسما” طائرا على علو مرتفع فوق ألاسكا. وقال ناطق باسم البيت الأبيض “لا نعرف من يملك هذا الجسم أكان دولة أو شركة أو فردا، ولا نعرف حتى الساعة الغرض من استخدامه”.

كما أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو إسقاط “جسم مجهول” كان يحلق فوق شمال غرب كندا في إطار عملية مشتركة بين واشنطن وأوتاوا.

كما أسقطت أميركا الأحد الماضي “جسما طائرا” رابعا بواسطة طائرة مقاتلة من طراز “إف-16” (F-16) فوق بحيرة هورون في شمال الولايات المتحدة.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.