بأهازيج جديدة ومتفردة في التشجيع مزجت بين الطرق العربية والأوروبية واللاتينية، خطفت الجماهير السعودية الأضواء في بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022، سواء في ملاعب المونديال، أو مناطق الفعاليات والأماكن السياحية، بفضل مساندتهم ودعمهم المستمر لمنتخب بلادهم، رغم وداعه للمونديال من الدور الأول.

منع مكبرات الصوت من قِبل الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” في ملاعب المونديال، جعل الجماهير السعودية تخوض تجربة جديدة من الأهازيج، قائمة على التشجيع الجماعي وليس الفردي عبر مكبرات الصوت الضخمة، كما هو الحال في أغلب ملاعب الخليج.

ولنجاح التجربة الجديدة حرصت رابطة جماهير المنتخب السعودية على دمج أكثر من أغنية للأخضر في أهزوجة واحدة ولكن بإيقاعات مختلفة، وتم تسجيلها وإرسالها إلى أعضاء الرابطة من أجل حفظها والتعود على ترديدها بشكل جماعي.

أهازيج دعم المنتخب السعودي تملك تاريخًا طويلًا بداية من “الله الله يا منتخبنا” للفنان طلال سلامة، التي تزامنت مع مشاركة الأخضر في أمم آسيا 1984، وحتى “فخرنا الأخضر” للفنان محمد عبده والفنانة أميمة طالب خلال مونديال قطر الحالي.

ويوضح عضو إدارة مجلس الجمهور السعودي فيصل الدوسري أن حضور الجماهير السعودية في مونديال قطر جاء مميزًا، سواء داخل الملاعب أو خارجها، وقدّم صورة مشرّفة للمواطن السعودي تعكس الثقافة والهُوية السعودية خاصة، والعربية عامة.

أهزوجة جماعية

ويقول الدوسري في تصريح للجزيرة نت إن الجماهير السعودية تعوّدت على مكبرات الصوت الضخمة والايقاعات التقليدية المتعارف عليها، إلا أنها في مونديال قطر خاضت تجربة جديدة ومختلفة في التشجيع، في ظل منع مكبرات الصوت من دخول الملاعب.

ويضيف أن الرابطة جهّزت مجموعة من أهازيج المنتخب ودمجت بينهم في أهزوجة واحدة جماعية، وعملت تجارب عليها مع أعضاء رابطة الأخضر بصورة مستمرة قبل شهر من انطلاق المونديال.

وتدربت مجموعة كبيرة من رابطة جماهير المنتخب السعودي، بينهم 50 من قادة الجماهير، على أكثر من لون وإيقاع في الدعم والمساندة وأكثر من طريقة، فبجانب الطرق التقليدية والشعبية، تم الاعتماد على الطرق الأوروبية واللاتينية، حتى لا تملّ الجماهير من التشجيع، وفقًا للدوسري.

ويرى الدوسري أن التجربة الجديدة قد واجهت بعض المشكلات؛ لأن الجماهير السعودية غير معتادة على الأهازيج الجماعية من الأوروبيين واللاتينيين، إلا أن خفة دم السعوديين وارتجالهم في مختلف المواقف، حظى بردود فعل واسعة وتفاعل كبير.

ويشدّد الدوسري على أن تجربة الجماهير السعودية في المونديال مميزة، وسنعمل على تطبيقها في الملاعب بالسعودية، والاعتماد على التشجيع الجماعي وليس الفردي، أو القائمة على فئة محددة حتى نرى جمالية الملاعب، في ظل مشاركة كل الجماهير في التشجيع.

الجماهير السعودية تركت بصمة كبيرة في مونديال قطر (رويترز)

سالم وينه

شكّلت أهازيج السعوديين -بجانب هُتافاتهم المتفردة القائمة على الارتجال والكلمات الهادرة المعبّرة عن مواقف سواء داخل الملعب أو خارجه- مزيجًا من التفاعل الكبير والفكاهة في المونديال، والتي تفاعلت معها مختلف جماهير المنتخبات المشاركة، وكرّرتها بصور مختلفة.

والأهازيج السعودية تنظَّم قبل البطولات لحفز اللاعبين على القتال في الملعب والشجاعة في مواجهة المنافسين، ولكن الهتافات تصنعها الجماهير في الملعب، وتلقى رواجًا كبيرًا على مرّ العصور، وآخرهم هُتاف “ميسي وينه .. كسرنا عينه”، بعد الفوز على الأرجنتين (2- 1).

وقد حظيت الهتافات السعودية بانتشار واسع بين الجماهير في مونديال قطر، وهو ما ظهر جليًا خلال هتافات الجماهير العربية، فردّدت جماهير المغرب “لوكاكو وينه.. حاكسر عينه”، و”دي بروين وينه .. ولوكاكو وينه”، وكذلك جماهير تونس ردّدت “مبابي وينه .. كسرنا عينه”.

ولم تقف الأهازيج السعودية عند العرب فقط، وإنما صارت دعابة استخدمتها الجماهير الأرجنتينية للردّ على السعودية بعد خسارتها أمام بولندا، وردّدت “سالم وينه .. كسرنا عينه”.

وفي مباراة السعودية وبولندا ردّدت الجماهير هتافات جديدة؛ من أبرزها “هذا البولندي.. شغله عندي”، إلا أن هذا الهتاف لم يلقَ انتشارًا واسعًا بعد خسارة الأخضر بهدفين نظيفين في هذه المباراة.

هتافات تاريخية

وفي آخر مباريات السعودية أمام المكسيك استعانت الجماهير بهتافاتها التاريخية “يا سعودي جينا.. والفوز بإذن الله لينا”، و”الله الله يا منتخبنا… إن شاء الله تحقق أملنا” و”إلعب يا سعودي جمهورك وراك.. هز الملعب كله الليلة ليك”.

لم تكن أهازيج وهتافات الجماهير السعودية داخل الملاعب فقط، وإنما انتشرت على صعيد واسع في مختلف مناطق الدوحة، خاصة في منطقتي البيت السعودي على كورنيش الدوحة، وسوق واقف التاريخي أشهر المعالم السياحية في قطر.

والحالة الجميلة التي صنعتها الجماهير السعودية في الشارع القطري خلال المونديال، جعلتها تحتّل المرتبة الأولى بين جماهير مختلف المنتخبات المشاركة في الحدث، وجعل القطريين يرتبطون بهم، ويطلقون حملات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لإغلاق الحدود على الجماهير السعودية، وبقائهم في الدوحة طوال فترة المونديال.

ونشر العديد من المواطنين القطريين مرئيات على وسائل التواصل الاجتماعي، تشيد بالجماهير السعودية في الدوحة، وتطالب ببقائهم في البلاد خلال المونديال، منوّهين بالأجواء المميزة التي صنعوها في الحدث العالمي، ومعبّرين عن حزنهم على خروج الأخضر المبكر.

وخلال مونديال قطر، قدّم المطرب الشهير محمد عبده -بصحبة الفنانة أميمة طالب- أغنية “فخرنا الأخضر”، من كلمات الأمير عبد الرحمن بن مساعد لدعم اللاعبين، في حين أطلق الاتحاد السعودي لكرة القدم الأغنية الرسمية للمنتخب بعنوان “كلنا الأخضر”.


المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.