يحاكم القضاء الفرنسي من الثلاثاء حتى الجمعة، في باريس، الجزائري صابر الأحمر -الذي احتجز 8 سنوات في معتقل غوانتانامو وتمت تبرئته ثم استقبلته فرنسا عام 2009- بشبهة إلقاء خطب متطرفة وتحريض الراغبين في القتال على السفر إلى العراق أو سوريا.

وسيحاكم الأحمر مع متهم آخر هو (محمد. هـ) بتهمة “الانتماء لعصابة أشرار إرهابية إجرامية”.

ويقول الاتهام إن الرجل الذي كان يعمل “مرشدا دينيا” وأصبح بسرعة إمام مسجد بلدة سانت أندريه دي كوبزاك في منطقة جيروند (جنوب غرب) عمل سرا في مصلى سري يقع فوق مطعم المتهم الآخر.

والأحمر متهم بالإدلاء بـ “تصريحات عنيفة جدا” في خطب “تهاجم اليهود وتدعو إلى قتل المرتدين، وإلى الشهادة”.

ويشتبه بأنه كان على علاقة مع عدد من الشخصيات “الجهادية” في فرنسا، بمن فيهم ليونيل دومون اللص السابق الذي كان ينتمي إلى “عصابة روبيه” أو محمد الشملان زعيم جماعة “فرسان العزة الإسلامية”.

وتكمن نقطة الانطلاق في التحقيق في أن الأحمر “شجع بشكل مباشر على ما يبدو وأعد لمغادرة” عديدين صيف 2015 “باتجاه المنطقة العراقية السورية” ربما مقابل أجر من “جمعية سنابل” التي حلتها السلطات الفرنسية نهاية 2016، معتبرة أنها في قلب “التيار الجهادي”.

ومن بين هؤلاء المسافرين عثمان يخلف الذي اعتبر “ميتا في المنطقة” منذ نهاية 2015، إضافة إلى زوجين وأطفالهما الأربعة. ورب هذه العائلة سليم معاشو واحد من 7 فرنسيين حكم عليهم القضاء العراقي بالإعدام عام 2019 لانتمائهم إلى تنظيم الدولة الإسلامية.

غير أن المحامي كريستيان بلازي -الذي يتولى الدفاع عنه مع أليكس فيلانوف- قال “ليس لدينا أي دليل في هذا الملف يمكن أن يثبت أن صابر الأحمر دفع شخصين إلى السفر” إلى المنطقة العراقية السورية.

وأضاف بلازي أن الرجل الذي تم توجيه الاتهام إليه وأوقف في يونيو/حزيران 2017 وسيمثل محتجزا “هو ضحية سمعته كمعتقل سابق في غوانتانامو، لكن (…) بعد احتجازه 8 سنوات أفرج عنه من دون أن يلام قانونيا على أي وقائع”.

تبرئة أميركية

وسيخضع للمحاكمة من يعتبره القضاء “مساعد الأحمر” وهو (محمد. هـ) المولود في المغرب عام 1977.

وقد نشرت معلومات عنه في وسائل الإعلام عام 2017 عندما عمل لفترة وجيزة مساعدا خارجيا للغة الإنجليزية بكلية في كوت دور (وسط الشرق) قبل أن يتم طرده عندما أعلن اتهامه.

وقالت محاميته نويمي سعيدي كوتييه إن “موكلي ينفي بشدة التهم الموجهة إليه”.

وولد الأحمر في مايو/أيار 1969 بالجزائر، وحصل على إجازة في العلوم الإسلامية، وأصبح -حسب القضاء- عضوا في الجماعة الإسلامية المسلحة التي نشطت في الجزائر تسعينيات القرن الماضي.

وغادر الأحمر الجزائر لسنوات ليكمل تعليمه بالمدينة المنورة في السعودية، قبل أن يظهر في البوسنة والهرسك بين عامي 1996 و2001، حيث عمل بشكل خاص في مسجد كبير في سراييفو.

وسلمه البوسنيون إلى الأميركيين أوائل 2002 مع 5 جزائريين آخرين بشبهة التخطيط لهجوم على سفارة الولايات المتحدة. ونُقل إلى سجن غوانتانامو العسكري بجزيرة كوبا حيث بقي محتجزا حتى عام 2008، قبل تبرئته من قبل القضاء الأميركي.

ووافق الرئيس الفرنسي حينذاك نيكولا ساركوزي على استقبال معتقلين سابقين اثنين بهذا المعسكر، ووصل لخضر بومدين والأحمر إلى فرنسا في الأول من ديسمبر/كانون الأول 2009.

وكان الأحمر قال لوكالة الصحافة الفرنسية عام 2012 “غوانتانامو سيبقى معي حتى نهاية حياتي.. لم يكن تعذيبا عاديا ولم تكن المدة 8 أيام”.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.