القدس المحتلة- اعتكفوا بعد صلاة الفجر في الساحات وداخل المصلى القبلي، تهيؤوا للاقتحام الجماعي للمستوطنين الذي أعلنت جماعات الهيكل المتطرفة أنه سيُنفذ على مدار الأسبوع بمناسبة عيد الفصح اليهودي.

ردّ المصلون على مخططات المتطرفين بإغلاق مسار الاقتحام في المنطقة الشرقية بالحجارة والألواح الخشبية، وأدى نحو 4 آلاف منهم صلاة الفجر في مصليي قبة الصخرة المشرفة والقبلي.

حناجر بعض المصلين صدحت بالذكر وقراءة القرآن، وآخرين أدوا صلاة الضحى وسط أجواء روحانية استثنائية لم تدم طويلا، إذ اقتحمت قوات الاحتلال الخاصة ساحات الأقصى من جهة باب المغاربة في تمام الساعة 6:45 صباحا وأفرغت الساحات بالقوة من المعتكفين.

“لن تركع أمة قائدها محمد، بالروح بالدم نفديك يا أقصى” بهذه الهتافات وغيرها ردّ المصلون على اقتحام المسجد، فتعرضوا للضرب والاعتقال وللتنكيل قبل تفريغهم من الساحات بالقوة.

وخلال عملية الكرّ والفر سارعت قوات الاحتلال لتفريغ مسار الاقتحام في المنطقة الشرقية وفتحت باب المغاربة للاقتحام بعد تأخُر 30 دقيقة عن الموعد المحدد أمام مئات المتطرفين الذين انتظروا فتح الباب.

تكبيرات.. هتافات واستغاثات

على وقع تكبيرات النساء من داخل مصلى قبة الصخرة المشرفة وأصوات القنابل الصوتية والمواجهات الدائرة أمام باب الأسباط (أحد أبواب المسجد الأقصى) والمفرقعات التي أطلقها الشبان من داخل المصلى القبلي، اقتحم 545 متطرفا ومتطرفة الساحات بحماية مشددة من القوات الخاصة.

وخلال جولات الاقتحام أطلق الشبان المحاصرون داخل المصلى القبلي نداءات مطالبة فصائل المقاومة بالرد، ومع اقتحام المصلى لاحقا صدحت حناجر الشبان بهتاف “مشان الله يا غزة يلا.. يا أقصى لا تعبس بدّك عسكر بنلبس”.

فلسطيني يقرأ القرآن الكريم في ساحات المسجد الأقصى تزامنا مع تفريغ قوات الاحتلال لها لتأمين اقتحامات المستوطنين (الأناضول)

وعند سؤال الجزيرة نت لبعض الشبان عن رسالتهم للعالمين العربي والإسلامي قالوا “لا نريد من الدول العربية والإسلامية شيئا، نحن ندافع عن هذا المقدس وحدنا ونقدم أرواحنا فداء للأقصى”.

الشابة ز.ص التي وصلت لأداء صلاة الفجر في المسجد الأقصى قالت إن القوات الخاصة حاولت إخراج المصلين بالقوة من المسجد، وإن كلا من مصلى قبة الصخرة المشرفة والقبلي حوصرا على مدار ساعات.

وأضافت للجزيرة نت “القوات الخاصة اعتلت سطح المصلى القبلي وانتشرت عند قبة الصخرة المشرفة واعتدت على المعتكفين واعتقلت عددا منهم، ورغم الوحشية التي تعاملت بها قوات الاحتلال فإن الاقتحام كان أقل وطأة من اقتحام يوم الجمعة الماضي”.

14 مجموعة اقتحام

مدير المسجد الأقصى المبارك عمر الكسواني قال إن المتطرفين توزعوا على 14 مجموعة اقتحام، وتزامن اقتحامهم مع إجراءات تضييق شديدة على الأبواب، إذ اقتصر الوجود داخل المسجد على النساء وكبار السن، مع فتح 3 أبواب فقط هي الناظر والسلسلة وحطة، وفي وقت لاحق أعلنت دائرة الأوقاف أن عدد المقتحمين من اليهود اليوم بلغ 545.

أما موقف جماعات الهيكل المتطرفة من سير اقتحامات عيد الفصح اليهودي في اليوم الأول لها فجاء من خلال مدير منظمة “جبل المعبد في أيدينا” المتطرف تومي نيساني، الذي غرّد على تويتر قائلا إن الشرطة الإسرائيلية أخّرت اقتحام المستوطنين نصف ساعة بعدما وجدت مسار الساحة الشرقية مغلقا بالعوائق.

وأضاف أن الشرطة فرضت على المجموعات المقتحمة قيودا أمنية إضافية وقللت عدد المستوطنين في كل فوج، متهما الشرطة بالتقصير لأنها “تركت المخربين العرب يسدون طريق اليهود طوال الليل” وفقا لتعبيره.

استمرار الاعتكاف

وأكد نشطاء مقدسيون أن ما جرى اليوم الأحد وقبله الجمعة الماضية يؤكد ضرورة وضع مزيد من العوائق في طريق المقتحمين حتى يوم الخميس المقبل، مشيرين إلى أن من يزيلها سيكون شريكا في تسهيل اقتحامات المتطرفين.

وأشار نشطاء إلى أنه ثبت بالتجربة أن الشرطة تعتبر رغبات جماعات الهيكل أوامر ولا بد من تكثيف الحشد للاعتكاف، لأن الاحتلال قد يبدأ في محاولة منعه من الليلة المقبلة.

بدورها أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمها تعاملت مع عشرات الإصابات على خلفية الأحداث المندلعة في المسجد الأقصى ومحيطه، وأكدت الجمعية أن طواقمها مُنعت من دخول المسجد لممارسة عملها الإنساني فيه.

Raid on Al-Aqsa Mosque Compound by fanatic Jews
رغم اقتحامهم الأقصى بالمئات اليوم، قيادات من المستوطنين اتهمت قوات الاحتلال بالرضوخ لصدهم من قبل المصلين (الأناضول)

ومُنع المصلون من دخول المسجد طيلة فترة اقتحامات المتطرفين لساحاته، وتجمع عشرات المقدسيين أمام الأبواب خاصة باب حُطّة، بانتظار السماح لهم باجتياز حاجز القوات الخاصة الذي نصبته في الرواق المؤدي للأقصى.

ورغم نجاح المتطرفين في تنفيذ اقتحامهم للأقصى، ووفقا للأحداث الميدانية، فإن المعتكفين في المسجد أكدوا مجددا أن هذه الاقتحامات خلال عيد الفصح لن تمر بهدوء كما كانت تريد قوات الاحتلال.

وبالتزامن مع المواجهات المندلعة في المسجد الأقصى، تعرضت حافلة للمستوطنين كانت في طريقها نحو حائط البراق للرشق بالحجارة مما أسفر عن وقوع 5 إصابات.

وعلى خلفية أحداث المسجد الأقصى ومحيطه أعلنت الشرطة الإسرائيلية اعتقال 7 فلسطينيين، بينهم 4 يشتبه في ضلوعهم بإلقاء الحجارة على الحافلة.

وفي نهاية المطاف، انسحبت قوات الاحتلال قبيل صلاة الظهر وفتحت أبواب المسجد الأقصى بعد ساعات من المواجهات مع المعتكفين الذين باتوا يشكلون جدارا للدفاع عنه في وجه الاقتحامات، تزامنا مع عيد الفصح اليهودي.


المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.