لا يتعلق عالم كرة القدم الاحترافية فقط بالنجومية والشهرة والرواتب الضخمة التي تشد انتباه عامة الناس ووسائل الإعلام ويثنون عليها وينتقدونها كل أسبوع.

فخلف أضواء الشهرة والنجومية تتوارى سيرة عدد كبير من اللاعبين الذين لم يحظوا بفرصة الوصول إلى المستوى الذي يؤهلهم للظهور مع فرق الصف الأول.

وذكر تقرير لصحيفة “لوفيغارو” الفرنسية أن هناك العديد من الشباب المتحمسين الذين يتوقون للسير على خطى نجوم مثل كيليان مبابي، لكن القليل منهم يمكنهم تحقيق أحلامهم؛ فمن بين 100 ألف لاعب كرة قدم شاب تقل أعمارهم عن 12 سنة -في المتوسط كل عام- يدخل 700 فقط إلى مراكز التدريب، ثم يفوز 300 بعقد تدريب أول، وفي النهاية يحصل 100 منهم فقط على عقد احترافي، وتتاح الفرصة لما بين 1 و5 من هذه العناصر لارتداء قميص منتخب فرنسا.

وأوضح التقرير أنه في هذا المناخ الرياضي الذي يتسم بنزعة انتقائية شديدة للاعبين، تبرز أسئلة أساسية -خاصة من جانب العائلات- عندما نعلم أن مسيرة كرة القدم تستمر في المتوسط بين 6 و7 سنوات.

وأشار إلى أن المسألة الرئيسية الأولى التي أثارها نحو 685 من أولياء الأمور تتعلق بقدرة أطفالهم على التعافي من الإصابات ومسارهم الوظيفي الجديد إذا لم يتمكنوا من أن يصبحوا لاعبي كرة قدم محترفين، كما أن 55% من أولياء الأمور كانوا يشعرون بالقلق من مستوى اهتمام أطفالهم بدراستهم، في حين تطرق 54% منهم إلى مسألة مسيرة أبنائهم المهنية بعد انتهاء رحلتهم في عالم كرة القدم.

دعم لاعبي كرة القدم

وتساءل التقرير عن الدراسات والتدريب والدعم الذي ينبغي أن يحظى به لاعبو كرة القدم، وهي المواضيع التي تم تجاهلها -حتى لو بذلت الأندية من خلال مراكز التدريب الخاص بها جهودًا في هذا الصدد في السنوات الأخيرة- نظرًا للمبالغ الكبيرة التي تنطوي عليها عملية تنفيذ مثل هذه المشاريع.

وأطلق الاتحاد الوطني للاعبي كرة القدم المحترفين -الذي يمثل ما يقرب من 90% من أعضاء لاعبي كرة القدم المحترفين النشطين- برنامج “أنليميتيد بلايرز” العام الماضي لتناول قضايا التعليم والتدريب والتوظيف.

وذكر التقرير أن 55% فقط من لاعبي كرة القدم المحترفين اجتازوا امتحان البكالوريا، وحسب الرئيس المشارك للاتحاد الوطني للاعبي كرة القدم المحترفين سيلفان كاستينديو فإن “البكالوريا لم تعد كافية وهي بالتأكيد ليست غاية في حد ذاتها”.

وأشار كاستينديو إلى سعي اتحاد اللاعبين المحترفين لإشراك لاعبي كرة القدم في البرامج المتعلقة بالتعليم، ليكونوا نموذجا للشباب، “فإذا رأى اللاعبون الصغار لاعبي كرة القدم الذين نجحوا في البكالوريا وانتقلوا إلى التعليم العالي، سيمتد التأثير حتما على فئة كاملة من الشباب”.

وفي عالم كرة قدم الذي يتزايد فيه التنافس؛ حيث يدير الوكلاء بالفعل الأطفال في سن 13 عامًا؛ عُقِدَت بالفعل اجتماعات توعية مع الآباء والأندية حول التدريب والدراسات وإدارة ما بعد المهنة؛ وقال سيلفان كاستينديو “يريد الاتحاد أن يكون شريكا للاعبين طوال مسيرتهم من خلال توعيتهم بأهمية التعليم”.

المصدر: وكالات + الجزيرة نت

Share.
مشاعل السالم

صحفية عراقية من اربيل خريجة وزارة الاعلام في اربيل سنة 2004

Comments are closed.